مقالات وآراء

التجمع المليوني في السبع بحرات .. بقلم : ناصر قنديل

هذا التجمّع الذي يفوق الوصف لجهة حجم الحشود التي ضمها، وصفه عدد ممن يشاركون للمرّة الأولى في حياتهم بحشود شعبية، بأنه أكبر من أي عدد ذُكر إعلامياً مؤكدين أن شوارع دمشق الفرعية والرئيسية ضاقت بالحشود المشاركة، وأن أياً
 من المناسبات التي عرفتها الشام الحديثة لا يقارب عدد المشاركين فيها حشود الأمس ..

التفسيرات التبريرية التي حاولت أطراف المعارضة تقديمها ومعها الفضائيات المشاركة في الحرب على سورية، تعبّر عن غباء أصحابها وعن إهانة للشعب السوري، فعندما يقال إن ألوفاً تعرّضوا للضغوط والإغراءات، فقد يُقبَل التفسير، لكن عندما يكون الحشد بالملايين، فعدا كون الضغوط والإغراءات مستحيلة، يكون في الحديث عنها إهانة للشعب الذي يُفترض أنهم يدّعون النطق باسمه، فمنطقهم يعني أن الشعب جبان ومن المرتزقة.

خرج السوؤريون بهذه الهبّة ليردوا على ادعاءات منابر الغرب سقوط شرعية رئيسهم، ورداً على محاولات الضغوط لتغيير سياساته وثوابته، ورداً على إعلان مجلس اسطنبول تمثيل الشعب السوري، وشكراً لروسيا والصين وعتباً على الأشقاء الذين غابوا عن المشهد.

بعد تجمع ملايين السوريين أمس، الاستفتاء على ما هو آت من إصلاحات واضح النتيجة، والتصويت في اي انتخابات أيضاً، حيث لا مكان لمن تورط في تبرير التدخل الأجنبي والتحريض الطائفي وأعمال القتل أو تطاول على الرئيس الأسد الذي يراه السوريون رمز وحدتهم وعزتهم.

الذين يحسبون الحسابات في المنطقة الرمادية يعيدون حساباتهم، فالرئيس الأسد وراءه جيش قوي قادر ومتماسك، لكنه مدعوم بشعبية استثنائية تختصرها بينه وبين المعارضة معادلات الآلاف مقابل الملايين، والمترددون والمنتظرون سيغيرون حساباتهم، لكن الذين تورطوا بحسابات توهمت ضعف سورية ونظامها وشعبية رئيسها تلقوا أمس رسالة كافية وافية .

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى