مقالات وآراء

فريد ميليش كتب لزهرة سورية … المتباكون على الشعب السوري!!

لم يكن مفاجئاً لكثير من المتتبعين في سورية تعليق المراقبين الدوليين أعمالهم بشكل مؤقت، ذلك أن هذه الخطوة هي جل ما كانت تتمناه دول وقوى خارجية لم تكن تريد لمهمة كوفي عنان
 النجاح في سورية والخروج من الأزمة.

قبل أيام من تعليق مهمة المراقبين الدوليين لعملهم أكدت صحيفة بريطانية وهي " لالكار" أن واشنطن ستواصل عمل كل ما هو ممكن لتخريب خطة عنان، فبالنسبة لسورية، ولجميع الذين يحترمون سيادتها والرغبة في حل سلمي للأزمة التي تعهدها الغرب بحقد كبير، لقيت المبادرة ترحيباً كبيراً. أما بالنسبة لمن يرغبون في تدمير سيادتها وإنهاء تأييدها لفلسطين ولبنان وسرقة مواردها وتحويلها إلى بيدق ضعيف على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، فإن خطر مثل هذا السلم المبكر أطلق أجراس الإنذار.

الغرب – كما تقول الصحيفة- حاول جاهداً تخريب خطة عنان، محولاً البحث الحقيقي عن حل سلمي للأزمة إلى عصا أخرى للإمبريالية تستخدم ضد كرامة سورية الوطنية، كانت أجندتهم الحقيقية هي العثور على- أو تصنيع- ذرائع لتسويغ المزيد من التدخل الإمبريالي ومنح المتمردين فسحة للتنفس احتاجوا إليها بشدة من أجل تعزيز قواتهم المتداعية.

ولكن ومع انكشاف المجموعات الإرهابية وظهور التمزق في رؤوسها يرى الغرب أن أمله الوحيد يرتكز على الوكلاء وأبرزهم تركيا لدفع خطة عنان إلى الطريق المسدود.. تملقت واشنطن النيات السلمية للخطة في حين تستخدمها عملياً لفرض سلسلة من المطالب المستحيلة والمتغيرة باستمرار على الحكومة السورية.

ولم تبتعد صحيفة " الغارديان" البريطانية في وصفها لما يجري من أحداث في سورية فالتدخل الخارجي الذي يسوق له الغرب ومشيخات النفط العربي لن يؤدي حسب الصحيفة إلا إلى مزيد من سفك الدماء، وسياسة تغذية الصراع الطائفي التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها في دول الخليج ولاسيما في حربهم ضد إيران لن تأتي إلا بنتائج كارثية على المنطقة برمتها، فدفع السوريين للتورط في حرب أهلية يخدم رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في استقدام تدخل عسكري غربي آخر في العالم العربي.

وتفضح الصحيفة النوايا المبيتة لدول الخليج وعلى رأسها السعودية التي ترى في التركيز على الملف السوري محاولة لصرف الأنظار عما يجري على أراضيها، ولاسيما بعد انطلاق الاحتجاج الديمقراطي في البحرين المجاورة.

إذاً يستمر إحباط الخطط الإمبريالية للغزو في المنطقة بفضل صمود السوريين في وجه كل محاولة لتقسيمهم، إلى جانب النوايا الصادقة لأصدقاء سورية الحقيقيين الذين وقفوا بالمرصاد لكل حملات العدوان الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري على سورية على عكس أولئك المتباكين على السوريين.

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى