مقالات وآراء

فريد ميليش كتب لزهرة سورية .. القاعدة والسعودية .. نشأة مشبوهة

حاولت السعودية في فترات سابقة استعادة نفوذها القاعدي وشرعنته وتوجيهه نحو روسيا ما حظي بتشجيع أمريكي,لكن معادلة اليوم مختلفة فواشنطن تدرك خطورة تمركز القاعدة في
 سورية, لذلك فهي تعارض الدعم السعودي للقاعدة وتوجيهها نحو سورية لكن السعودية ترى أنها مسألة حياة أو موت وتندفع بدون وعي في عملية تستهدف سورية بأهلها جميعا.

المملكة التي أسست تنظيم القاع…دة وأطلقته من أفغانستان لدعم المشروع الأمريكي في ومواجهة الاتحاد السوفييتي بدماء شباب العرب الفقراء هي التي تستعيد اليوم ملكيتها للتنظيم بعد التنكر لهم تحت مسمى الأفغان العرب و الهدف هو معسكر المقاومة والمكان هو سورية رأس الممانعة. ,فهناك نية سعودية لإحراق المنطقة كاملة بإطلاقها لشراكة جديدة مع القاعدة ميدانها سورية وضحاياها سوريون دون تمييز بين أديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم . لقد أصيب المعتدلون العرب بالضعف بعد فقدهم تغطية مصر السياسية بانسحابها من وظيفتها العربية وباستقالة مصر من دورها الإقليمي وبتصاعد الدور الاستراتيجي السوري بصورة مخيفة للمعتدلين وللسعودية خصوصاً.,وبعد شهورمن الأحداث في سورية لجأت المملكة إلى القاعدة لإحراق سورية ، فالقناعة السعودية الراسخة والمعلنة تقول بان استمرار النهج السوري يعني آلياً سقوط النظام السعودي الخليجي. هذا التمويل والتسليح والدعم لتمركز القاعدة في سورية بداية لسلسلة مجازر على غرار المجازر التي حدثت في أفغانستان والعراق, وذلك وسط بعض التسريبات لعقد صفقات سعودية مع بعض المعتقلين من القاعدة بالإفراج عنهم مقابل القتال في سورية , كذلك المصادر البريطانية التي أكدت تورط السعودية باغتيال عماد مغنية الذي لم يكن هدفاً سعودياً فقط بل هو هدف أمريكي ، فان العملية السعودية لقيت دعماً كبيرا , إلا أن دخول العملية في إطار سياسة الثأر السعودية وهي مشكلة إستراتيجية , وهذا التمركز من شأنه أن ينسف كل توازنات المنطقة كما من شأنه أن يلقى معارضة دولية ضد السعودية وعليها الاستعداد لمواجهتها دون أن تملك أية ضمانات بأن القاعدة لن تنقلب لتسهدف الداخل السعودي وتنقض على نظام آل سعود الذين يلعبون بالنار بحيث يرسمون بأيديهم نهاية لحكمهم فهل من الممكن أن يكون الشعب السعودي لا يدري بحجم التدخلات السعودية وخطورتها.

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى