اقتصاديات

معرض موتكس يبعث برسالة اطمئنان حول تطور الصناعات النسيجية وقدرة الصناعيين على محاكاة الموضة العالمية

يشكل معرض موتكس في دورته 28 خريف شتاء 2011-2012 مرآة تعكس واقع تطور الصناعات النسيجية من حيث الجودة
والتصميم والتنوع ومؤشر اطمئنان على ان الصناعة الوطنية التي تعد صناعة الألبسة والأقمشة إحدى أركانها الرئيسية بخير.

ويأتي المعرض الذي ضم 160 شركة متخصصة بالألبسة الجاهزة والمعرض التخصصي الوحيد الذي يعنى بتصدير المنتجات النسيجية لخارج سورية في ظروف استثنائية صدرت فيها العديد من القرارات والإجراءات لدعم الصناعة الوطنية جاءت في غالبيتها ملبية تطلعات الصناعيين.

ويجتهد الصناعيون في إبداع منتجات جديدة تحاكي الخطوط العالمية وتتماشى مع أذواق المستهلكين من حيث النوع والاستخدام مستهدفة كل الفئات.

وقال باسل مسالخي مشرف شركة متخصصة بالالبسة الداخلية النسائية والمنتجات الخاصة بالرجال في لقاء مع سانا.. نعمل باستمرار على تحسين منتجاتنا القطنية والليكرا من خلال تحديث خطوط الانتاج حيث طرحنا منتجا جديدا من جوارب الليكرا ضد الحساسية وللمصابين بمرضى السكري اضافة إلى منتوجات قطنية وجوارب خاصة بالرياضيين.

وأكد مسالخي أن المنتج المحلي استطاع أن يثبت جدارته في مواجهة المنتج المستورد الذي وجد بكثافة في السنوات الاخيرة في السوق المحلي من دول اجنبية مختلفة سواء من تركيا او الصين أو غيرهما معتبرا الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم الصناعة سوف تساعد المصنعيين على انتاج سلع بمواصفات منافسة ما يتطلب من الشركات الوطنية انتهاج هذا المسلك لتقوية انتاجها ليصبح بمصاف المنتج العالمي.

وأشار مسالخي إلى أن الظروف التي عاشتها سورية في الفترة الماضية أثرت على صناعة المنسوجات لكن الصناعي الذي يعمل وفق معايير صحيحة كانت نسبة تأثره طفيفة لان في النهاية البقاء للاجود.

وتختلف آراء الصناعيين المشاركين في معرض موتكس حول قرار تعليق استيراد بعض المواد التي تزيد رسومها الجمركية على خمسة بالمئة فهناك من يرى ان قوة المنتج المحلي تتعزز في ظل مناخ تنافسي قائم على وجود منتجات اجنبية إلى جانب المنتج الوطني في السوق المحلية وان الصناعي الذي يعمل بطريقة صحيحة لا يخشى المنتج المستورد في الوقت الذي يرى فيه الاخرون ان اغراق السوق ببضائع اجنبية رخيصة كان وراء اغلاق عدد من الصناعيين لمصانعهم وفقدان العمال لعملهم.

وقال رضوان دوجي صاحب شركة لانجري للألبسة النسائية التي تعمل في السوق المحلية منذ 30 سنة وتعول بشكل كبير على السوق الخارجية.. إن تعليق استيراد بعض المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الألبسة يضر بالصناعيين لأن سورية لا تغطي حاجتها من المواد الأولية لكن خفض الرسوم يدعم الصناعة الوطنية.
ورأى دوجي أن الانفتاح على الاسواق الاخرى افضل بالنسبة للصناعيين والمنتج المحلي كون العمل في بيئة منافسة يشجع الصناعة وهذا يتطلب وجود المنتج المحلي والمنتج الاجنبي في الاسواق والصناعي الذي يعمل بطريقة صحيحة لم يتأثر في الفترة الماضية.

بدوره اعتبر عبد الكريم العبيدي صاحب شركة لصناعة الألبسة الرجالية أن معرض موتكس يشكل بوابة الصناعة الوطنية على الاسواق الخارجية وان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في الفترة الاخيرة مهمة لتطور ونمو صناعة المنسوجات وخاصة ان الصناعة السورية عريقة وتتطور باستمرار ومنها ما يضاهي الصناعة الاوروبية وفي المقابل تنعكس على المستهلك لان الاسعار ستنخفض.

من جانبه قال صاحب إحدى شركات تصنيع البيجامات والالبسة الداخلية النسائية والملابس السبور.. تمكنا من المنافسة رغم ان عمر منتجنا لا يتجاوز الثماني سنوات وأثبت وجوده بقوة وجدارة على صعيد السوق الداخلية والاسواق الخارجية ولاسيما البلدان العربية ودول اجنبية كروسيا وايطاليا.

وأشار إلى أن وقف استيراد الالبسة الجاهزة يعطي فرصا اكبر للصناعيين ويزيد من قدرتهم لكن يحتاج لاستثناء مستلزمات الانتاج داعيا الصناعيين إلى تحمل التزاماتهم بتقديم سلعة عالية الجودة وبسعر مناسب وتلائم متطلبات المستهلك المحلي.

وقال مازن حمور عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق رئيس لجنة المعارض إن رسالة موتكس هي ان الصناعة السورية ستبقى بخير لان التاجر والصناعي السوري واجها كل الصعوبات واثبتا قدرتهما على الاستمرار في العمل مبينا ان العديد من الصناعات النسيجية ما تزال تصدر إلى اوروبا حتى الآن وخاصة ايطاليا وان الحصار الاوروبي لم يستطع ايقافها مشيرا إلى ان التجار قادرون على اختراق الاسواق وبالتالي تحقيق نمو في الصادرات والوقوف في وجه أي قرار خاطئ من قبل هذه الدول.

من جانبه بين باسل الحموى نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها أن صناعة الالبسة والنسيج تشكل قطاعا هاما بالنسبة للانتاج والصناعة الوطنية من خلال القيمة المضافة المرتفعة واليد العاملة الكبيرة التي تمتلك الخبرة والابداع والمهارة مشيرا إلى أن معرض موتكس يشكل فرصة للاطلاع على اخر ما وصلت اليه الموضة العالمية من انتاج صناعات الالبسة.

ورأى الحموي أن وقف استيراد الالبسة المنتهية الصنع وفق قرار تعليق استيراد المواد الذي تزيد رسومها على 5 بالمئة فرصة كبيرة للمنتج السوري لاستعادة سوقه الرئيسي في داخل سورية والاستفادة منها بتطوير انتاجه وتنوعه وتوظيف يد عاملة جديدة لافتا إلى أن سورية تصدر من الالبسة والصناعات النسيجية أكثر مما تستورد من حيث الكمية ومقابل استيراد اقمشة كمواد أولية بثلاثة دولارات للكيلو ننتج كمية بعشرة دولارات لطرحها في الأسواق المحلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى