القضية الفلسطينية

هل ينتصر الفلسطينيون على خلافاتهم …… لينتصروا لقضيتهم … قبل ضياع ما تبقى من فلسطين التاريخية

إن التهرب من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين فتح وحماس في القاهرة والدوحة والتي بموجبها يتم إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة ، هذا التهرب يعد جريمة في حق الشعب الفلسطيني
والقضية الفلسطينية التي هي الآن أمام مفترق خطير ، إما أن ينتصر فيها الفلسطينيون على خلافاتهم ويضعوا حدا لهذا الانقسام ، أو أن تصبح القضية الفلسطينية من الماضي لتدخل في نفق مظلم لا تعرف نتائجه ولا تحمد عقباه ، إن حقيقة الواقع الذي يعيشه عالمنا العربي بانعكاس الواقع الإقليمي بنتيجة الصراع الدولي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في ظل ما يخطط للوطن العربي من تقسيم يستهدف مصر ، والسعودية ، وسوريا ، وليبيا ، كما سبق أن تم استهداف السودان الذي قسم بين الشمال والجنوب وانعكاس هذا الصراع في مجمله على القضية الفلسطينية ، إن مخطط التقسيم في غاياته وأهدافه هو بكيفية الوصول لعالم عربي لن يكون بمقدوره الدفاع عن الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية للوصول بوضع ينهي ويصفي القضية الفلسطينية ، إن ما يتهدد القضية الفلسطينية هذا الانقسام الحاصل اليوم بين أبناء الشعب الفلسطيني وبهذا الفصل الجغرافي بين جناحي الوطن بشمال وجنوبه ، إذ أن إسرائيل بمخططها تسعى لتجسيد وترسيخ الانقسام بهذا الفصل الجغرافي الذي في محصلته إقامة أماره في غزه بحيث تستفرد إسرائيل في الضفة الغربية والقدس حيث تسارع الخطى لتهويد الضفة الغربية من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة والتوسع الاستيطاني للزيادة الديموغرافيه للمستوطنين والإبقاء على سلطة أداره ذاتيه للفلسطينيين في الضفة الغربية ، إن من أهداف وغايات الفصل الأحادي الجانب في 2005 هو السعي لتجسيد الفصل والانقسام للوطن الفلسطيني الذي تحقق بالاقتتال الفلسطيني والذي أدى لسيطرة حماس على قطاع غزه ، إن واقع عالمنا العربي في ظل ما يواجهه من تآمر يستهدف الكيانات ألقائمه ومن مخطط يهدف إلى شرذمة الوطن العربي ومن محاولات لإذكاء نيران الفتنه الطائفية والمذهبية بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتجسيد الكيان الإسرائيلي ليكون القوه المهيمنة والمسيطرة على الأمن القومي العربي ، ليس بعيدا ما يجري في عالمنا العربي عن معاناة العالم العربي في الأربعينات والخمسينات القرن الماضي حيث ضاعت فلسطين بحكم الوضع العربي ، لقد غرق العرب في خلافاتهم التي استشرت في السادس من سبتمبر 1948 حينما أعلن تقرير الكونت برنا دوت أنهم العرب لم يبدوا أي رغبه في إنشاء حكومة في القسم العربي من فلسطين لذلك فان ضمه إلى شرق الأردن قابل للتنفيذ ، عندئذ نشطت الهيئة العربية العليا وهب الحاج أمين الحسيني لتدبر الأمر وبادر جمال الحسيني إلى جولة في البلاد العربية منها الأردن للحصول على موافقة حكومتها على إنشاء حكومة فلسطينيه واجتمعت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية وأقرت إنشاء تلك الحكومة وحددت يوم 23 سبتمبر 1948 موعدا لإعلان رئيسها وأعضائها ولمباشرة أعمالها ، لقد استاء بعض الدول العربية من هذا الموقف وبحكم الخلافات الفلسطينية ومعارضو الحسيني على إنشاء حكومة فلسطينيه رفع حزب الدفاع اعتراضهم للجامعة العربية ، لقد تم إنشاء حكومة عموم فلسطين ومركزها مدينة غزه مؤقتا برئاسة حلمي عبد الباقي وأعلن استقلال فلسطين بحدودها الدولية كدوله ديمقراطيه ذات سيادة واقر دستورا من 18 ماده ومنح الحكومة ثقته وعقد مؤتمر في اليوم نفسه في عمان برئاسة الشيخ سليمان التاجي الفاروقي احد معارضي المفتي الحاج أمين الحسيني الذي قرر عدم الموافقة على حكومة عموم فلسطين وابرق بمعارضتها إلى جامعة الدول العربية ثم اقر أن الملك عبد الله بن الحسين هو الممثل لشعب فلسطين حيث أعلنت الوحدة في الثاني من أكتوبر 1948 واتخذ قرار غير معلن يتم بموجبه ضم القسم الذي كان خارج الاحتلال الصهيوني الخاضع لسيطرة القوات الاردنيه والعراقية ، إن هذه الجزئية من تاريخ نكبة فلسطين عبر هذا التاريخ أن تعيدنا للواقع الذي نحن عليه والذي لا بد وان تتحمل كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية لمسؤوليتها عن هذا الذي يجري على الساحة الفلسطينية والذي قد يعيد التاريخ نفسه بواقع مخالف للماضي بحيث تتمكن حكومة الاحتلال الإسرائيلي من فرض هيمنتها على الضفة الغربية بعد تمكنها من ضم القدس وتهويدها بالكامل وتتمكن من تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية وتعمل على عزل قطاع غزه ليعيد ارتباطه بمصر من خلال السعي إلى قيام الاماره الاسلاميه في قطاع غزه على حساب المشروع الفلسطيني لإقامة ألدوله الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بحدود الرابع من حزيران 67 ، إن هذا المخطط الذي تسعى إسرائيل لترسيمه وإيجاده إلى حيز الوجود ضمن المخطط المرسوم للشرق الأوسط الجيد بالكيانات المستحدثة للوطن العربي هو ضمن المخطط الهادف لتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني ضمن إعادة الترسيم لدول وكيانات يكون بمستطاعها وبمقدورها توطين اللاجئين الفلسطينيين المبعدين والمهجرين عن أرضهم منذ نكبة فلسطين ولغاية اليوم ، إن الانقسام الفلسطيني هو احد أهم الركائز التي تستند فيها إسرائيل لسياستها وان هذا الوضع الفلسطيني يعد أمرا مريحا لإسرائيل يمكنها من التحكم والسيطرة على الشعب الفلسطيني ، مما يسهل عليها تنفيذ مخططها الهادف لتجسيد الوطن اليهودي الذي يمكنها من ترحيل الفلسطينيين عام 48 ، إن الشعب الفلسطيني الذي يعيش أوضاعا صعبه ويعاني من مضايقات إسرائيل وحصارها في ظل نظام عربي فاقد لوجوده وفاقد لقوته وقدرته على مقاومة المخططات المرسومة للمنطقة تتطلب من الشعب الفلسطيني الانتصار لقضيته ، ويتمثل هذا الانتصار في حسم الخيارات الفلسطينية لمواجهة المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية ، هذا المخطط الصهيوني الذي يستهدف الجغرافيا الفلسطينية والإنسان الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، ومقاومته ومواجهته تكمن في الوحدة الوطنية الفلسطينية ، هذه الوحدة التي هي قدر الفلسطينيون اليوم قبل الغد ، وأي تراخي أو تلكؤ بنتيجته انتصار للمخطط الإسرائيلي ، من هذا المنطلق لا بد لكل الفصائل وعلى رأسها حركة حماس وفتح من حسم خيارتها تجاه عملية المصالحة ووضع الخلافات الداخلية لحماس جانبا ووضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل الاعتبارات الحزبية والسعي تجاه توحيد الرؤى الفلسطينية لبناء استراتجيه فلسطينيه تقود لوضع تصور لكيفية مواجهة المخطط الصهيوني الأمريكي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ضمن المخطط المرسوم للمنطقة والمسمى بالشرق الأوسط الجديد ، الفلسطينيون في وحدتهم وتناسيهم لخلافاتهم يملكون من القدرات والإمكانيات التي تحول ودون تخطي القضية الفلسطينية والتمكن من تصفيتها وان الفلسطينيون يملكون من ضعفهم قوة الحق والحجة التي تمكنهم من فرض أجندتهم على المجتمع الدولي وان القضية الفلسطينية هي بوحدة الفلسطينيين ما يجعلها في عقل الجماهير العربية ، الأمر الذي يتطلب من الجميع الشروع الفوري لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة ببرنامجها المقاوم للنهج الإسرائيلي في فرض الهيمنة والتصفية للقضية الفلسطينية ليحسم الجميع الخلافات ولتصبح من الماضي وليكن هدفنا تحقيق وحدتنا وانتصارنا لحقنا قبل ضياع ما تبقى من فلسطين التاريخية

بواسطة
علي ابو جبله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى