مقالات وآراء

ديمقراطية أنطاليا بلا شرعية أصلاً فهل هو بديل للياسمينة الزرقاء؟؟

( 253 ) شخص تجمعوا في أنطالي التركية تحت يافطة المعارضة السورية في الخارج لعدة أيام ثم خرجت ببيانها الختامي الهزيل لتطالب السيد الرئيس بشار الأسد بالإعتذار الرحيل وأعلنت رفضها لأي تدخل خارجي ما عدا الضغط على
 سورية لتلبية المطالب الشعبية وعزلها وإلغاء الشرعية الدولية عنها متناسية أن من يمنح أي حكومة شرعيتها هو شعبها فقط لا غير والشعب السوري يرفض أي تدخل خارجي بأي شأن من شؤونه . 

وهؤلاء المؤتمرون قلة من الذين تقودهم المصالح الأمريكية الأوربية الصهيونية لصياغة شبكة تحريضية جديدة تضاف إلى شبكاتهم الموجودة حاليا والتي أثبتت فشلها . 

مما يطرح علينا تساؤلا برئيا : 

من خول هؤلاء في الحديث عن الشعب السوري ؟؟ وتسويق أجندات خارجية لتمريق مصالح خارجية على حساب الشعب السوري الذي برز تغييبه كليا عن ساحة المؤتمر .
ليبرز لدينا عدة تساؤلات منها :
طالما أن المطالب المحقة التي طلب بها الشعب السوري من إطلاق سراح المعتقلين والدعوة لحوار وطني شامل والبدء بالاصلاحات .
فما الذي تغير بعد تنفيذ هذه البنود ليخرج البيان بالمطالبة بالاعتذار والرحيل ؟؟؟
هل هذه هي الديمقراطية الأنطاليا الجديدة ؟؟!
وهل ما صرح به رئيس الجمعية السورية لحقوق الإنسان من أن المجتمعون في أنطاليا لا يملكون الشرعية الكافية للحديث باسم الشعب السوري هو فعلا رأي الشعب السوري ؟؟
وهل الحديث باسم الشعب السوري بات حق لكل من هب ودب من المعارضة النظيفة إى المعارضة المأجورة وصلا غلى من ركبوا موجة المظاهرات مؤخرا؟؟؟
أم أنها العملية البديلة لعملية الياسمينة الزرقاء ؟؟؟!

العملية الاستخباراتية الأطول والأقوى بتاريخ سوريا

ولكل من لم يسمع بعد بعملية الياسمينة الزرقاء يمكن القول (وفق موقع “فيلكا” الإسرائيلي):
أعلنت إيران عن إعتقال ثلاثين جاسوسا لأمريكا فيها من الجامعيين والعاملين في الجيش.
بناء على معلومات من المخابرات السورية التي اخترقت عملية للأطلسي في سورية.
وقد أكد عضو الكونغرس الأميركي جيمس واكسمان السبب الحقيقي الذي دفع أوروبا لمعاقبة مسؤولين أمنيين سوريين، مشيراً إلى أن سورية تدفع ثمن تجرؤها على جهود الأطلسي وإسرائيل في محاربة الإرهاب.

فما هي قصة الجرأة السورية على الأطلسي وعلى إسرائيل؟

سؤال أجاب عنه خبير في الشؤون الاستخباراتية ممن عملوا في الشرق الأوسط وفي سورية تحديداً لسنوات، وهو يعرف الكثير من خفايا الأمور بحكم مواقعه السابقة التي لا تزال تتيح له الاطلاع على الملفات الأكثر سرية في عالم الأمن والسياسة الأميركية والأوروبية والعربية.

الخبير الأمني الأميركي زعم في حديث خاص بأن ما حصل من إقرار أوروبي لعقوبات على مسؤولين أمنيين سوريين بحجة ممارستهم للقمع ضد المتظاهرين ليس سوى الشماعة التي أراد الأوروبيون من خلالها التغطية على تلقيهم لضربة أمنية قاصمة وجهها إليهم كل من الجنرال علي المملوك والكولونيل حافظ مخلوف.

فماذا في التفاصيل ؟

عملية ” الياسمينة الزرقاء “

يروي الخبير الامني الاميركي المنتمي الآن الى ما يعرفون في اميركا ” بالارابيسك ” ( او – المستعربين – الذين يرون ان مصلحة اميركا تكمن في ضمان الحقوق العربية في مواجهة اسرائيل حتى تكسب اميركا العرب الى جانبها ) يروي قصة عملية ” الياسمينة الزرقاء “ والتي شاركت فيها كل اجهزة استخبارات دول الحلف الأطلسي ، والتي استهدفت التأثير على القرار السياسي في سورية عبر اختراق اجهزة الدولة المدنية والعسكرية ، وايصال شخصيات موالية للغرب الى مواقع سلطوية تتمكن من خلالها مخابرات الاطلسي من السيطرة على مقاليد الامور في سورية حين تحين اللحظة المناسبة – أي إنهيار النظام – وقد استمرت تلك العملية منذ نهاية العام 1999 إلى الاول من نيسان الماضي حيث إختفى سبعة عشر شخصا – مفتاحا امنيا – ممن يسمون في عالم المخابرات بـ” ضباط الميدان ” او الـ”محركين الامنيين” وهؤلاء يرتبطون عادة بضباط المحطات المخابراتية المقيمين في دمشق تحت غطاء العمل في السفارات الاوروبية .

واما المفتاح الامني الثامن عشر فهو الوحيد الذي نجا من الاعتقال على ما يبدو لسبب بسيط وهو لأن اقامته في دبي وليست في دمشق . وتلك الشخصية الاساسية في العملية المسماة ” الياسمينة الزرقاء “ يدعى ايمن عبد النور ، وهو مهندس مدني سوري عملت الاستخبارات الاسرائيلية على استقطابه في العام 2005، ولكنها وجدت ان الاميركيين قد سبقوها اليه فتشارك الاسرائيليون واستخبارات الولايات المتحدة استثمار الرجل إلى حين ضمه عمليا الى العملية الكبيرة لاستخبارات الاطلسي في سورية وهي عملية كانت اسرائيل عبر الموساد شريكا اساسيا فيها .

الخبير الامني الاميركي يضيف فيقول

بعد فقدان الاتصال بالمفاتيح الامنيين السبعة عشر قرر الاوروبيون تجميد العملية عبر اصدار امر الى الخلايا الامنية المنتشرة في سورية لترك البلد والهرب ، لكن الاوامر التي وجهها الاطلسي جرى الرد عليها من اجهزة اتصال متطورة كان يملكها العملاء السوريون لمخابرات الاطلسي بلكمات قليلة

” العملية انتهت مع تحيات المخابرات العامة السورية “

كانت تلك الشبكات بمعظمها قد اصبحت في السجن وهي التي جرى بنائها منذ العام 1999 ثم جرى تفعيلها بشكل كبير في العام 2005 بعد انضمام ايمن عبد النور الى تلك العملية كمنسق رئيسي بين مخابرات الاطلسي وبين عملاء سوريين من مستوى رفيع .

نجح ايمن عبد النور في تجنيدهم بما يملكه من مواصفات شخصية، فهو صاحب سيرة حسنة ، وبعثي عامل ونشيط عمل في صفوف حزب البعث الحاكم في سورية منذ العام 1989 حين كان طالبا في الجامعة – كلية الهندسة في دمشق وقد عمل بجد على حضور كل اجتماعات خليته الحزبية العاملة في منطقة دمشق الثانية في الفرقة الحزبية في منطقة القصاع المسيحية في وسط العاصمة السورية ، وقد تحول الرجل بدعم من السفارات الغربية في دمشق إلى موظف مرموق في منظمة الصحة العالمية – مكتب دمشق ، وكان لاربع سنوات متتالية عضوا معينا لا منتخبا في بلدية دمشق وكان لفترة مقربا من ضابط امن رئيسي في سورية ومن ثم اعتقد مرتاحا انه فوق الشكوك بينما كانت الاستخبارات السورية واللواء علي المملوك تحديدا يتلاعب به كمن يتلاعب بكرة قدم , وآخر الخدع كانت علاقة امنية بين المدعو ايمن عبد النور وبين ضابط امن في محطة استخبارت سورية في لندن .

وكان المدعو ايمن عبد النور قد تحول مع الوقت وبدعم غربي دوما إلى ” خبير اقتصادي” مع انه حاصل على اجازة في الهندسة المدنية ، إلا انه للتغطية على مهنته الجديدة حصل على ديبلوم في اختصاص مختلف ، واخذ يستعين بخبراته المزعومة لاغراض امنية الاتحاد الاوروبي ، وبعد دخوله المجال الاعلامي الجديد ( الالكتروني ) تلقى ايمن عبد النور دورات عالية في العمل الامني والتجنيد وجمع المعلومات وقيادة العمليات الامنية ميدانيا في دمشق ( وصل مدربيه مع وفد حواري اميركي زار دمشق في اعوام 2003 و2004 من ضمن وفد ترأسه النائب الاميركي كريستوفر كوكس كما تلقى ايمن عبد النور تدريبات استخبارية على القيادة والتحشيد في القاهرة في شقة تملكها السي أي ايه ، هناك وكانت حجة سفره إلى هناك ( العام 2007 ) هي تدريب صحافيين سوريين على تغطية الانتخابات الرئاسية .

وفي لندن ايضا تلقى الرجل دورات شديدة التعقيد ولا تقدمها المخابرات الاميركية إلا للعمداء والجنرالات .

وفي باريس وفي برشلونة تلقى الرجل تدريبات تمكنه في من قيادة غرفة عمليات سياسية – امنية حيث كان من المفترض ان ينسق ايمن عبد النور لعملية الانقلاب على بشار الاسد من خلال مشاركته في حكومة انقاذ وطني تحل مكان حكومة حزب البعث بصفته نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للنفط ، وكانت المفارقة ان قطبي المعارضة السورية المدعومين من الغرب عبد الحليم خدام و رفعت الاسد – كل من جهته – قدم لائحة باسماء وزراء حكومة يرضى قيادتها تضمنت تلك اللائحة اسم ايمن عبد النور ما يعكس نجاح الرجل في تقديم نفسه للمعارضة السورية كرجل تقاطعات داخلية وخارجية خاصة وان الرعاية التي يوليه اياها محمد بن زايد نائب حاكم ابو ظبي تجعل من ايمن عبد النور مفتاحا ماليا للمعارضة السورية ، حيث يتولى عبد النور منذ اعوام تمويل المئات من الموظفين السوريين في التلفزيون وفي جسم الصحافة السوري بحجة مراسلة موقعه الالكتروني ، مع ان معظم من يقبضون منه يعرفون انهم يقدمون له معلومات امنية ردا على مواضيع يكلفهم بالكتابة عنها بحجة العمل الصحافي .

و لأيمن عبد النور ايضا عملاء في الوزارات الاساسية يعملون معه بحجة انه يبحث عن مواطن الفساد في الدولة السورية ليفضحه وهو كان يزعم بأنه يريد منهم تقديم مستندات ينشرها شرط ان يحصلوا على وثائق اصلية من وزاراتهم .

وايمن عبد النور معروف في الاوساط العاملة معه بانه كريم اليد ، ويصرف عليهم بلا حساب ، وهو فوق ذلك دمث الخلق ، حلو اللسان ، وشديد اللطافة ، حتى عن بعد، حيث أنه لا ينسى توجيه رسالة الكترونية لكل من يتعاملون معه بمناسباتهم الخاصة والعامة . كما ان شبكة علاقاته في سورية كبيرة جدا ، إلى حد انه حتى بعد تركه لسورية واقامته الدائمة في دبي ، إلا ان نفوذه في اوساط صحافية وفي اوساط بعض اصدقائه في مواقع هامة عديدة في سورية ، بقي نفوذا فعالا وقويا وهو كان يتصرف دوما على اساس انه قادر ساعة يشاء على الاتصال بكبار المسؤولين الامنيين والسياسيين في البلاد .

هل ايمن عبد النور عميل للأطلسي وللأسرائيلين وللأميركيين مجتمعين ؟

يقول الخبير الأمني الاميركي

هو عميل للأميركيين ويعمل مع الاسرائيليين ومع الاطلسي بموافقة الاميركيين .

وما هي علاقة ايمن عبد النور بالعقوبات على المسؤولين السوريين ؟

يجيب الخبير الامني الاميركي

ايمن عبد النور بحسب الخبراء الاميركيين والاوروبيين في تحليل المعطيات الامنية هو الحلقة التي دخل من خلالها اللواء علي المملوك الى عملية ” الياسمينة الزرقاء “ ، وقد تمكن الجنرال المملوك من خلال مراقبة حركة اتصالات ومتابعة عملاء ايمن عبد النور في سورية – على مدار سنوات طويلة قد تصل إلى الستة – تمكن من معرفة واكتشاف واعتقال عدد كبير من الخلايا المخابراتية التابعة للاطلسي ولاسرائيل في سورية ، وقد بلغ عدد المعتقلين العشرات – منهم خمسة وعشرين عميلا للموساد فقط – وقد نفذ اجزاء هامة من العملية الامنية المضادة لعملية ” الياسمينة الزرقاء “ العقيد السوري ” حافظ مخلوف “ احد اكثر الضباط الامنيين العاملين في جهاز المخابرات العامة ( الذي يترأسه علي المملوك ) فاعلية وحرفية ، والالمان يشبهون دقة حافظ مخلوف الامنية بدقة الساعة السويسرية ، فهو وفور تسلمه لمهام متابعة عملية الياسمينة الزرقاء من اللواء المملوك في بداية العام 2006 ( اي بعد سنوات من اختراق اللواء علي المملوك لتلك العملية في بعض مفاصلها ) وضع مخلوف خارطة طريق للمشتبه بهم في التعامل مع مخابرات الاطلسي والموساد ، وعند بدء التحركات الشعبية الاخيرة في سورية بدأت عملية سورية مضادة انتهت باعتقال كل اعضاء شبكة خلايا الاطلسي المتعاونة مع الموساد وانهارت عملية ” الياسمينة الزرقاء “ بالكامل ، ولم يهرب من الجواسيس السوريين المتورطين فيها الا ثلاثة وصلوا الى لبنان ورابعهم ايمن عبد النور المقيم في دبي والصادر بحقه مذكرة اعتقال دولية عن سورية موجهة الى الانتربول الدولي .

أيمن المتذاكي كان قد جرى اختراقه على يد رجال علي المملوك حيث دس له اللواء الدمشقي الاصل عددا من العملاء المزدوجين وكانت قمة الحرفية السورية في عالم الاستخبارات قيام اللواء علي المملوك بعملية تمويه ادت إلى اقتناع الاطلسي بان ايمن عبد النور لم يفقد سرية عمله معهم حتى بعد هربه من سورية الى دبي .

ما هي اهداف عملية ” الياسمينة الزرقاء “ ؟

يجيب الخبير الامني الاميركي

قلب نظام الحكم وضمان توجيه الاوضاع في سورية في وقت الاضطرابات إلى وضع يكون البديل فيه عن بشار الاسد جاهزا من داخل المجتمع السوري المقبول اوروبيا وغربيا ، بحيث تتولى تلك العملية ضمان انتقال السلطة إلى حلفاء للغرب لا إلى معادين له ، اشخاص لهم علاقة من نوع ما بالسلطة البعثية السابقة ولهم ايضا علاقة قوية جدا ووثيقة بالأوروبيين ان لم يكن بالأميركيين مباشرة .

كما ان الجواسيس الغربيين العاملين في اطار العملية من امثال ايمن عبد النور عملوا على قيادة عملية من داخل سورية ومن خارجها للتشهير بالرئيس بشار الاسد وبعائلته .

وقد تفتقت ذهنية ايمن عبد النور عن عملية اختلاق لشركة بريطانية للعلاقات العامة ، وقد زعم مدير الشركة البريطاني الوهمي انه تلقى اموالا لتسويق صورة بهية لاحد افراد عائلة الاسد في الاعلام الغربي ، والحقيقة هي ان لا شركة علاقات عامة بريطانية عملت لأي فرد من آل الاسد ، وكل الامر هو ان ايمن عبد النور يعرف بان القصر الجمهوري في سورية لم ولن يتورط في الرد على اي إدعاءات مماثلة ، وهم يترفعون عن مثل هذه الاخبار حتى ولو كان تكذيبها سهل وتضليلها واضح .

ومن العمليات التي قادها افراد عملوا في عملية ” الياسمينة الزرقاء “ تحت قيادة المخابرات التابعة للحلف الاطلسي التحريض جماهيريا على الاسد لإفقاده شعبيته بين السوريين الذين يفرقون في العادة بين كراهيتهم للنظام البعثي وبين احترامهم وحب الكثيرين منهم للرئيس السوري بشار الاسد الذي كان الاطلسيون يعرفون بانه يتمتع بشعبية لا يمكن اسقاطها الا بتناول المقربين منه بأقاويل اعلامية .

لذا جرى تكليف عدد من الشخصيات العميلة للأطلسي في سورية وخارجها من العاملين في الاعلام ومن رجال اعمال يدعمون بعض الاعلاميين السوريين – هؤلاء عملوا على إطلاق اوسع عملية تشويه اعلامي لكل من شقيق الرئيس الجنرال ماهر الأسد وهو ما تكشفه التقارير الاعلامية التي بثتها وكالات الانباء الغربية وخاصة ” رويترز” و” فرانس برس” و” يو بي آي” من الاردن وبيروت ( بزعم انها من دمشق ) والتي شددت على ان كل عمليات القمع يقودها كل من ” الجنرال ماهر الاسد “ وقريبه ” الكولونيل حافظ مخلوف “ .

ومن المستهدفين بعمليات امنية اعلامية مماثلة لتلك التي استهدفت ” ماهر الاسد “ و ” حافظ مخلوف “ ، قام المشاركون في عملية الياسمينة الزرقاء وعلى رأسهم ايمن عبد النور وبدعم اميركي – اسرائيلي – عربي اعلامي ، قاموا بنشر العشرات من التقارير المكتوبة والمصورة تناولت مهندس مدني آخر هو رامي مخلوف – الخاصرة الرخوة في عائلة الرئيس بشار الاسد – لان مخلوف رجل اعمال كبير ولديه مشاريع اقتصادية واسعة في سورية ، ما مكن جواسيس الاطلسي وحلفاء اسرائيل واصدقاء الاوروبيين في الغرب ( وايضا تورط في ذلك الجهد في سورية بعض اصدقاء الأوروبيين من رجال الاعمال الداعمين ماليا لمحررين ومراسلين وكتاب ومواقع الكترونية تلقوا الاموال بشرط واحد هو التشويش على عائلة الرئيس ونشر الاشاعات ولو المبطنة عن اقاربه ) كل هؤلاء الناشطون في المجال الاعلامي دوليا ومحليا وعربيا تمكنوا من الضرب على وتر رامي مخلوف ضربا مبرحا بهدف وحيد هو تخفيض شعبية الرئيس بشار الاسد الى الحد الادنى في اوساط الشعب السوري ، فالاقرار شعبيا بان مخلوف فاسد وبأن الجنرال ماهر الاسد قمعي وبأن الكولونيل حافظ مخلوف يضطهد المساجين ، كل تلك الادعاءات كان هدفها النيل من شعبية الرئيس بشار الاسد شخصيا ، وليس التعرض لأقاربه (شقيقه وابناء خاله) إلا وسيلة للوصول اليه .

وعن سبب طول المدة التي استغرقتها عملية ” الياسمينة الزرقاء “ يقول الخبير الامني الاميركي

إنها عملية استراتيجية تشبه عملية اسقاط الاتحاد السوفياتي وتفتيته. فبناء شبكات ذات قدرة عالية وكفاءة سياسية كبيرة يلزمها الكثير من الوقت .

فعلى سبيل المثال ، إن اختيار المميزين من الاشخاص للعمل في هكذا عمليات ينبغي ان يكون عالي الدقة لكي نضمن قدرة الجاسوس على الترقي الوظيفي والاجتماعي والسياسي ( يلتسين تم تجنيده حين كان مسؤول مدينة في الحزب الشيوعي وقد وصل بقدراته الذاتية إلى منصب امين عام الحزب الشيوعي الروسي ما مكن الاميركيين من استخدامه لفرط الاتحاد السوفياتي وقد استغرقت العملية منذ تجنيده في الستينيات الى وصوله في الثمانينات الى تلك المناصب العليا حوالي الخمسة وعشرين عاما ) .

ويضيف المصدر الاميركي الموثوق

على سبيل المثال نموذج ايمن عبد النور هو درس لمثل هذه العمليات المعقدة، فالرجل يملك مواصفات قيادية يخفيها خلف تهذيب شديد وشخصية محببة وخلوقة ولكنه من الناحية الامنية رجل مهمات صعبة، حتى إن خدمته العسكرية الالزامية كانت في صفوف المخابرات العامة السورية ، وهو ما لا يعرفه كثيرون ، واختيار الاميركيين المخابراتي لأيمن عبد النور ، كقيادي في عملية كانت جارية اصلا، يعني بان مميزاته الشخصية كبيرة جدا ، وهذا لا يعني بان ترقيه إجتماعيا كان صدفة ، فعمله مع الاتحاد الاوروبي ، والاضواء الاعلامية التي تسلطت عليه في الفضائيات ، خاصة العربية الموالية للغرب ، كلها امور جرى ترتيبها بعناية لرفع المستوى الاجتماعي والسياسي والاعلامي له بغرض تعظيم الاستفادة الامنية المخابراتية منه ، فكلما كان الجاسوس شهيرا كلما قدمنا له حصانة وحماية وغطاءً أمنيا اكثر فاعلية .

لكن في النهاية لا عمل امني بلا أخطاء ويبدو بان اللواء علي المملوك كان اصلا قد كشف اطراف خيوط في عملية ” الياسمينة الزرقاء ” منذ بداية العملية، ومنذ السنوات التي كان اللواء مملوك يعمل فيها في جهاز امني سوري آخر هو استخبارات القوة الجوية ، وهو كما يعرف الجميع الجهاز الذي انتقل منه المملوك إلى قيادة المخابرات العامة ، وقد انتقلت قيادة عملية التجسس المضاد على ما يبدو مع علي المملوك من المخابرات الجوية إلى المخابرات العامة، ومن الظاهر ان جهود اللواء المملوك قد استفادت من العبقرية الامنية والمثابرة الاسطورية في العمل الامني للعقيد حافظ مخلوف الموهوب جدا والذي يخشاه كل جاسوس عامل في سورية ، حيث انه معروف بان يملك قدرات مميزة ويستعين به الجنرال علي مملوك في المهمات المتعلقة بالاستخبارات المضادة بشكل رئيسي .

إذا لا سبب للعقوبات الاوروبية على المسؤولين السوريين اعظم من السبب الامني فتخيلوا حجم الاحراج الاوروبي – الاميركي لو اخرج السوريون اعترافات بعض قادة عملية الياسمينة الزرقاء الى الاعلام الدولي ؟؟ اما الآن وبعد فرض العقوبات فيمكن حاليا برأي الاوروبيين مفاوضة السوريين على حل

إدفنوا خبر العملية ننجيكم من المحكمة الجنائية الدولية !!

أعلنت إيران عن اعتقال ثلاثين جاسوساً لأميركا في إيران من الجامعيين والعاملين في الجيش.
ووفق موقع “فيلكا” الإسرائيلي فإن الإيرانيين اعتقلوا هؤلاء الجواسيس بناء على معلومات من المخابرات السورية التي اخترقت عملية للأطلسي في سورية.
وقد أكد عضو الكونغرس الأميركي جيمس واكسمان السبب الحقيقي الذي دفع أوروبا لمعاقبة مسؤولين أمنيين سوريين، مشيراً إلى أن سورية تدفع ثمن تجرؤها على جهود الأطلسي وإسرائيل في محاربة الإرهاب.

فما هي قصة الجرأة السورية على الأطلسي وعلى إسرائيل ؟

سؤال أجاب عنه خبير في الشؤون الاستخباراتية ممن عملوا في الشرق الأوسط وفي سورية تحديداً لسنوات، وهو يعرف الكثير من خفايا الأمور بحكم مواقعه السابقة التي لا تزال تتيح له الاطلاع على الملفات الأكثر سرية في عالم الأمن والسياسة الأميركية والأوروبية والعربية.

الخبير الأمني الأميركي زعم في حديث خاص بأن ما حصل من إقرار أوروبي لعقوبات على مسؤولين أمنيين سوريين بحجة ممارستهم للقمع ضد المتظاهرين ليس سوى الشماعة التي أراد الأوروبيون من خلالها التغطية على تلقيهم لضربة أمنية قاصمة وجهها إليهم كل من الجنرال علي المملوك والكولونيل حافظ مخلوف.

في النهاية

كل ما يحدث على الساحة الآن بات غير معقول مطلقا فالشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية في أي ثورة والآداب الإجتماعية والديمقراطية الحقيقية ( لا أنطالية ولا أمريكية ) تفرضان إستشارة الشعب السوري وأخذ توكيل منه للحديث باسمه .والشرعية الوحيدة الموجودة على الساحة هي شرعية السيد الرئيس بشار الأسد وهو الوحيد الذي يحق له الحديث باسم الشعب السوري . 

وطالما أن الإصلاحات بدأت وبوتيرة متساعة ( وهذا هو المهم ) وطالما أن خيط المؤامرة باتت مكشوفة وأحبطت بكاملها وطالما أن الشعب ملتف بغالبيته الساحقة حول وطنه ومطالبه وقائده . 

فهذا شأن داخلي لابد أن يحله الشعب السوري بمعرفته دون تدخلات وأجندات خارجية كي يحلو له إتمام الإصلاحات وترتيب الأوراق ومحاسبة المتورطين بهدوء وروية وصولا للخروج من الأزمة بقوة أكبر لا ينكرها العدو قبل الصديق .

بواسطة
أمجد طه البطاح / صحفي ومحلل سياسي سوري
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى