سياسية

صالحي: تدخل بعض الدول بالأزمة في سورية أدى لاستمرارها

أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن التدخل المشؤوم لبعض الدول الخارجية في الأزمة في سورية أدى لاستمرارها رغم أن القيادة السورية اتخذت خطوات بناءة باتجاه تحقيق مطالب الشعب السوري.
وقال صالحي في مؤتمر صحفي مشترك مع كوفي عنان المبعوث الدولي إلى سورية اليوم " إن المسائل السياسية مسائل معقدة والمنطقة والعالم يقفان على تطورات حساسة ويجب أن تتضافر جهود الجميع لمنع توسع الأزمة في سورية والحد من الويلات وإذا قلت إن الأوضاع سيئة فيجب ألا نجعلها تسير إلى ما هو أسوأ".

وأشار صالحي إلى أن الديمقراطية والاستقلال ومحاربة الفساد حقوق مصانة للشعب السوري مؤكدا أن الحكومة السورية التزمت بتحقيق الوعود في تلبية كل المطالب المشروعة والمحقة للشعب السوري واتخذت خطوات مهمة في هذا الطريق.

وقال صالحي " إن اهتمامنا يتركز على وضع حد للأزمة في سورية التي لا يصب استمرارها في صالح أي طرف في المنطقة كما نوصي بلدان المنطقة بأن يتعاملوا بحيطة وحذر كاملين وخاصة في وسائل إعلامها كي لا يتخذوا قرارات وإجراءات خاطئة قد تؤدي إلى كارثة تعم المنطقة والتي سوف لن تكون لصالح المنطقة ولا المجتمع الدولي".

بدوره أوضح عنان أن هدف مباحثاته في طهران هو تأمين دعم إيران لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية وقال " لقيت تشجيعا كبيرا من قبل إيران وآمل أن نتعاون مع بعضنا لنصل إلى نتائج وخطوات مهمة لحل الأزمة في سورية ومنع انتشارها في أرجاء المنطقة والحد من تبعاتها السلبية التي لن تكون في صالح بلدانها كي نعزز الاستقرار فيها".

وقال عنان ردا على سؤال حول نزع سلاح المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ومنع دول مثل قطر والسعودية من إرسال الأسلحة إليها ودور الأمم المتحدة في تطبيق ذلك " إن المنظمة الدولية تسعى بشكل كبير لنزع فتيل العنف في سورية من كل الأطراف وقلنا بأننا إذا أردنا أن نوقف حركة العنف فيجب أن نتكلم مع جميع من يحمل السلاح الذين يجب عليهم ألا يقوموا بقتل الأبرياء".

وأكد عنان أن نزع أسلحة المجموعات المسلحة هو أمر مهم جدا في مثل هذه الأزمات وبعد انتهائها وقال " أعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تتمكن من السيطرة على الأسلحة إذ يجب أن تكون لدينا دولة مقتدرة كي تمنع انتشار المجموعات المسلحة .

وأضاف عنان " أما فيما يتعلق بإرسال الأسلحة للمجموعات المسلحة فقد بحثنا هذا الموضوع بإسهاب في مؤتمر جنيف واكدنا بكل وضوح بأننا لا نرغب في استمرار هذه الأزمة أو أن نتخذ حلا عسكريا لها بل يجب أن نبحث عن حل سلمي للأزمة في سورية وأن استعمال السلاح لا ينسجم مع بحثنا عن الحل السلمي لها .

وأوضح عنان ردا على سؤال حول الدور الإيراني في الأزمة في سورية أن إيران تلعب دورا إيجابيا في هذه الأزمة وتعمل على إيجاد حل سلمي لها عبر الحوار الذي يجب أن تبدأ خطواته مبكرا بمشاركة كل الأطراف وهي نقطة مصيرية ومحورية في خطة النقاط الست التي طرحتها.

ودعا عنان جميع الأطراف إلى العمل معا لإيجاد حل سلمي للازمة في سورية ونزع فتيلها منعا من تداعياتها السلبية على دول المنطقة.

جليلي: الحل في سورية ينبغي أن يكون سوريا ودون تدخل خارجي

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي أن حل الازمة في سورية ينبغي أن يكون سوريا ودون تدخل خارجي وأن الحوار السياسي يجب ان يتزامن مع بذل الجهود لوقف إطلاق النار.

وشدد جليلي خلال لقائه كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة الى سورية اليوم في طهران على ان الحل في سورية يتمثل بإرساء الديمقراطية الحقيقية وليس عبر ارسال السلاح وممارسة الاعمال الاجرامية.

وقال.. "يتعين على المراقبين الدوليين الحؤول دون تدفق السلاح الى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية".

وأضاف.. "إن تاريخ بعض الدول كأمريكا يبرهن على عدم قدرتها على ممارسة دور ايجابي في حل الازمة في سورية وبالتالي لا يمكن ان تكون جزءا من الحل".

من جانبه أشار عنان إلى نتائج اجتماع جنيف حول سورية منوها بدور ايران للمساعدة في حل الازمة السورية.

صالحي: تزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالأسلحة يؤدي إلى تفاقم الوضع

وكان صالحي أكد أن تزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالأسلحة يؤدي إلى تفاقم الوضع مجددا دعم بلاده لخطة عنان.

وقال صالحي خلال مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز في ابوظبي أمس "هناك الكثير من الأسلحة التي يتم تهريبها إلى سورية.. أشخاص كثيرون من دول مختلفة يتدفقون على سورية ويرفعون السلاح ضد الحكومة.. هذا يؤدي إلى تفاقم الموقف "مبينا أن قطاعا كبيرا من المجموعات المسلحة ينتمي لجماعات متشددة متطرفة.

وأضاف صالحي "رسالتي لكل الدول التي تستطيع القيام بدور في هذا الشأن أن تتحلى بالحصافة والحكمة لعدم تدهور الموقف".

وأكد وزير الخارجية الإيراني استمرار دعم بلاده لخطة عنان المؤلفة من ست نقاط داعيا إلى إعطاء عنان فرصة كافية حتى يتمكن من دفع خطته إلى الأمام.

وقال صالحي "ندعم أيضا الفكرة المتعلقة بجلوس الحكومة والمعارضة سويا لإيجاد مخرج للازمة في سورية".

ودعا صالحي إلى إيقاف التدخلات الخارجية في شؤون سورية التي تؤدي إلى تفاقم العنف من خلال التدخل على الأرض مؤكدا أن الشعب السوري هو من يختار قيادته بنفسه وقال أنه " ستجري في سورية انتخابات رئاسية بحلول عام 2014 وان على الدول ان تتجنب حتى ذلك الحين عدم تفاقم العنف من خلال التدخل على الارض في الصراع الدائر هناك".

وحول الملف النووي الايراني قال صالحي ان ايران ملتزمة تماما بحل القضية النووية ولكن القوى العالمية حادت عن التفاهمات التي تم التوصل اليها في الجولة الاولى من جولات المفاوضات الثلاث التي اجريت هذا العام مؤكدا ان استمرار الازمة المتعلقة بملف ايران النووي ليس في مصلحة المجتمع الدولي او ايران او المنطقة.

وقال صالحي "إن إيران مستعدة للتفاوض بشأن قضية تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 بالمئة ولكن يجب بالطبع مكافأتها على نحو لائق" موضحا أنه إذا حصلت إيران على احتياجاتها من الوقود لتشغيل عدة مفاعلات مزمعة لإنتاج النظائر الطبية المشعة فإنها ستكون مستعدة لمناقشة وقف التخصيب لمستويات عالية.

ونفى وزير الخارجية الايراني الاتهامات بأن موقع بارشين قد تم تطهيره من المواد الذرية الناجمة عن تجارب نووية موضحا انه سيكون بمقدور المفتشين النوويين التأكد من هذا عندما يحين الوقت لزيارة الموقع مرة اخرى.

وقال صالحي ان السماح للمفتشين الدوليين بدخول موقع بارشين يتوقف على الموعد الذي ستتمكن خلاله ايران من التوصل الى اتفاق موسع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى