سياسية

نصر الله: جريمة المقاومة هي كونها شوكة في المشروع الإسرائيلي بالمنطقة

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله متانة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل لافتا إلى أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كان شريكا أساسيا في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان في
تموز 2006 كما كان الجميع في حركة أمل شركاء في هذه الحرب سواء في المشاركة الميدانية وتقديم الشهداء أو بتحمل نتائج العدوان.

وأشار السيد نصر الله في كلمة له مساء اليوم بثتها قناة المنار إلى أن حرب تموز ساهمت في زيادة التلاحم بين حركة أمل وحزب الله مشددا على أن هذه العلاقة أقوى وأصلب من أن ينال منها أحد.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه كان هناك رهان عند من يستهدفون المقاومة وموقعها وقوتها على العمل على موضوع التفرقة بين أمل وحزب الله وتابع أقول لكل هؤلاء عليهم أن ييئسوا من هذا الأمر لأن التعاون والتكامل الذي تم تكريسه خلال 20 عاما جعل العلاقة أعمق من أن ينال منها أحد.

وحول ما نشر من وثائق ويكيليكس قال السيد نصر الله إن الرئيس بري منذ بداية العدوان على لبنان في تموز 2006 قال لنا إن له أسلوبه الخاص في التعاطي مع الأميركيين وكيفية التواصل وأسلوب الحوار الذي يتبعه معهم.

وأسف السيد نصر الله لمحاولات البعض تحميل حزب الله مسؤولية ما نشر في جريدة الأخبار ولما أشيع في لبنان من أن جريدة الأخبار تابعة لحزب الله وما يكتب فيها يتم بعلم حزب الله ورضاه موضحا أن جريدة الأخبار وإن كانت تسير في خط المعارضة السابقة ونحن نتعاطف معها ولكن لها سياستها الخاصة وكيف يعقل إذا كانت صحيفة تابعة لنا أن تكتب مقالات تمس بنا وبحلفائنا مؤكدا أن حزب الله يتحمل مسؤولية ما تقوله إذاعة النور والمنار وصفحات الأنترنت التابعة للحزب فقط.

ولفت السيد نصر الله إلى أنه عندما علمنا أن هناك طريقا بين جريدة الأخبار وموقع ويكيليكس للحصول على الوثائق الأميركية شجعناهم إذا كانت هناك إمكانية للحصول على وثائق عن حرب تموز تحديدا ولكن لم نتدخل بالحصول على وثائق ولا بنشرها كما أننا لم نحصل على نسخة من الوثائق.

وحول وثائق ويكيليكس التي تناولت شخصيات من فريق 14 آذار لفت السيد نصر الله إلى أنه لم يصدر من هذا الفريق نفي واضح حول مضمون هذه الوثائق بل صدر تأكيد أحيانا لما تضمنته وأضاف أنه بشكل عام هناك مضمون واحد يوصل إلى نتيجة واحدة عندما نستنتج نجد أننا كنا أمام واقع خطر جدا هو أن فريق 14 آذار منذ بداية 2005 وحتى اليوم ومازال يعمل لتحقيق هدف مركزي وربما الوحيد هو ضرب المقاومة ونزع سلاحها وعزلها والنيل منها وكيف يتم الإجهاز عليها مشيرا إلى أن هناك صفقة بين قوى 14 آذار وأميركا تتضمن إعطاء السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة لذلك كل المخطط متركز حول نقطة كيف ننهي هذه المقاومة في لبنان.

وأوضح السيد نصر الله أن الهدف من عدوان تموز كان تدمير حزب الله وكل فصائل المقاومة وتابع… إن ويكيليكس أظهرت أيضا أنهم أرادوا بناء المنازل لمحاصرة المقاومة والحصول على مزارع شبعا لتحصل حكومة السنيورة على قوة بوجه حزب الله والهدف أيضا إبعاد بري عن حزب الله وتحطيم العماد عون وليس هناك اقتراح لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.

وقال الأمين العام لحزب الله أليس أمرا مؤلما أننا في بلد بعض قياداته السياسية تطلب من أميركا وإسرائيل أن تعاقب المقاومة وحزب الله لأنه شوكة في مشروع إسرائيل وجريمته أنه يحمل هم الأمة.

وتساءل السيد نصر الله هل هذه العقلية تحمي لبنان بكل المخاطر بالمنطقة والتهديد الإسرائيلي اليومي وهل هي كفوءة لإيجاد استراتيجية دفاعية وهل تحمي لبنان وسيادته وعزته وهل يمكن أن تبني دولا حديثة وتحقق الأمن والازدهار وهل هذه العقلية وهذه المجموعة يمكن أن تعبر بلبنان الى الدولة وهل هكذا تكافأ المقاومة لتحريرها الأرض وإعادة كرامة لبنان وإلحاق الهزيمة بإسرائيل بهذا الكم من الغدر مشيرا إلى أن الحصيلة كانت بأن بقيت المقاومة وذهبت السلطة.

ودعا السيد نصر الله من خسروا السلطة في لبنان إلى أن يقوموا بمراجعة وألا يذهبوا بعيدا بارتكاب الأخطاء وبالتخلي عن هذه العقلية التي لن توصل إلى مكان ولن تنقل هذا الفريق إلا من فشل إلى فشل.

ولفت إلى أنه لا مصلحة لأحد في لبنان بإلغاء أحد وأن مصلحة اللبنانيين بتجاوز مشاكلهم والتطلع إلى المستقبل.

ومن جهة ثانية أعرب السيد نصر الله عن أسفه لما تعرض له اللبنانيون في ساحل العاج وأشار إلى أنه كان هناك غياب تام في موضوع ساحل العاج ولكن عندما يكون هناك خطر على اللبنانيين يجب أن نتعاون كدولة لمواجهة هذه الكارثة الوطنية داعيا الجميع لوضع الخلافات جانبا لأن هناك آلاف العائلات اللبنانية المنكوبة ويجب الوقوف إلى جانبهم.

وقال الأمين العام لحزب الله نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا وتحالفنا مع إيران وسورية مشيرا إلى أنه لا يمكن السكوت عندما يساء إلى دولة وقفت إلى جانب لبنان على كل صعيد مذكرا أنه لولا مساعدة إيران ولولا وقوفها إلى جانب لبنان لما تعمر لبنان.

وفي موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية أكد السيد نصر الله أنه ليس حزب الله من يشكل الحكومة بل هو يحاول أن يساعد كما غيره والكل حريص على أن تشكل الحكومة بأقرب وقت ممكن لافتا إلى وجود تقدم في بعض الخطوات والوصول إلى نتيجة.

ودعا الأمين العام لحزب الله إلى إعطاء المزيد من الوقت لرئيس الحكومة المكلف والأغلبية الجديدة ورئيس الجمهورية معربا عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون جميعا بتعاضدهم وتعاونهم من إنجاز حكومة قادرة على حمل المسؤولية في البلد ونحن لا نتصرف داخل الأغلبية الجديدة على أنه يوجد معارضة سابقة ومعارضة جديدة وتحالف.. نحن نعتبر أنفسنا في الأغلبية الجديدة كلنا جميعاً في سفينة واحدة ولا يوجد لدينا تصنيف وعندما نقارب الأعداد نقاربها من زاوية تمثيل الكتل النيابية والقوى السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى