سياسية

للمـرة الأولـى منذ القـرن الخامس عشـرالبحريـة الصينيـة تبحـر إلـى خليـج عدن

بدأت البحرية الصينية، أمس، مهمة تاريخية لمواكبة السفن التجارية، في إطار الجهود الدولية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، وذلك في ما يعد سابقة في تاريخ سلاح البحرية الصينية منذ قرون.
وكانت آخر عملية حربية لسفن صينية خارج الصين تلك التي قادها الأميرال تشينغ على سواحل شرق أفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية في القرن الخامس عشر، ومنذ ذلك التاريخ، تركز البحرية العسكرية الصينية على حماية السواحل الصينية وتقتصر عملياتها في الخارج على المشاركة في تدريبات مشتركة والتوقف في مرافئ أو القيام بزيارات دبلوماسية.

وترتبط بكين مع القارة الافريقية بعلاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية مميزة وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا قد تجاوز ١٠٠ مليار دولار في العام الحالي.

وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة أن ثلاث سفن (مدمرتين وسفينة تموين) أبحرت حوالى الساعة ١٣,٥٠ بالتوقيت المحلي (٥,٥٠ بتوقيت غرينتش) من مرفأ سانيا في إقليم هاينان في أقصى جنوب الصين، وعلى متنها ٨٠٠ بحار، بينهم ٧٠ عنصراً من قوة خاصة تابعة للبحرية.

وقال قائد سلاح البحرية الصيني وو شينغلي، في مراسم حضرها حوالى ألف بحار، إنها المرة الأولى التي ننطلق فيها إلى الخارج لحماية مصالحنا الاستراتيجية بقوة عسكرية، والمرة الأولى التي تقوم فيها قوة بحرية (صينية) بمهمة إنسانية دولية، والمرة الأولى التي تتولى فيها بحريتنا حماية سفن في مياه بعيدة.

وتستعد هذه السفن للالتحاق بالقوات المتعددة الجنسيات التي تجوب قبالة سواحل الصومال، وخصوصا في خليج عدن بين اليمن والصومال الطريق البحري المؤدي إلى قناة السويس، الذي يعتبر الممر الأساسي للتجارة بين آسيا وأوروبا. ومن المتوقع أن تستغرق مهمة السفن الصينية ثلاثة أشهر.

وقال الباحث المتخصص بمكافحة الإرهاب في معهد العلاقات الدولية المعاصرة لي وي لصحيفة تشاينا ديلي إن المشاركة العسكرية للصين (في عمليات مكافحة القرصنة) توجه رسالة سياسية قوية إلى الأسرة الدولية مفادها أن الصين بقوتها العسكرية والاقتصادية الحالية تريد أن تقوم بدور أكبر في حفظ السلام والأمن الدوليين.

من جهته، قال قائد القوة الأميرال دو جينغشينغ للصحيفة بما أنها أول مهمة لنا في الخارج، فقد نواجه أوضاعا غير متوقعة. لكننا على استعداد كامل لذلك، وأضاف لقد اتخذنا استعدادات خاصة للتعامل مع القراصنة، على الرغم من أن هذه المياه غير مألوفة لنا.

وأشار إلى أنّ هدفنا الأساسي ليس ضربهم (القراصنة) بل إزاحتهم، موضحاً أنه إذا وجه القراصنة تهديدات مباشرة إلى السفن الحربية أو السفن التي نحرسها فإن الأسطول سيتخذ إجراءات مضادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى