سياسية

لا حللت أهلا ولا نزلت سهلا : شعب تونس عربي حرّ لا أمريكا ولا قطر

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
صدق الله العظيم

يا جماهير شعبنا العربي العظيم في تونس
أيها الماسكون على الجمر في مدن الثورة والشهادة
رفاقنا على درب العروبة والإسلام

كانت ثورة أبناء شعبنا تجسيدا للتراكم النضالي على إمتداد سنوات من الصراع مع الإستبداد والتخلف والرجعية شكلا ومضمونا ومقاومة لسياسة التغريب والفرنسة والتطبيع مع أعداء الأمة ومصاصي دمائها والمتآمرين على مستقبلها ونهضتها وتقدمها .
ولقد ساهم أبناء تونس العروبة والإسلام في نصرة جميع قضايا الأمة العربية وعلى رأسها قضية فلسطين والعراق فكان منهم الشهداء على درب الحرية والتحرير ممن نذروا أنفسهم وقدّموا أرواحهم فداءا لقيم الحق والعدل التي جعلت من دمائهم الطاهرة جدولا يروي عزيمة المقاومة في كلّ الأرض العربية المحتلة من فلسطين الى لبنان مرورا بالعراق .
وإننا اليوم إذ نقف إجلالا وإكبارا لتضحيات أبناء شعبنا وعوائل الشهداء التونسيين في مجزرة حمّام الشطّ وفي فلسطين والعراق فإننا نسجّل تنديدنا الشديد بتدنيس الأرض العربية في تونس الثورة من طرف أحد رموز التطبيع والعمالة والخيانة في الوطن العربي ممثلا في سيء الصيت أمير دولة قطر الذي شكّل رأس الحربة لكلّ مشاريع التفتيت والتقسيم الإمبريالية الصهيونية الرجعية والذي لم يتورع عن فتح خزائنه لتشجيع التطبيع والمطبعين مع العدوّ الصهيوني البغيض .
إن ثورة تونس في عمقها هي بالضرورة قطع مع الإستبداد والتخلّف والإستغلال ولأنها كذلك كانت ثورة أصيلة رفعت منذ أيامها الأولى شعار : الشعب يريد تحرير فلسطين تدليلا على أهمية قضية فلسطين في الوجدان والعقل والمخيال الشعبي في تونس وتأكيدا في الوقت ذاته على رفض أبناء شعبنا المطلق لكلّ أشكال التطبيع مع العدوّ الصهيوني ولهذا فإن زيارة سيء الصيت أمير دولة قطر الى تونس في هذه المرحلة بالذات هو إستهتار واضح بالموقف الشعبي العام وتجاهل متعمد لمشاعر عوائل شهداء فلسطين في تونس وتحدّي خطير لإرادة الثورة وشعاراتها المركزية .
وإن إحياء الذكرى الأولى للثورة في تونس يكون بتكريم عوائل الشهداء وإعادة الإعتبار لكلّ من قاوم الصهيونية فكرا وساعدا وليس بتوجيه الدعوة الى من طعن قضايا الأمة بخنجره المسموم ووجه إمكاناته لخدمة الأجنبي والمحتلّ وضرب عرض الحائط بكلّ قيم المبادئ والرجولة المفترضة تجاه الأرض العربية المغتصبة في فلسطين والعراق .
عاش نضال شعبنا في تونس من أجل الحرية والعزّة القومية
المجد والخلود لشهداء تونس على درب تحرير الأرض العربية المحتلة
والخزي والعار لكلّ متصهين مطبّع عميل
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

عزالدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
2012/01/12

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى