علوم وتقنيات

علماء الفضاء يرصدون النجم الجبار

إنها وحوش فضائية حقيقية – نجوم جبارة تفوق أحجامها وبريقها حدود الممكن لدى العلماء. أحد هذه الأجرام السماوية، ويُعرف بكل بساطة برمز R136a1، يُعد الأضخم حتى الآن. النجم الذي أمكنت مشاهدته اليوم تناهز كتلته 265 شمسا، لكن الحسابات التي أجريت توحي بأنه قد يك
وقد تمكن فريق كراوذر من التعرف على مجموعة النجوم العملاقة هذه بفضل الجمع بين معلومات استقيت من تلسكوب Very Large Telescope بشيلي، وتلسكوب هابل الفضائي.

ودرس الفريق العلمي مجموعتي أجرام سماوية حيث تنتشر غيوم غازية كثيفة وغبار، وحيث تولد أنجم لتسطع بقوة مدةً وجيزة قبل أن تنفجر على شكل سوبرنوفات (انفجارات نجمية) لتنثر مادتها عبر الفضاء.

وتوجد المجموعتان وسط السحابة الماجلانية الشاسعة إحدى المجرات المجاورة لمجرتنا والتي تبعد عنا بحوالي 165 ألف سنة ضوئية.

وعثر الفريق على نجوم عدة تفوق درجة حرارة سطحها الـ40 ألف درجة، أي أكثر حرارة من سطح الشمس سبع مرات.

وعلى عكس نجمنا الذي يبدو في السماء قرصا واضح المعالم، يظهر أن النجوم الضخمة التي عثر عليها كراوذر وفريقه تفقد كثيرا من مادتها بسبب الرياح القوية الصادرة عن أجوائها المتورمة بحيث تبدو كما لو كان سطحها مجعدا.

وقد بات من المؤكد أن تكَوُّن كواكب في مدار هذه الشموس، أمر مستبعد الوقوع.

ويقول البروفسور كراوذر مازحا يستغرق تكون الكواكب وقتا أطول مما يستغرقه ميلاد هذه الأنجم وهلاكها. وحتى في حال وجود كواكب فلن يستطيع أي رائد فضاء أن يقيم بها لأن السماء في الليل ستكون مضيئة كما بالنهار.”

ويضيف عالم الفضاء قائلا: “وبسبب قرب هذه النجوم بعضها من بعض، فحتى في الليل فسيكون لك أكثر من نجم يسطع بأنواره فوق رأسك.”

وقبل اكتشاف فريق كراوذر، كان أضخم جرم سماوي معروف لا تتعدى كتلته 150 ضعف كتلة الشمس. ما يعني أن الاكتشاف الجديد يُثير التساؤل عن أقصى ما قد يكون عليه أكبر جرم سماوي.

لكن يُعتقد أن هناك سقفا فيزيائيا يحد من نمو النجوم.

كما يضيف البروفسور كراوذرز عاملا آخر هو انعدام موقع في الكون الآن قادر على توفير قدر كاف من الغاز والغبار، لتزويد نهم هذه النجوم الضخمة.

ويعطي الاكتشاف الحديث لمحة مثيرة لما كانت عليه بداية الكون بعد الانفجار العظيم. حينها كانت تشع تلك الأجرام السماوية بقوة ولمدة قصيرة قبل أن تلقى مصيرها. ولقد كانت النهاية من القوة والعنف بحيث لم تترك تلك الأجرام الضخمة نواة من المادة كما هو الحال عندما يتعلق الأمر بالسوبرنوفا، أو حتى ثقبا أسود وهو نتيجة محتملة كذلك لانفجار النجوم.

على العكس من كل هذا يبدو أن تلك الأجرام المنفجرة لم تفعل سوى أن أعادت إلى الكون ما أستعارته منه من مادة، ناثرة بذلك كميات ضخمة منها كالحديد مثلا بكتلة تعادل عشر مرات كتلة الشمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى