أخبار البلد

حشود ضخمة من المواطنين تشارك في إزاحة الستار عن نصب الجندي العربي السوري

تقديراً لتضحيات الجيش ودوره فى حماية أمن الوطن واستقراره وتصديه للمؤامرة التى تتعرض لها سورية وتأكيداً على تلاحم الشعب معه فى مهمته الوطنية
وضمن فعالية "حماة الديار عليكم سلام" أزيح الستار أمس م عن نصب تذكاري بعلو سبعة أمتار يجسد الجندي العربي السوري بمشاركة حشود ضخمة من السوريين ملأت ساحة الأمويين مكان توضع النصب.
وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت إكباراً وإجلالاً لأرواح شهداء الوطن ثم ردد المشاركون النشيد العربي السوري وأطلقوا 500 بالون بألوان العلم تعبيراً عن تلاحم الشعب والجيش تحت علم الوطن.
كما أدى المشاركون قسم الجيش والقوات المسلحة.. "أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم أن أكون خادماً وفياً للجمهورية العربية السورية أدافع عنها وأحمي علمها وأحافظ على استقلالها وسلامة أرضها وأحافظ على شرفي العسكري وأطيع رؤسائي فى كل ما يتعلق بذلك براً وبحراً وجواً داخل الجمهورية وخارجها وأبذل دمي لأداء هذا الواجب والله على ما أقول شهيد".
وعكست الحشود بهتافاتها الوطنية قدرة الشعب السوري بوعيه وإخلاصه للوطن على التصدي للمؤامرة ومواجهة جميع الضغوط على سورية لحرفها عن نهجها القومي الذي تحرص من خلاله على حفظ حقوق ومصالح الأمة العربية ومنع استغلالها من قبل قوى الهيمنة.
ووجه المشاركون رسائل الامتنان والدعم للجيش العربي السورى الذي أثبت أنه درع الوطن وحصنه المنيع فى وجه المؤامرات مؤكدين أن الدماء الطاهرة التي بذلها هذا الجيش هي التي حمت سورية وكرست الوحدة الوطنية التى رسمتها مواكب الشهداء على مساحة الوطن.
كما أكدوا أن التاريخ سيسجل لسورية صمودها فى وجه هذه الحرب الكونية التي تتعرض لها ولروسيا والصين والشعوب الحرة فى العالم موقفها النبيل الذي اتخذته لدعم الشعب السوري وقيادته وحرصها على احترام حق الشعوب بتقرير مصيرها بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وقال الدكتور علاء الزعتري أمين الفتوى في وزارة الأوقاف إن شباب سورية يعبرون اليوم عن ضرورة إخماد نار الفتنة والتحريض ورغبتهم بإنارة الطريق الصحيح أمام جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم، لافتاً إلى دور رجال الدين في توعية الناس بحقيقة ما تتعرض له سورية من موءامرة تستهدف وحدتها الوطنية وتسعى لتخريب البلاد وتقويض دعائم الاقتصاد الوطني.
وأشار الزعتري إلى أن الدفاع عن سورية واجب على كل مواطن شريف لأنه دفاع عن جميع القيم الأخلاقية النبيلة الشريفة التي تحملها كونها أوصلت نور الإسلام والمسيحية إلى أصقاع الأرض كافة وان أولئك الذين يسعون الى دمارها لن يتمكنوا من إخفاء هذه الحقيقة.
من جهته قال الأب جبرائيل داوود ان واجب رجال الدين في هذه الأزمة يقتضي التوعية وشد أزر الشعب وتقوية عزيمة رجال الجيش العربي السوري الذين يسطرون اليوم أروع البطولات والتضحيات في دفاعهم عن امن واستقرار وطنهم مبيناً أن وعي الشعب السوري أسقط رهانات كثير من الساعين إلى دمار البلد وتقويض بنيته الداخلية.
ودعا الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي الضلع الشباب إلى التحلي بالمزيد من العزم والثبات والحق حتى يلقنوا أعداء الأمة درساً لن ينسوه منوهاً بالدور الذي لعبه الشباب السوري خلال المرحلة الماضية في التصدي للمؤامرة التي تتعرض لها سورية.
وأكد خالد العبود عضو مجلس الشعب أن أكبر إنجاز حققته سورية من خلال صمودها يتمثل بعجز أدوات المؤامرة والعملاء بانتزاع ولو متر واحد من الجغرافيا السورية لإنشاء بؤرة تأوي المجموعات الإرهابية المسلحة واستدعاء التدخل العسكري الخارجي موضحاً أن الجيش العربي السوري كان القوة الأساسية التي ساهمت في دحر المؤامرة وعجزها عن تحقيق أهدافها.
واعتبر العبود أن دم رجال الجيش والقوات المسلحة خط أحمر وأن كل من اعتدى على هذا الدم هو عميل وخائن ويجب أن يواجه بكل صلابة.
وبين المحلل السياسي الدكتور طالب إبراهيم أن كل المؤامرات تنتهي في سورية بفضل صلابة جيشها ووعي شعبها مضيفاً ان العرب الشرفاء بحاجة إلى سورية الصمود والتي بقيت القلعة الوحيدة ضد مخططات الهيمنة والتسلط وتخوض معركة شرسة ضد الغرب وأدواته نيابة عن العرب والمسلمين وان الجيش العربي السوري هو كرامة وشرف للأمة العربية جمعاء.
وأضاف إبراهيم ان التهديدات المستمرة التي تطلق ضد سورية سوف تتحطم كسابقاتها وان أي يد تمتد إلى سورية سوف تقطع لأن هذا البلد قوي بإيمانه وإرادته مؤكداً أن سورية ستغدو أكثر منعة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد عندما تتحقق جملة الإصلاحات وتبنى سورية حديثة تحفظ كرامة الوطن والمواطن وليست كما يريد المتآمرون ومن يطلقون على أنفسهم معارضة خارجية ومايسمى مجلس اسطنبول.
وقال الفنان عارف الطويل ان سورية تعيش حالة وطنية فريدة تجلت بتماسك والتفاف السوريين بجميع مكوناتهم حول الجيش العربي السوري البطل مشيراً إلى أن هذه الوقفة بمثابة رسالة شكر وعرفان وتقدير لكل جندي ساهر على حماية البلاد وتحية وفاء لشهداء الجيش.
وأضاف الطويل ان الشباب السوري أثبت خلال هذه الأزمة قدرته الفائقة على التعامل مع وسائل الاتصالات الحديثة وتطوير إمكانياته لمواجهة الهجمة الإعلامية الشرسة ضد سورية منوهاً بالمجموعات الشبابية التي انتشرت على الانترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي وتصدت للقنوات والمواقع الإعلامية المضللة بالمعلومة والصورة الحقيقتين.
واشار إبراهيم إبراهيم الى المعارك والحروب التي خاضها الجيش العربي السوري في تاريخه الحديث والملاحم التي كتبها أبناوءه دفاعاً عن سورية والعرب بدءاً من حرب 1948 والمشاركة في صد العدوان الثلاثي على مصر مروراً بحرب تشرين التحريرية ومواجهة الغزو الإسرائيلي للبنان مبدياً استغرابه من تواطؤ اطراف عربية في التآمر على سورية.
وقال الشيخ عبد السلام الحراج منسق ندوة العلماء المسلمين في عكار بلبنان ان هواء دمشق محرم على المتآمرين والخونة وأن تراب سورية طاهر بدماء شهدائها الذين بذلوا أرواحهم عندما ناداهم واجب الدفاع عن الوطن مضيفاً ان الوفود التي تزور هذا البلد تتعلم منه دروساً في الشجاعة والبسالة والصمود.
واعتبر الباحث اللبناني ناصر قنديل أن سورية التي تخرج من حرب أرادت إسقاطها واجهت أدوات غربية وعربية استخدمت كل ما بحوزتها من سلاح وأموال ومنظومات إعلامية لافتاً إلى التشابه الكبير بين صمود سورية اليوم وصمود المقاومة الوطنية اللبنانية عام 2006 عندما أرادت إسرائيل والمتورطون معها الحصول على تنازلات سياسية عجزوا عن تحقيقها بالمعارك.
وأكد قنديل أن الأدوات العربية للمؤامرة على سورية عندما تعلن قبولها بالتعديلات السورية على المبادرة فإنها تعلن هزيمتها بعدما أعلنوا مراراً أنهم لن يقبلوا أي تعديل وسوف يحولون الملف السوري إلى مجلس الأمن ولكنهم تيقنوا الآن أنه بدون موافقة سورية لن تكون هنالك مبادرة ولن يستطيعوا هم ولا من خلفهم فرض طلب واحد على دمشق خاصة عندما يرى هؤلاء المراقبون المسيرات اليومية والعفوية التي تملأ ساحات وشوارع سورية تدعم قائدها وترفض التدخل الخارجي.
ونوه الإعلامي اللبناني حسين مرتضى بتضحيات الجيش العربي السوري في سبيل وطنه وبطولاته في لبنان والتي لولاها لما تحقق نصر عامي 2000 و2006.
وأكد مرتضى أن محور المقاومة الذي تحارب لأجله سورية سيبقى صامداً رغم كل هذه الظروف وأن هذه المؤامرات لن تسقط إرادة الشعب السوري الذي ثبت مع قيادته وسار على نهجها.
وقالت صفاء شحود إن ما تتعرض له سورية من مؤامرة هو جزء من محاولات الدول الغربية لتفتيت المنطقة والسيطرة على مقدراتها، لافتة إلى أن تضحيات الجيش العربي السوري أسقطت المؤامرة وأثبتت أن سورية صخرة لا تنكسر.
من جهتها قالت قمر عربش إن السوريين وحدهم القادرون على بناء سورية الحديثة وان شبابها يمتلك من العلم والمعرفة ما يجعله قادراً على تحديد مصيره.
وقال عبد اللطيف محمد ان الشعب السوري خرج ليعبر عن تأييده وثقته بقيادة الرئيس الأسد ولأي خطوة يتخذها باتجاه حل الأزمة موضحاً أن موافقة الجامعة العربية على التعديلات السورية على بروتوكول المراقبين جاء بعد أن تأكدت الأنظمة المتآمرة على سورية فشل كل مخططاتها باتجاه التدويل والدفع بالتدخل العسكري الخارجي.
وعبر ابراهيم عبدالله عن رفضه لمحاولات التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية ودعمه لبرنامج الإصلاح مبيناً أن الشعب السوري استطاع باكراً التنبه لحقيقة المؤامرة التي تقف وراءها قوى الاستعمار والظلام بهدف بث الفوضى وإثارة النعرات والتحريض على القتل.
وبينت ماسة بارودي أنها رجعت إلى سورية من الولايات المتحدة الأمريكية بعد اغتراب دام 25 عاماً بعد أن تكشفت لها أبعاد المؤامرة على وطنها لتؤدي واجبها في الدفاع عنه مضيفةً أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية توظف مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض تجسسية وزرع العملاء ما دفعها للمساهمة بتأسيس أول موقع تواصل اجتماعي سوري.
ولفتت ليزا علي إلى أن الجيش العربي السوري يثبت يوما بعد يوم أنه حامي الوطن والمدافع الأول عن حدوده والعين التي تحرس ترابه وتسهر على أمنه واستقراره، مبينة أن فعالية اليوم استفتاء جديد على نهج الإصلاح والتطوير واستمرار لمشروع المقاومة كخط وطني ثابت لا تراجع عنه.
بدوره أشار سامي الدبس الى استعداد الشباب السوري للتضحية في سبيل الوطن وتقديم الغالي والنفيس دفاعا عن كرامته وعزته كونه يمثل قلعة الصمود والتصدي وقلب العروبة النابض، مضيفاً أن سورية ستخرج من الأزمة أكثر قوة ومنعة وستبقى صوت المقاومة وصاحبة القرار الوطني المستقل.
ويبلغ ارتفاع نصب الجندي العربي السوري سبعة أمتار مع السارية وهو مكون من طين الصلصال والجبصين والحديد والفايبر كلاس "الألياف الزجاجية".
وقدمت مجموعة من الشباب السوري وصلات غنائية وعرضاً مسرحياً حيت فيه بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري كما قدمت الطفلة ميرنا حسن قصائد غنائية وأهازيج شعبية نددت فيها بالمؤامرة التي تتعرض لها سورية وأعربت عن حبها لوطنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى