سياسية

إجلاء مئات الآلاف بباكستان

تواصلت الأزمة الإنسانية في باكستان جراء كارثة الفيضانات حيث فر الآلاف من بلدة ثاتا، فيما تسعى السلطات لإجلاء سكان 391 قرية في مقاطعة دارو بإقليم السند، وسط أنباء عن ارتفاع عدد الضحايا ومعاناة الملايين بسبب نقص المساعدات وتهديد الأمراض.
ففي ثاتا جنوب البلاد نزح 175 ألف شخص أي 70% من سكانها بعد فيضان نهر السند إثر انهيار سد عليه، وشوهد طابور حافلات ومشاة يخرج إلى مناطق مرتفعة.

وفي مقاطعة دارو بإقليم السند، طلبت السلطات إخلاء 391 قرية مع توقع دخول مياه الفيضانات من بحيرة هامال.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو مليون شخص آخرين نزحوا من إقليم السند خلال اليومين المنصرمين، بعد أن أشارت في وقت سابق إلى نزوح نحو ستة ملايين خوفا من الفيضانات التي بدأت منذ نحو شهر.

ورغم انحسار الفيضانات في شمال البلاد ووسطها، حيث المناطق الأكثر تضررا منذ بدء الكارثة، فإن الأمطار الموسمية الغزيرة ما زالت تهطل جنوبا لترفع منسوب نهر السند إلى مستويات خطيرة عند مصبه، مما دفع بملايين الأشخاص للفرار تخوفا من فيضانات جديدة بإقليم السند الجنوبي.

وفي بعض المناطق ارتفع منسوب النهر الكبير الذي يبلغ عرضه في العادة مئات الأمتار ليبلغ عشرة كلم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وغمرت المياه 20% من الأراضي الباكستانية بينها مساحات واسعة للرعي يعتمد عليها الاقتصاد الباكستاني.

معاناة تتفاقم
وبحسب تقديرات حكومية، فقد أسفرت الفيضانات حتى الآن عن مقتل 1600 شخص وتشريد أربعة ملايين وألحقت الضرر بنحو 20 مليون شخص، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا بعد انحسار مستوى المياه.

ويعاني الناجون من أوضاع مأساوية جراء نقص المساعدات وصعوبة إيصالها وتلوث مياه الشرب وانتشار الأوبئة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 3.5 ملايين طفل معرضون بدرجة كبيرة لخطر الأمراض الفتاكة.

اتهام أميركي
ووسط الأوضاع الكارثية، اتهم مسؤول أميركي رفيع من وصفهم بمتشددين باكستانيين وجمعيات خيرية على صلة بهم باستغلال كارثة الفيضانات لكسب الدعم الشعبي، بينما تتواصل عمليات إجلاء وإغاثة المنكوبين.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريحات لرويترز أمس الخميس إن "هناك إشارات واضحة بالتأكيد على أن المتمردين ومجموعات موالية لهم يحاولون استغلال الفيضانات وعمليات الإغاثة لحشد الدعم لجهودهم الأوسع حتى يكونوا قادرين على التحكم في أجزاء كبيرة من باكستان".

وأشار إلى أنهم يقدمون المساعدات والطعام وحتى الأموال للمنكوبين، لكنه أقر بأن "حجم الكارثة يمثل تحديا لأي حكومة"، خاصة أن البلاد عادت للحكم المدني قبل عامين فقط.

وكانت باكستان أعلنت الأسبوع الماضي عزمها كبح جماح الجمعيات الخيرية التي تقول إنها على صلة بالجماعات الإسلامية المتهمة بأنها متشددة.

وتأتي التصريحات الأميركية عقب تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية من استهداف المسلحين لعمال إغاثة أجانب.

وألمحت حركة طالبان باكستان في وقت سابق الخميس إلى أنها قد تشن هجمات ضد العاملين الأجانب في مجال الإغاثة، معتبرة أن الولايات المتحدة والدول الأخرى لا تركز على تقديم المساعدة الفيضانات ولكن لها "نوايا" أخرى لم تحددها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى