سياسية

اجتماع مختطفي الجامعة في الدوحة محاولة يائسة لإعادة الأمور في سورية إلى الوراء

يلخص البيان الختامي الذي تمخض عنه اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة أمس الأول بخصوص الأزمة في سورية حالة الخواء السياسي التي تعيشها الجامعة العربية ومختطفوها من شيوخ
النفط الذين ما أن تلمسوا مخارج لانفراج الأزمة حتى اطلوا برؤوسهم بعد غياب ليضعوا عصيهم في عجلة الحل املا بتعطيله واعادة الامور إلى الوراء.
ملامح خطة التخريب التي اعتمدها صانعو البيان ظهرت في مضمونين أساسيين تمثلا بطلب تحديد مهلة زمنية لتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان وتوجيه الدعوة للمعارضة السورية لعقد اجتماع قسري غير مخطط له في القاهرة بغضون أيام في محاولة لتحقيق هدف مزدوج يشوش على الجهود الدولية المبذولة للوصول إلى حل عبر زرع الشك بخطة عنان ومحاصرتها بالوقت ومن جهة اخرى الالتفاف على تقاطع المواقف بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية في الداخل الذي ظهر جليا بالدعم الكامل لخطة عنان والترحيب بالموقف الروسي القائم على مبدأ منع التدخل في شؤون سورية الداخلية. ورغم عمليات التجميل التي حاول المتآمرون من مختطفي الجامعة اجراءها لبيانهم من خلال التأكيد على دعم خطة المبعوث الدولي والتباكي على الشعب السوري ومعاناته وضرورة ايصال المساعدات اليه الا انهم فشلوا في اخفاء نياتهم الحقيقية عندما تغنوا بقراراتهم ومبادراتهم الخرقاء وطالبوا بتنفيذها كماهي متجاهلين انها كانت سببا رئيسيا لتصعيد الأزمة وتوتير الأجواء من خلال ما تضمنته من انحياز للإرهاب وتجاهل لحق الدولة السورية في الحفاظ على سيادتها والدعوة الى التدخل العسكري في شؤونها الداخلية. ومن جهة اخرى فان المجتمعين في الدوحة الذين فشلوا في مواصلة مكابرتهم وتعاميهم عن الحقيقة التي تؤكد وجود مجموعات ارهابية مسلحة في سورية تقتل المواطنين وتخطفهم وتتاجر بدمائهم اضطروا للاعتراف ضمنيا وبلغة مخففة جدا بهذه الحقيقة عندما ضمنوا بيانهم الختامي فقرة مقتضبة أدانوا فيها على مضض "مواصلة عمليات العنف والقتل التي تستهدف المدنيين السوريين ودعوا جميع الأطراف الى التقيد بوقف كل أعمال العنف المسلح وانتهاك حقوق الإنسان". ويرى مراقبون أن المجتمعين في الدوحة وقعوا في تناقض غريب عندما عبروا عن دعمهم الكامل لمهمة عنان وبالمقابل دعوا الى تطبيق قراراتهم السابقة التي تجاوزها الزمن ولم يعد لها مكان أو ذكر إلا في عقولهم وامانيهم ما يؤكد ضعف قراءتهم السياسية وعدم رغبتهم بالاعتراف بالهزيمة واللجوء إلى نكران الواقع بدلا من تقبله والتعامل معه. وحتى لا يدعوا مجالا للشك بتآمرهم على سورية ودورهم في تصعيد الأزمة فيها ومسؤوليتهم عن المعاناة الانسانية للشعب السوري ذيل المجتمعون بيانهم الختامي بدعوة الدول العربية إلى الالتزام بقراراتهم السيئة الصيت وخاصة لجهة الالتزام بمقاطعة سورية وفرض العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري. وبدأ شيخ النفط القطري حمد بن جاسم محرجا وهو يتلقى استفسارات الصحفيين رغم اختيارهم بعناية لحضور المؤتمر الصحفي اذا انه لجأ للمواربة ولعبة الاحتمالات عندما سئل عن دور مشيخته في تسليح المعارضة وتعطيل خطة عنان ليقول إن الحديث عن تسليح المعارضة كان مجرد طرح ولم ينفذ متجاهلا ان الاسلحة التي تحدث عنها وصلت بالفعل ليد المجموعات الإرهابية المسلحة واستخدمت في قتل السوريين. وفي معرض تحايله لإيجاد رد موارب على التهم الموجهة لبلاده بتعطيل مهمة عنان قال بن جاسم "بالنسبة لما قاله وزير الخارجية الروسي فهو لم يحدد دولا حتى نرد" ولكنه عاد ليقع في المحظور ويثبت التهمة على مشيخته عندما بدا وكأنه يفتش عن مبررات لإرسال السلاح إلى سورية بقوله "اذا كانت الاطراف الدولية التي تحدث عنها الوزير الروسي تريد مساعدة الشعب السوري وإذا كانت هذه الأطراف ضد الحكومة السورية وإذا كان هناك أي أحد تآمر مع هذا الشعب الثائر حسب وصفه فأعتقد أن هذا تآمر محمود". أما أمين عام الجامعة العربية فوجد نفسه بلا ذخيرة سياسية يدافع بها عن نفسه وعن جامعته التي سلبت منه ليكتفي بالدعوة الى تطبيق خطة عنان والالتزام بوقف أعمال العنف ليعود وينسف كل ذلك من خلال الدعوة الى تطبيق مقررات الجامعة. ولم يكن امين الجامعة موفقا في عودته إلى الماضي عندما ذكر بمصير بعثة المراقبين العرب التي رفض تسليم نسخة من تقريرها إلى مجلس الامن وخبأه في ادراج الجامعة معترفا ان وجودهم ساهم في تخفيف حدة العنف ومع ذلك فان الجامعة سحبتهم والغت دورهم.
وكان أمين عام الجامعة العربية اقرب إلى قول الحقيقة عندما اعترف بحق سورية حسب ميثاق الأمم المتحدة في تحديد جنسية المراقبين وان هذا امر متفق عليه كما اقترب من الصواب عندما اعتبر أن تطبيق خطة الحل يحتاج الى وقت ولا يجب التسرع في الحكم على المراقبين متناسيا أن مستضيفيه كانوا أول من هاجم الخطة وتنبؤوا بفشلها.
وفي المحصلة فان تخبط أعداء سورية عند كل مرحلة من مراحل الأزمة وضياعهم في تفاصيل تامرهم وعدم قدرتهم على اخفاء نياتهم بعد ان تكشفت الحقائق يجب أن يكون سببا إضافيا يدفع بالشعب السوري وقيادته للتنبه لما يمكن أن يحضره هؤلاء من أفخاخ لنسف مبادرات الحل التي ينتظرها السوريون ويعملون على انجاحها بكل طاقاتهم وبمساعدة أصدقاء سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى