الزاوية الإجتماعية

حفل فني لتكريم الأم في مديرية الثقافة بحلب

كرمها الله وأعطاها منزلة خاصة ، فعقدت العزم على أن تكون حياتها في خدمة الآخرين لم تشعر يوماً باليأس أو التراجع فعزيمتها كانت شعلة مضيئة وإرادتها أقوى من الحديد ..

 
ومن هذه المنزلة العظيمة ارتأت ثقافة "حلب" وجمعية "من أجل حلب" تكريم الأمهات المثاليات اللواتي كان لهن بصمة مميزة قدمن من خلالها نقاطاً مضيئة كان لها الأثر البالغ في نفوس الآخرين ..

حيث بدأ النشاط بالعديد من الفعاليات الغنائية والتمثيلية من خلال فقرات متنوعة ، كان مهنئاً للأمهات اللواتي قد استحققن الجائزة ضمن مسيرة عمل قدمنها والبداية كانت مع السيدة "ميسون الغوري" وهي من أحدى المكرمات حينما تحدثت عن النجاح كعوامل مادية في خلق الرغبة عند الكثير ممن يرغبن في تحقيقه وعنه تقول: « التكريم يساهم في الحفاظ على استمرارية النجاح التي حققته أي امرأة ويجعل عند الآخرين حافزاً للمزيد من العطاء ويمكن أن يجعل حافزاً للنساء اللواتي يرغبن في تحقيق النجاح وخصوصاً إن كانت المرأة عاملة فتشعر بأهمية النجاح في مجتمعها وتواصلها مع الآخرين » ..

وعلى الصعيد الذاتي بالنسبة لها قالت "الغوري" : « لي العديد من التكريم من خلال ادارتي لمدرسة "دلال المغربي" وتم تخريج العديد من المتفوقين وهذا انجاز يمكن أن أفتخر به حينما يكون عطائي نقطة انطلاق لتقدم الآخرين ونجاحهم » ..

لكن السيدة "هنادي جلب" مديرة دار المسنين بـ "حلب" لم تكن تعرف بأنها من بين المكرمات أثناء تلبيتها لدعوة حضور إلى هذا النشاط وعن ذلك أجابت : « فمن خلال عملي في دار المسنين كان هناك العديد من الجمعيات تأتي إلينا وترى سير الأمور في الدار ولم تخبرنا بأي شيء حول التكريم » ..

وأضافت: « والآن عرفت بان هذه الجمعيات قد عملت على تحديد العديد من السيدات اللواتي أردوا تكريمهن الآن » ..

وعن الأسباب التي دعت لكي يتم اختيار اسمها والإنجازات التي قدمتها في الدار أجابت "جلب": « لم أتصور يوماً بأن تكون رحلة عملي مع المسنين هي التي قد رشحتني إلى تكريمي الآن، صحيح أن تعاملنا معهم قد ساعدهم على رفع شعورهم الإيجابي تجاه المجتمع الذي يحيط بنا، من بعد ما تم تهميشهم من قبل ذويهم أو فقدانهم لأسرهم ما أدى إلى بقائهم وحيدين في هذا المجتمع بعد ما كان لهم الدور الإيجابي في ذلك » ..

لكن السيدة "جلب" رغم عملها في دور المسنين إلا أنها قد انشغلت عن أمور بيتها في بعض الأحيان إلا أن أولادها الثلاثة لم يثنهم ذلك عن متابعة دروسهم العلمية وعن هذا تقول: « فقد أحبوا طبيعة عملي وانضموا إلي في هذه الدار أيضاً رغم ما يقع على عاتقهم من واجبات مدرسية وهذا ناتج عن اقتناعهم بالعمل الذي أقوم به، وأيضاً كان زوجي قد ساعدني على قيادة هذا الدار من خلال تشجعيه لي، لأنه اقتنع بعملي أيضاً وهذا يعتبر من دلائل النجاح حينما ساعدتني أسرتي على تحقيق الاستمرارية في ذلك، رغم كوني ربة بيت وعلي العديد من المستلزمات تجاه أسرتي » ..

فالصدق في التعامل ومسايرة القول مع الفعل والثقة بالذات أهم المحاور التي عملت عليها السيدة "ضحى ناشد" مديرة مدرسة "جول جمال" وعن أهمية تلك النقاط في تحقيق التكريم قالت : « يأتي هذا التكريم بعد مسيرة جهد قضيتها في المدرسة، فحينما تعمل من أجل إنجاح الآخرين فذلك عطاء دون مقابل » ..

مضيفة: « صحيح أن عملنا يستوجب إدارة المدرسة لكن هناك جهد آخر مطلوب مني وهو رعاية أولادي ومساعدتهم في النجاح، وحينما يكون النجاح حليف عملي وأولادي في نفس الوقت فالعمل يكون قد وصل إلى الكمال حينما استطعت التوفيق بين عملي كمديرة مدرسة وبين ربة بيت تهتم بشؤون أولادها ناهيك عن تفوقهم في مناهجهم التعليمية في حين أن الكثير من معلمات المدرسة ومدرائها لم يستطيعوا التوفيق بين العمل والأسرة » ..

وبرأيها أن الإنسان يكون ضعيفاً والكلام للسيدة "ناشد" «حينما لا يسعى إلى النجاح ويرضى بان يكون إنسانا عاديا على الرغم من توافر الفرص له وهو غير راغب بأخذ أسباب النجاح، لأن التكريم وحده شعور يعطي المرء قوة ذاتية تجعله يتغلب على مصاعب الحياة التي تواجهه ومن هنا ينبع أهمية التكريم في حياة كل شخص».

لكنها كمديرة مدرسة ماذا حققت على الصعيد العملي ؟ أجابت "ناشد": « فقد حصل اثنا عشر طالبا من ثلاثة وخمسين طالبا في المدرسة على التفوق بين العديد من المدارس الأخرى في المنطقة، وهذا ناتج عن التواصل مع أهل الطالب وملاحقة شؤونه في حال تأخره أو غيابه وتلك مسؤولية يجب العمل عليها مباشرة لن التواصل مع الناس يعطيك دفعة للعمل عل تحسين ذلك وخصوصاً مع التلاميذ لكونهم أشد الناس تأثيراً أثناء نشاطهم التعليمي » ..

وعن رأي رئيسة الاتحاد النسائي في "حلب" السيدة "نوال علامو" حول معنى التكريم وما أهميته للواتي بذلن مجهوداً إضافيا قالت: «هي وقفة أمام معبد يعيد للذاكرة احترام سيدات كان لهن من التاريخ الأثر الإيجابي في حياتهن وحياة الآخرين، فالأم مهما كانت سوف تظل منبعا للعطاء ورمزاً يتمتع بقدسية لها من الجمالية نوراً يشع في حياتنا الاجتماعية، وهذا التكريم السنوي إنما هو جزء من عرفاننا بأهمية الأم وعندما نقف في هذه اللحظة فنحن نجدد البيعة ونجدد الحب لأن "الأم" هي الوطن وكلاهما وجهان لعملة واحدة».

وعن كيفية تم اختيار أسماء السيدات المكرمات تحدث عنها "نور حجة" مدير جمعية من أجل "حلب" قائلاً: «تم هذا من خلال زيارتنا المتكررة للعديد من نشاط السيدات اللواتي فاق عددهم الخمسة والثلاثين سيدة ورؤية ما تم تنفيذه على أرض الواقع ومقارنة نشاطهم القديم بالحالي إضافة للعديد من المقاييس الأخرى تم اختيار أسمائهم من بين المكرمات وقد بلغ عددهم /23/ سيدة مكرمة » ..

وختم قائلاُ: « صحيح إن هذا التكريم معنوي لكنه يشكل دفعة قوية لكل من المكرمات في زيادة نشاطهن أو الحفاظ عليه وفي تحفيز الآخرين ممن لم يحصلوا على التكريم ورغبوا به في السنوات القادمة » ..

والجدير بالذكر أن أسماء المكرمات على النحو التالي "هند علامو"، "ابتسام بيطار"، "وصال حمصي"، "عهد ليالي"، "هالة كردي"، "رنا فتال"، "رصينة غزال"، "هنادي جلب"، "زينب الحسن" وداد قلعجي"، "بدور طه"، "سوزان كردي"، "مسيون غوري"، "منار بني"، "ضحى ناشد"، "ايمان غيثاء بيطار"، "فاطمة شبيب"، "مي عازار"، "هنا عبد اللطيف أنيس"، "مها الوهر"، "سلوى اسكيف"، "سهام العلي"، "وداد شعبوق".

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى