مقالات وآراء

السلام من بلد السلام دمشق الشام

الرئيس أوباما: أبدأ قولي بالسلام، لأنه دعوة جميع الأنبياء، من عيسى اليسوع إلى كل الشعوب، ومن موسى إلى فرعون، ومن محمد إلى كل البشر.. تلك الدعوة الوحيدة التي اتفق عليها جميع الأصدقاء والأعداء..
مَن مِنّا لا يريد السلام..
لكن السلام هل له ألف طريق.. لا يا أوباما..
أيها الرئيس:
إنما طريقه واحد، ومعلن، ومعروف.. ولكن يجب علينا أن نبحث عن هذا الطريق بالشكل الصحيح، وليس بالأساليب التي تدّعيها بعض الشخصيات من أجل مصالحها الخاصة باسم السلام..
الرئيس أوباما:
انك اليوم رئيس دولة تُعد الدولة الوحيدة التي تمتلك زمام الأمور، وشعبك ائتمنك على ماله، وعلى أمنه، وعلى حريته، وعلى سلامه..
وكذلك الشعوب الأخرى تأتمن قادتها عليه، فلماذا تريد أن تأخذ رأي وتترك الآخر..
نحن في سورية شعب ائتمنه الله على هذه الأرض مهد الديانات السماوية كلها، فمنها انطلق آدم وقابيل.. وبدأت فيها حكاية السلام.. وفيها الأوابد الأثرية، من كنيسة السيدة إلى كنيسة القديسة إلى مريم، إلى باب السلام في دمشق وقلعتها الشامخة، وجامعها الأموي، وفي حمص كنيسة القديس جاورجيوس، وقلعتها الكبيرة، وفي حلب يعيش المسيحيون والمسلمون أخوة، وفي بانياس واللاذقية ودرعا، وفي دير الزور تشهد كنيسة شهداء الأرض على ذلك والتي يؤمها المسيحيون من جميع أنحاء العالم..
هذه هي سورية يا سيادة الرئيس أوباما..
وبما أنك قلت في كلمتك يوم الجمعة بان الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية والعالم وان البشر جميعهم يستحقون أن نقف إلى جانبهم فأقول لك ما حصل يوم الجمعة في سورية:
الرئيس أوباما:
خرجت من الجامع الأموي والذي يقع قرب معبد جوبيتير المعروف في آخر سوق الحميدية، باتجاه السوق وأنا فرح كثيراً لأنه لم يكن هناك لا مخربين، ولا أمن والحياة طبيعية..
وثم خرجت من الحميدية إلى جامع الدرويشية ومنطقة باب سريجة وهو أحد أبواب دمشق المعروفة والقديمة والأثرية، وهي عبارة عن حي شعبي لا يخلو من الناس في جميع الأوقات واشتريت لأولادي الحليب والجبن الطازج من هناك كونه سوق وكان من جملة ما اشتريته (حليب نوع الصافي صنع السعودية) عيار ا ليتر علبتين، وجبنة المراعي ثماني قطع، ثلاث علب، وأريد أن أقول لك أن سعرها كلها (أقل من 3 دولار)، واشتريت الخبز يكفينا لمدة يومين 6 كغ تقريباً بسعر (1 دولار)، وذهبت إلى الصحيفة لأتابع عملي..
وهناك تفاجأت من خبر ورد على الجزيرة وعلى قناة (البي بي سي) العربية يقول بأن هناك تظاهرات كبيرة جداً في ساحة الميدان وان الشرطة استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين، وأنا أقرأ الخبر وأنظر من النافذة المطلة على منطقة جامع الحسن نفسه التي تقع فيها الصحيفة ولم أر شيئاً قط..
وهناك علمت أنه سوف تصلك تقارير كاذبة تفيد بأن الأمن يستخدمون العنف ضد الشعب في سورية..
وإليك ما الذي حصل:
قام عدد من قطاع الطرق بانتظار المصلين حتى يخرجوا من المسجد، وعندما خرجوا أصبحوا ينادون بشعارات تثير الفتنة والشغب وهم لا يتجاوز عددهم العشرات..
ومن ثم قام بعض أصحاب المحلات بطردهم من الحي.
وأيضاً حصل في مسجد آخر في منطقة (الحجر الأسود) والتسمية هذه منسوبة إلى الحجر الأسود الذي في الكعبة وهو حجارة من أحجار الجنة..
سيدي الرئيس:
قام بعض المتظاهرين بالتظاهر السلمي أولاً ثم دخل بينهم بعض قطاع الطرق والقادمين من دول أخرى لا تنتمي إلى هذا البلد، ومن بينهم ممن فقد بعض أقربائه في محافظة درعا، يحملون أسلحة خفيفة كالقناصات وأسلحة كلاشنكوف وغيرها، وقاموا باستخدامها عندما فشلوا في تحريض المتظاهرين..
وهنا استدعى الأهالي الشرطة والأمن لكي يستعينوا بهم للقبض على أولئلك المجرمين، وقد تم القبض على بعضهم وفر آخرين، واستشهد خلالها أربعة أشخاص من بينهم بعض رجال الشرطة والأمن.
وفي الليل قام بعض المخربين بالهجوم على قطعة عسكرية في المعظمية واستشهد على اثرها احد الحراس.
وفي حمص قاموا بالهجوم على جامع خالد بن الوليد في ليلة الجمعة ليستخدموا الإذاعة الخاصة بالمسجد لتحرض الناس على التظاهر..
سيدي الرئيس اوباما
قام بعض المتظاهرين في دمشق بالاعتداء على المحلات التجارية وعلى البيوت مستخدمين كافة أنواع الأسلحة..
وكذلك قاموا بإحراق سيارة الإطفاء التي أتت لكي تطفئ أحد الحرائق في منطقة التظاهر، وقاموا بحرق منفذ بيع البنزين السوبر في منطقة جوبر، وأصبحوا يعتدون على السيارات..
سيدي الرئيس اوباما
أنا لست من رجال الأمن، ولا من الشرطة ولا من أي شيء يتبع للسلطة، وإنما اعمل صحفياً لا يأخذ النقود على مقالاته، وأتجول بحرية في بلدي سورية والتي أنت تعلم قبل غيرك انها بلد السلام.. بلد دمشق الشام..
وأرجو أن تسأل الرئيس كلنتون نفسه عن سورية عندما زارها وقمنا باستقباله ونثر الزهور له عبر الطريق من اول ما نزل من الطائرة حتى مكان استراحته في دمشق..
هذا ما يحصل في سورية يا سيدي الرئيس أوباما، وأرجو أن تكون حيادياً وشفافاً عندما يردك أي تقرير، وأن تسأل سفيرك في دمشق أولاً، وان تختار أناس موثوقين بعيداً عن المصالح الشخصية لتتأكد بنفسك عن الأوضاع في دمشق.
وأرجو أن تزور هذا البلد الذي يحج إليه آلاف المسيحيين وآلاف المسلمين كل عام ليزوروا آلاف الكنائس وآلاف المساجد، وآلاف القلاع الأثرية، وآلاف المناطق السياحية..
سيدي الرئيس اوباما هذه هي سورية وهذه هي دمشق وهذا هو شعبها الكريم..
أخيراً أرسل لك تحية السلام، التي تعرفها أنت أكثر من غيرك كما يعرفها كل إنسان على وجه هذه الأرض.. بأنها التحية الوحيدة التي يتفق عليها الأعداء قبل الأصدقاء، ولندعو الله ان يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر البلاد على وجه الأرض.. والسلام ثم السلام ثم السلام.

بواسطة
غازي الحمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى