لايف ستايل

العكبـــر

مـادة راتنجيــةٌ صمغيــة ُ تجمعهــا الشغــالات من براعـم بعض أنواع الأشجــار ، كالحـور و الصفصـتاف و الدردار و الصنـوبـر و البلـوط و غيـرهــا ……

تستخلص النحـلـة العكبـر من براعـم الشجــر بواسطـة فكيهـا ، ثم تنقلـه بواسطـة أرجلهـا الأمامية و الوسطـى الى مخـازن ( سلال ) موجـودة على زوج أرجلهـا الخلفيــة ، و تستمـر على فعـل ذلك حتـى تمتليئ تلك المخازن بالراتنـج المجموع ( العكبـر ) فتطيـر بـه الى الخلية ، فإذا كانت درجة الحرارة منخفضة نسبيا ً فإن الرتنج يكون متصلبـاً بحيث لا يمكن أفراغـه الا بعد مرور بعض الوقت و النحلـة في داخـل الخليــة التي تعتبـر حرارتهــا مناسبـة لذلـك ، ثم تستخرجه من مخازن أرجلهــا و تمزجــه بلعابهــا الغني بالأنزيمــات .

( عندمـا تكـون الفرصــة مناسبـة لجمــع رحيق الأزهــار فإن الشغـالات تمتنـع عن جمـع العكبـر و تصب همهـا على جمـع الرحيـق ).

يجمـع النحــل العكبـر في بدايـة موسـم الجمـع ( بدايـة الربيـع ) ، في الوقت الذي يجمـع فيــه حبوب الطلـع ، ثم يتوقف عن جمعـه حتى أخـر موسـم جمـع الرحيـق حيث يعـود ثانيـة لجمعـه من جديد في فصـل الخريف ، و يفعـل ذلـك عـادة في ساعات النهـار الأكثـر دفئـاً ، حيث يكون العكبـر بقـوامٍ لينٍ ومناسبٍ للجمع ، وذلك لأنـه يصعـب عليــه جمعــه في الطقس البارد لأنـه يكون متصلبـا ( نوعا مـا ) ويتفتت بسهــولــة .

يختلف العكبر في كل خصائصه باختلاف مصدره، ولذلك فمن المفيد ، أثناء استعماله كعلاج، استخدام عكبر متعدد المصادر ذي خواص متكاملة.

يستخدم النحل العكبر للأغراض التالية :
1- سد الشقوق المتواجدة في جدران وسقف و أرض الخلية لتأمين عزلها عن المحيط الخارجي .
2- دعم بنية الأطارات و لصقهـا مع بعضهـا .
3- عند يداية فصل الشتـاء، يقوم النحل ، مستعملاً العكبر ، بتضيق فتحة الخلية لمنع تسرب البرد الى الداخل .
4- ينشر النحـل ، خلف فتحة الخلية، تحصينات مهمة من العكبر لمكافحة الحيوانات الكبيرة ( نسبياً ) التي تحاول الدخول الى الخلية.
5- يستعمله كمضاد حيوي وذلك بتغطية جدران الخلية به، وطلاء نخاريب الحضنة من الداخل بطبقة رقيقة منه منعاً لأي اصابة جرثوميةٍ .
6- إذا دخل مهاجم نا الى داخل الخلية ( فأرة مثلاً ) وتم مهاجمته وقتله، ولم يتمكن النحل من اخراجه الى خارج الخلية ،فإنه يقوم بإحاطة الجثة بطبقة من العكبر منعاً لفسادهـا وتفسخهـا داخل الخليـة ( عملية تحنيط حقيقية ).

الحصول على العكبــر
إن أفضل وقت لجمع العكبر من الخلية هو عندما يكون الجو بارداً، وذلك لأنه يصبح هشاً ويتفتت بسرعة مما يسهل عملية فصله عن حوامله، فبمجرد حك الأطارات يتساقط العكبر قطعا صغيرةً، ثم يجمع ، أما في الأجواءالحارة فإنه يلتصق بشدة على الأطارات ويصبح جمعه أكثر صعوبةً وتعقيداً .

تختلف كمية العكبر التي يمكن جمعهـا من الخلية حسب عدة عوامل منهـا :
– قرب موضع الخلية من غابات أو مزارع بها أشجار ورقية – الحور الخاصة .
– الخالة المناخية السائدة ، حيث يزداد جمع النحل للعكبر في الأجواء الباردة .
– بعض أنواع النحل أكثر جمعـاً للعكبر من الأنواع الأخرى .

ويشكل عام يمكن جمع حوالي ( 100 ) غرام من العكبر من الخلية الواحدة ( حسب الظروف المحيطة ) ، وبعد الجمع يفرز عن الشوائب المتواجدة فيه، وخاصة قطع الخشب التي تتناثر من الأطارات أثناء حكهـا ، مما يجعل العكبر في النتيجة غالي الثمن نظراً لفلة كميته في الخلية وصعوبة جمعه نقيـاً .

تركيب العكبــر
بالدراسة والتحليل ، تبين أن العكبر يحوي أكثر من عشرين مركباً، يمكن توضيحهـا كما يلي :
55 % مواد راتنجية .
30 % شمـع .
5 % حبوب طلـع .
10 % زيوت و مركبـات متنوعـة ، وشوائب .

علماً بأن تركيب العكبـر ، يشكـل دقيق، لا يزال يحتاج الى مزيدٍ من البحث و التحليل .

مواصفات العكبــر
للعكبر ألوان مختلفـة تتباين حسب مصدره، فمنه البني و الأصفر و الأسود، وبعضه يميل الى الأخضر و الأحمر و غير ذلك .
وله رائحةٌ عظريةٌ قويةٌ مميزةٌ، تجمع بين رائحـة الراتنج و الشمع ز العسل و الفانيليا، وللعكبر، الذي جمعه النحل من براعم شجر الحور، رائحةٌ مميزةٌ جداً تشبه رائحة براعم هذا الشجر .
وله طعم خاص، وعند مضغه يلتصق بالأسنان بشدة، لذلك يجيب ترطيبه باللعاب بهدوء حتى يصبح متجانسا، وذا قوام طري يشبه العلوك، وفي بداية مضغه يكون غير مستحب، ولكن هذا الشعور يزول بسرعـةٍ، كما يزول طعمه المميز ، وبعد حوالي نصف ساعةٍ، من بدء مضغه، يشعر المرء وكأن لسانه قد تخدر، وبعدها يمكن لفظ مابقي من عكبر في الفم أو بلعه .

يتغير قوام العكبر حسب درجة حرارة الجو، ففي الأجواء منخفضة الحرارة ( أقل من 10 درجات مئوية ) يصبح صلباً وسهل التفتت، ويصبح ليناً كلما ارتفعت درجات الحرارة فوق ذلك، ويصبح طرياً ولصاقاً في درجة الحرارة ( 30 ) درجة مئوية، ويصبح سائلاً في درجة الحرارة ( 65 ) درجةٍ مئويةٍ .
يذوب العكبر في الكحول، لكنه لا يذوب في الماء .
للعكبر خواصٌ هامةٌ كمضادٍ حيوي ، فهو في المخابر يوقف نمو كثيرٍ من الجراثيم ويقضي عليهـا، وذلك لاحتوائه على عددٍ من المضادات الحيوية مثل الغالانجين (Galangine ) الموجود في براعم الحور ويستخدم في الطب لمعالجة الجروح وتسريع اندمالهـا .

العـلاج بالعكبــر
استخدام العكبر في الماضي ولا يزال يستخدم على شكل مرهمٍ، في معالجة الحروق و القروح و الجروح وتسريع اندمالهـا ،ليس ذلك فحسب، بل يفيد مرهم العكبر في معالجة مشاكل الجلد، مثل البثور وتشقق البشرة ومتاعب الجلد وجفافه و الحكة والشرى وداء المنطقة و الأكزيمات و السعفات، وأيضاً في معالجة الدمامل والداحس و الثأليل، وهو،في جميع الأحوال، يستعمل دهناً فوق المنطقة المصابة، من مرة واحدة الى ثلاث مرات كل يوم، ويكرر فعل ذلك لحين حدوث الشفـاء .

يحضر مرهـم العكبــر كمـا يلـي :

1- يمزاج مقدار ( 15 ) غراما من العكبر مع ( 100 ) غرامٍ من الفازلين ويدهن به الجروح أو الحروق الجلدية صباحـاً ومساءً، ويكرر يومياً إلى أن يحصل الشفــاء .
2- يحضر مزيج من زيت الزيتون النقي المسخن مذاباً به مقدار مماثل له من العكبـر، ويستعمل في علاج الحروق و التهابات الجلد ومسكن لألامهــا .
3- يمكن مزج العكبر بنسبة ( 4 % ) من المرهم الطبي المستعمل في علاج الجروح و الحروق، ويستعمل دهنا ً ( 2 – 3 ) مرات كل يومٍ فوق المنطقـة المصابة، ويستمر في فعل ذلك لحين حدوث الشفـاء التـام .

كذلك يفيد العكبـر، بشكل عام، في علاج معظـم حالات أخمـاج جهاز التنفس بدءاً من أغشية الفـم ( كالقلاع والتهابات اللثـة ) و الحنجرة واللوزتين والبلعوم ( كالخناق ) والقصبات و الرئتين، إضافة الى التهاب الجيوب والتهـاب الأذن و ازكام و الأنفلونزا والتهاب مخاطية الأنف، وبما في ذلك السل الرئوي .
ويفيد أيضاً في معالجة قرحة المعدة والتهاب القولون،وفي تعديل الزمرة الجرثومية المعوية بعد المعالجات بالمضادات الحيوية، كما يفيد في التهاب المثانة والتهاب الكليتين، وكذلك في التهاب غدة البروستــات .
فإذا حدثت إصابة حادةٌ بأحد تلك الأمراض المذكورة سابقاً،فإن علاجها بالعبكر يتم بوضع مقدار غرامٍواحدٍ منه في الفم وترطيبه باللعاب ومضغه بهدوء لمدة نصف ساعة،ثم بلعه مع الماء، وتكرار ذلك ثلالث مرات كل يوم،ويستمر في فعله ثلاثة أيام متتالية أو حتى يتم الشفاء خلال عدة أيام.

أما في الحالات المزمنة من تلك الأمراض فتستمر فترة العلاج لمدة عشري يوماً،على أن يؤخذ منه يوميا، وحسب الطريقة السابقة، مقدار غرام واحد فقط يؤخذ دفعة واحدة.
علماً أن العكبر يوجد في الأسواق في ثلاثة أشكـال، عكبر بأحجام كبيرة نسبياً، وعكبر بأحجام حبيبية، وعكبر على شكل مسحوق، وكلها لها نفس المفعول، ولكن عند مضغ العكبر يستحسن أستعمال الكبير منه، وعند تحضير المراهم يستحسن استعمال المسحوق منه .

أضف الى ذلك أنه يوجد اليوم في الأسواق أقراص عكبـر جاهزة تباع في الصيدليات يحوي القرص منهـا عادة خمسين ملليغرام من العكبـر، يمكن شراؤهـا و استعمالهـا بلعـاً بمعدل قرص واحد قبل كل وجبة طعــام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى