سياسية

القوات الامريكية تجاهلت انتهاكات حقوق الانسان في سجون الحكومة العراقية

تشير دفعة جديدة من الوثائق العسكرية الامريكية الخاصة بالحرب على العراق الى ان القيادة العسكرية الامريكية في العراق كانت على علم بانتهاكات حقوق الانسان واعمال التعذيب التي كان المعتقلون يتعرضون لها في السجون العراقية لكنها فشلت في التحقيق فيها.
كما تشير الوثائق الى ان مئات المدنيين العراقيين قتلوا على حواجز التفتيش التي اقامتها القوات الامريكية في اعقاب غزو العراق عام 2003.

ويقول مراسل بي بي سي في الولايات المتحدة ادام بروكس الذي اطلع على الوثائق انها تتضمن تفاصيل عن عمليات التعذيب التي كانت تجري في المعتقلات العراقية والتي شملت استخدام الصعقات الكهربائية والمثاقب وحتى عمليات قتل.

وحسب الوثائق تلقت القوات الامريكية شريطا مصورا لعملية قتل احد المعتقلين من قبل ضباط عراقيين في احد السجون في بلدة تلعفر في شمالي العراق وانها تسلمت احد الضباط المتورطين في عملية القتل وان قوات التحالف كانت تتبع سياسة تجاهل هذه الحوادث او تسليم المتهمين بهذه الانتهاكات الى الحكومة العراقية.
و قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الوثائق قد تعرض حياة العسكريين الأمريكيين والعراقيين للخطر.
"تورط المالكي"

وتكشف الوثائق حسبما اشارت قناة الجزيرة القطرية عن "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب" و"دور ايراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية".

كما تنشر ويكيليكس، حسب الجزيرة، "وثائق جديدة عن ضحايا الشركة الامنية الامريكية الخاصة بلاكووتر من المدنيين".

ويقول مراسل بي بي سي ادام بروكس إن الوثائق تكشف عن تعرض بعض المعتقلين لدى السلطات العراقية للتعذيب باستخدام المثقاب الكهربائي وتعرض البعض للتصفية خلال الاعتقال.

وتؤكد إحدى الوثائق أن الجيش الأمريكي كان على علم بهذه التجاوزات، إلا أن الوثائق التي رصدت هذه التجاوزات ارسلت لقادة القوات الأمريكية بعد أن كتب عليها تعليق يطلب عدم اتخاذ أي خطوات على ضوئها.
تعذيب

وتشير الوثائق إلى توجيه اتهام لجنود أمريكيين بقطع أصابع معتقل عراقي وحرقه باستخدام الأسيد.

كما تكشفت الوثائق عن حادثة وقعت في يوليو/ حزيران 2007 قتل فيها 26 شخصا، نصفهم من المدنيين، عندما أطلقت طائرة عمودية الرصاص باتجاه الضحايا.

وتؤكد الوثائق وقوع حوادث قتل لمدنيين عراقيين في نقاط تفتيش للجيش الأمريكي وخلال عمليات ميدانية.

وتظهر وثيقة أخرى إطلاق الرصاص من طائرة أباتشي أمريكية على رجلين كانا قد أطلقا قذائف مورتر على قاعدة عسكرية في بغداد، إلا أن الوثائق تظهر أن إطلاق الرصاص على الرجلين تم برغم محاولتهما الاستسلام.

وتظهر الوثيقة تسجيلا بين فريق الطائرة الأباتشي يسأل محاميا ما إذا كان من الواجب قبول استسلام الرجلين، وكان الرد هو عدم قبولها وأنه يمكن اطلاق النار باتجاههما.
تحذيرات

وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية الجمعة من ان نشر الوثائق هذه الوثائق قد تشكل تهديدا للقوات الامريكية والعراقيين المتعاونين معها.

كما ادانت وزير الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "أي تسريب قد يعرض حياة امريكيين للخطر."

كما حذر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الجمعة في برلين من تسريبات ويكيليكس.

وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل: "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الاشخاص المعنيين".

وطلب البنتاجون، الذي اعلن سابقا عن تكليف 120 شخصا لتقييم النتائج المحتملة لنشر المستندات، من وسائل الاعلام الاثنين "عدم تسهيل تسريب" هذه المستندات.

ولم يكشف ويكيليكس عن مصدر الوثائق التي نشرها حتى اليوم الا ان شكوكا حامت حول برادلي مانينغ المحلل في شؤون الاستخبارات العسكرية الامريكية الموضوع رهن الاعتقال العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى