سياسية

الصحافة العربية والعالمية ترحب برحيل مبارك

سيطر انتصار الثورة المصرية وتنحي مبارك عن السلطة على اهتمام الصحف العربية والعالمية الصادرة اليوم السبت، وعبرت الصحف الاميركية عن تفاؤل حذر حيال الاحداث في مصر التي تنحى رئيسها حسني مبارك بعد حكم دام ثلاثين عاما وسلم السلطة الى الجيش.
وكتبت صحيفة وول ستريت جرنال في افتتاحية ان "مسيرة مصر باتجاه الحرية السياسية بدأت ويمكننا ان نتوقع مزيدا من الخلافات مع استمرارها".
الا ان الصحيفة نفسها رأت ان "مصر الجديدة هذه هي افضل فرصة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) لتغيير العالم العربي المتصلب ويجب ان ينتهزها المصريون واصدقاؤهم".
واشارت الى ان الولايات المتحدة واوروبا لا يمكنهما ان تمليا على مصر شيئا لكنهما يمكن ان تؤثرا على عمليتها الانتقالية.
واشارت الى العلاقات الوثيقة بين القاهرة وواشنطن والمساعدة التي تبلغ 1,5 مليار دولار التي تقدم سنويا الى الجيش المصري.
واضافت ان "امرا مغريا آخر يمكن ان يعرض على قادة مصر المقبلين هو اتفاق للتجارة الحرة وفتح اسواق الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي امام منتجاتها بقدر ما يتقدم احلال الديموقراطية فيها".
اما صحيفة لوس انجليس تايمز فرأت ان الاحداث في ساحة التحرير "مدهشة".
وقالت ان "توقيت الاحتجاج قد يكون تأثر بالانتفاضة في تونس لكنه يعكس شعورا بالاحباط من النظام السياسي العقيم والفاسد في مصر ووحشية قوى الامن وغياب الفرص للشبان المتعلمين".
واضافت انه "لم يسجل اي تعبير عن التوق الى الحرية بهذا الشكل منذ سقوط جدار برلين".
من جهتها، دعت صحيفة واشنطن بوست الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى الى الضغط على الادارة العسكرية الجديدة للتحرك باتجاه الديموقراطية.
وقالت ان "العملية يجب ان تكون اكيدة لكن بدون تسرع".
واضافت ان "اهداف الولايات المتحدة يجب ان تشمل مساعدة الحركات الوسطية التي قمعها مبارك لتتمكن من تنظيم نفسها، والمساعدة في اقامة سلطات مستقلة للاشراف على الانتخابات ومراقبتها وتشجيع انفتاح وسائل الاعلام الحكومية على كل الاطراف".
العودة الميمونة
الصحف السورية ترحب "بالعودة الميمونة" لمصر
ورحبت الصحف السورية الصادرة السبت "بعودة" مصر لاستعادة دورها "المصادر اقليميا وعربيا" بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الرئاسة مؤكدة ان رحيله سيزيد قلق اسرائيل.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحية بعنوان "مصر تكتب تاريخها" ان "المصريين يسطرون الصفحات الاولى من تاريخهم الحديث بعد ان اختطفته سنوات القحط السياسي والاملاء الخارجي وعقود الاذعان اكثر من ثلاثين عاما".
واضاف ان "مصر اليوم غير مصر الامس وتفصح عن وجهها الحقيقي وتستعيد دورها المصادر اقليميا وعربيا وتفتح بواباتها المغلقة منذ عقود لتعلن حضورها المنتظر (…) لتعيد رسم خريطة المنطقة".
وفي الصحيفة نفسها، قال تعليق بعنوان "دروس التطبيع المزيفة" انه "مع رحيل مبارك فان القلق الاسرائيلي على حصاد التطبيع المتواضع سيتعاظم" بعدما كان "هذا الكيان مطمئنا الى الجانب المصري طوال السنين التي تنوف على ثلاثة عقود".
واشار الى ان اسرائيل "نسيت او تتناسى على ما يبدو ان الشعب المصري رفض اتفاقية كامب ديفيد (…) ولم يقبل المشاركة في مسيرة التطبيع".
واضاف ان هذه الاتفاقية "كبلت مصر بقيود سياسية وعسكرية واقتصادية افقدتها الكثير من السيطرة على مقدراتها وقراراتها واخرجتها من طليعة القومية العربية".
وتحت عنوان "بصيرة الشعوب لا تخطئ" كتبت صحيفة الثورة ان "الحس الوطني والقومي وعدم التفريط بالمقدسات والحقوق وكرامة الانسان هي المحرك الأول لثورة ابناء مصر وتونس وغيرهما في الوطن العربي، التي تدعو الحكومات للعودة للتمسك بقضايا الأمة وحقوقها وفي مقدمتها فلسطين".
ورأت ان "ما جعل الشعب في مصر العروبة يشعر بالذل وينهض للثأر لكرامته هو تخليها عن قضاياها الوطنية والقومية (…) وتفريطها بثروات الشعب ومشاركتها اعداء الامة في الحصار والعدوان على ابنائها".
من جهتها، كتبت صحيفة تشرين تحت عنوان "مصر عادت" ان الثورة في مصر "انعطافة كبرى في حياة الامة ليس في مصر فقط وانما في الوطن العربي كله (…) لأن شعب مصر هو الذي أطاح بنظام كامب ديفيد وبصاحب الحصار على غزة الذي عقد للمقاومين محاكم تحاسبهم وتزجهم في السجون".
واضافت ان "الثورة المصرية اثبتت ان مصر التي اختطفت منا وارتهنت لاكثر من 35 عاما لا يمكن لاحد ان يغير هويتها القومية وطابعها العربي (…) ولا يمكن لاحد أن يقيدها الى ما لا نهاية باتفاقيات الذل والاذعان".
اما صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، فكتبت في مقال بعنوان "العودة الميمونة" انها "لحظة تاريخية لعلها من اعظم اللحظات في التاريخ الوطني المصري ومن انصع اللحظات في التاريخ القومي العربي الذي لم يستطع ابدا ان يعوض خسارته الفادحة بفقدان مصر منذ اجبارها على دخول سجن كامب ديفيد".
واضافت "انها لحظة ستغير وجه مصر والمنطقة والعالم"، مؤكدة ان "مصر تعود إلى موقعها القومي الطبيعي الذي لا يمكن ان يملأه غيرها (…) واذ تستعيد حريتها وكرامتها، فانها تعيد العرب إلى مسرح التاريخ".
ورأت ان "الجماهير العربية التي شاركت في كل أقطارها، شعب مصر فرحته واحتفاله بالانتصار التاريخي كانت تشعر بأن هذه الثورة ثورتها".
جدار برلين
من جهتها شبهت الصحف البريطانية السبت استقالة الرئيس المصري حسني مبارك بسقوط جدار برلين، لكنها عبرت في الوقت نفسه عن قلق على مستقبل الشرق الاوسط باكمله.
وكتبت صحيفة ذي صن الواسعة الانتشار "لا حاجة لان تكون مصريا لتبتهج اليوم. فالمشهد الرائع للسلطة الشعبية وهي تطيح الديكتاتور الفاسد يدفىء كل القلوب".
واضاف ان مصر "تحتاج الى قيادة مؤيدة للغرب ونزيهة وديموقراطية وليس الى اصولية اسلامية".
اما صحيفة التايمز، فرأت ان سقوط مبارك يجلب "الفرح والامل والحرية الى مصر لكنه يجلب ايضا الشك والتغيير الى منطقة متقلبة".
واضافت "انها لحظة سقوط جدار برلين لهذا الجيل. فمصر والشرق الاوسط والسياسة في العالم العربي تغيرت الى الابد".
وتوقعت الصحيفة "الا تسقط كل الاحجار"، لكنها قالت ان "الكثير من الحكومات ستهرع الآن لتجنب ظروف مماثلة لتلك التي ادت الى الثورة".
وتحت عنوان "ثورة النيل" كتبت صحيفة فايننشال تايمز انه "في مصر والعالم العربي لم يعد هناك سبب الآن" للامتناع عن تطبيق المبادىء الغربية.
اما صحيفة الغارديان، فقالت انها "لحظة تاريخية (…) تعيد مصر الى قيادة العالم العربي"، معتبرة ان "المصريين لم يستعيدوا استقلالهم من مبارك بل برهنوا ايضا على استقلالهم عن الولايات المتحدة وحلفائها".
وبدت صحيفة ديلي تلغراف اكثر تحفظا. وكتبت "لا شك ان ما يتم الترحيب به كانتصار للشعب هو استيلاء عسكري على السلطة".
ورأت ان استقالة مبارك "يمكن ان تكون بداية الازمة في البلاد وليس نهايتها".
واشارت صحيفة الاندبندنت الى ان الجيش اصبح يمسك بزمام الامور في مصر.
وقالت ان "كل شىء مرتبط الآن بالطريقة التي سيستخدم فيها الجيش السلطة"، مشيرة الى ان حوادث سابقة تدل "مع الاسف" على ان الانظمة العسكرية يمكن ان تمتنع عن التخلي عن السلطة مثل الرؤساء المستبدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى