سياسية

بعثة مراقبي الأمم المتحدة بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية بفضل التعاون مع الحكومة السورية

أعلن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية أن البعثة بصدد ايجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الأمم المتحدة والدول المساهمة.
وقال الجنرال مود في مؤتمر صحفي في فندق داما روز أمس "سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الاولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط إلى مرحلة عمل "تنفيذ" المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي".
وأضاف "نحن مسرورون بما شاهدناه وشعرنا به منذ وصولنا لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية".
وتابع.. " لكن لا يمكن لأى عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الاطراف الداخلية والخارجية وأنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لأى حجم من العنف أن يحل هذه الأزمة" مضيفا "إن البعثة تخطط لجلب الأطراف للحوار لإعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وايقافه ونحن جادون جدا وملتزمون تجاه الشعب السوري الأبرياء والنساء والاطفال بتقديم المساعدة في استعادة الامل وفي عودة الحياة إلى طبيعتها ولكن يجب أن نعطى فرصة حقيقية من الاطراف المتقاتلة والذين يدعمونهم".
وقال "لدينا الآن نحو 260 مراقبا عسكريا على الأرض من نحو 60 دولة وهذه الاعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الأرض لخدمة الشعب السوري والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف".
وأوضح أنه يعتزم لقاء الصحفيين بصورة منتظمة وقال "سنقوم بتحديد مواعيد على أساس أسبوعي أو ما شابه كلما أتيحت لنا الفرصة".
وردا على سؤال قال الجنرال مود "أستطيع أن أكون واضحا في توجيه رسالتي المباشرة للشعب السوري بالقول "إننا نحن في المجتمع الدولي موجودون هنا على الأرض مع الشعب السوري وسنبذل قصارى جهودنا في محاولة خلق أوضاع على الأرض بحيث يتم تخفيض للعنف ليتم التحول إلى المسار السلمي وأن على أي طرف داخل أو خارج سورية العمل معنا لتحقيق ذلك"
وأضاف "إننا ملتزمون بالعمل على خلق حوار داخلي لتطلعات الشعب السوري وأن خفض العنف والتحول إلى المسار السلمي هو ما نشارك به وهذا دورنا ولكن على جميع الأطراف داخل وخارج سورية العمل وبشجاعة على وقف العنف وإذا ما اتحد الجميع حول هذا المسار وهذه الشجاعة فإننا سنرى تطورا إيجابيا في الأيام والأسابيع القادمة".
وعن تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بان القاعدة متورطة في التفجيرات الأخيرة في سورية قال الجنرال مود "لقد شاهدنا بعض التفجيرات التي حدثت مؤخرا في دمشق والتي كانت دليلا على العنف الكبير الذي يتم ارتكابه والذي لا يفيد أحدا ويلحق الأذى والأضرار فقط بالناس في طريقهم إلى العمل وأطفال المدارس وأنا قلق بشأن الأحداث التي تستخدم فيها المتفجرات التي تستهدف وتودي بأرواح الأبرياء والمدنيين لأنها لن تساعد الوضع".
وحول ما يقال بان العنف ازداد في وجود المراقبين اعتبر الجنرال مود أن حجم العنف تناقص بشكل كبير منذ وصول المراقبين وقال "نحن نرى في الأماكن التي ننتشر فيها تأثيرا لوجودنا ونجري الحوارات التي تتوسع مع كافة الأطراف وأعتقد أنه من الصعب أن نحدد.. وأشارك الجميع في القلق مما نراه من عنف متزايد خلال الأيام الأخيرة أكثر من سابقاتها حيث تردني تقارير من المراقبين على الأرض تفيد بزيادة العنف".
وأضاف الجنرال مود "إن التشكيك في البعثة ليس مفاجئا على الإطلاق وهو أمر منطقي وانه مع وجود 300 مراقب على الأرض من السهل اتخاذ مواقف مشككة في عملهم لكن الموقف الضروري الذي يجب اتخاذه هو أن هؤلاء المراقبين يمثلون المجتمع الدولي وإذا ما حدث أي شيء آخر لا يستحقه السوريون فستكون هناك بدائل أخرى ستؤدي إلى المزيد من العنف ولا أعتقد وجود بدائل جيدة لدى أحد .. لذلك رسالتي للجميع هي أن السوريين يستحقون التقدم نحو الأمام وهم بحاجة إلى تخفيض مستوى العنف ويستحقون ذلك .. وهذا يتطلب شجاعة كبيرة .. وإنني شخصيا ومنظمتي وفريق عملي سوف نعطي السلام فرصة وسنساعد السوريين للتحول إلى المسار السياسي".
وردا على سؤال حول ما تعرض له فريق المراقبين في خان شيخون اوضح ان انفجارا وقع أمام اربع سيارات للأمم المتحدة ما أدى إلى إلحاق أضرار بالسيارة التي كانت في المقدمة.. وقال "هذا النوع من العنف لا نريد أن يحدث مرة أخرى لأنه لا يشكل فقط تحديا واستهدافا لمراقبينا على الأرض بل لجهود المجتمع الدولي لذلك أدعو الجميع بغض النظر عن دوافع من يقوم بمثل هذه الأعمال أن يعيد النظر في حساباته .. نحن هنا على الأرض لتسهيل تخفيض العنف وعدم الاستقرار الذي يواجهه الشعب السوري .. ونحن لا نستطيع حل كل مشاكل الشعب السوري وعلى الأطراف جميعها أن تظهر الجدية الحقيقية في التزاماتها وتؤكد ذلك بالفعل".
وأوضح مود أن البعثة لا تفكر في هذه المرحلة بالتقرير النهائي وإنما بمساعدة الشعب السوري الآن مشيرا إلى أنه في المرحلة التي ستعمل فيها البعثة على التقرير النهائي لن تكون سرية".
لادسوس: بعثة مراقبي الأمم المتحدة تعمل بفعالية لإنجاز مهمتها
بدوره قال هيرفيه لادسوس معاون الامين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام "إن مجلس الأمن الذي يعبر عن الإرادة العليا للمجتمع الدولي قرر إنشاء بعثة مراقبة دولية في سورية وجئت لأرى كيف تسير الأمور".
وأضاف لادسوس في تصريح لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي مساء أمس "إن هذه البعثة تم إرسالها بسرعة غير مسبوقة في تاريخ الأمم المتحدة "معبرا عن امتنانه العميق للجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية وزملائه للفعالية التي يعملون بها لإنجاز المهمة والبدء بالعمل الذي يسهم في وقف العنف ودعم خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية.
وفد من المراقبين الدوليين يزور عددا من الأحياء والمناطق في حمص ودير الزور وريف دمشق وحماة
وزار وفد من المراقبين الدوليين أمس مدينة داريا بريف دمشق والتقى عددا من الأهالي فيها.
كما زار الوفد موقع انفجار العبوة الناسفة التي زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في كبينة للهاتف مقابل جامع العباس بمساكن برزة وزار الجرحى الذين تم إسعافهم إلى مشفى ابن النفيس.
وزار وفد آخر من المراقبين الدوليين دوار المدلجى وحيي الجبيلة والموظفين فى دير الزور وعاين مكان الاعتداء على قوات حفظ النظام في حي الجورة وزار المصابين في المشفى العسكري.
كما زار وفد من المراقبين الدوليين احياء الخالدية والقصور والبياضة والمشفى الوطني في حمص.
وفي مدينة حماة عاين فريق المراقبين الدوليين موقع انفجار العبوات الناسفة التى استهدفت قوات حفظ النظام أمس بالقرب من دوار البحرة وزار وفد البعثة المشفى الوطنى والتقى جرحى التفجير كما زار الفريق دوار السباهي وبلدة مورك والتقى المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى