المنوعات

العلم يتمكن من «قراءة» أفكار الإنسان

هل سيتمكن علماء الأعصاب يوماً من معرفة ماذا يفكر به الإنسان أو يخفيه عن الآخرين؟ هذا ما يأمل هؤلاء بالوصول إليه عن طريق جهاز مسح يعمل بالرنين المغناطيسي
والذين يأملون من خلاله بالكشف عن أفكار البشر مثل الكذب والصدق أو سبر غور تلك الرغبات الدفينة في نفسه.

وذكر موقع "ساينس دايلي" أن التجارب التي أجراها علماء الأعصاب في كل من جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجليس وروتغرز في نيوجرسي تقدم دليلاً على أنه بالإمكان استخدام جهاز المسح في بعض الظروف المعينة من أجل معرفة ماذا يفكر به الإنسان مع إقرارهم بأن "قراءة الافكار" الدقيقة جداً عن طريق هذه التقنية لا يزال أمراً بعيد التحقق في الوقت الحاضر.

وخضع 130 شخصاً بالغاً من الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة للمسح بالرنين المغناطيسي في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلس خلال الطلب منهم القيام بواحدة من بين 8 مهمات ذهنية من ضمنها قراءة كلمات بصوت مرتفع ومعرفة ما إذا كان زوجين من الكلمات على القافية ذاتها، وكذلك عدّ النغمات التي سمعوها والضغط على زر عند معرفة جواب معين، واتخاذ قرار يتعلق بمواضيع مالية ثم قام العلماء بتحليل نتائج المسح من أجل معرفة المنطقة في الدماغ التي كانت تنشط في كل مرة أكثر من الأخرى ومدى اهتمام المرء بها.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور روسيل بولدراك وهو أستاذ في علم النفس من جامعة كاليفورنيا والذي قاد فريق البحث "تبين لنا أنه كان باستطاعتنا توقع تماماً طبيعة المهمة التي كان هؤلاء يقومون بها"، مضيفاً "إذ لجأنا للتخمين فإنه نحصل على الجواب الصحيح بنسبة 13% ولكن تمكنا من معرفة الاجابة الصحيحة بحوالي 80%"، مضيفاً " لم نصل إلى مرحلة الكمال بعد و لكن هذا أمراً جيداً.. ولكن ليس جيداً بما فيه الكفاية من أجل تقديمه إلى المحكمة مثلاً".

وأضاف "تشير دارستنا إلى أن أدمغة الناس المختلفة تعمل بشكل متشابه"، مضيفاً "نميل عادة إلى التركيز على الاختلاف في أدمغة البشر ولكن دراستنا تشير إلى أن معظم أدمغة الأصحاء تعمل بشكل متشابه".

يجتهد العلماء في الوصول إلى دماغ البشر وتحليله وقراءة أفكاره وتتوالى الاكتشافات للوصول إلى التنبؤ بالسلوك المستقبلي البشري، فقد تمكن باحثون أمريكيون من تطوير برنامج كمبيوتر قادر على معرفة أفكار محدودة من خلال تحليل نشاط الدماغ.

وأشار البروفيسور توم ميتشل في علم الكمبيوتر في جامعة -كارنيجي ميلون-، إلى أنه من خلال تحليل نشاط الدماغ، تمكن البرنامج من إعطاء تخمينات دقيقة لما يفكر.
وأكد الباحثون أن نسبة صحة التخمينات الصحيحة كانت 90%، مشيراً إلى أننا مختلفون عن بعضنا ولدينا تجارب مختلفة حتى أن كلمة معينة تعني للبعض شيئاً فيما تعني للبعض الآخر شيئاً مختلفاً إلاّ أن هذه البرنامج قادر على تحديد ما نفكر به.
ومن جهته، قال عالم النفس كارسيل جاست، الذي يعمل في هذا المشروع، أن البرنامج يستخدم التصوير عبر الرنين المغناطيسي ليطلق تخمينات قد تتحول إلى جهود إدراكية وتفكيرية في المستقبل.

من جهة أخرى، توصل باحثون من جامعة ثاراجوثا الإسبانية إلى اختراع روبوت مزود بتقنية خاصة تجعله يستقبل من ‏العقل إشارات تمكنه من تحريك الأشياء من مسافة بعيدة، وفي نفس الوقت.‏

وقدم العلماء هذا الاختراع الذي أطلقوا عليه "Teleoperation" أمام مجموعة من الصحفيين في جامعة ‏ثاراجوثا الإسبانية، وأجروا تجربة عملية أمام الصحفيين، حيث قام شخص يتواجد في مدينة أوساكا اليابانية ‏بتحريك الروبوت الذي يتواجد في مدريد.‏
وقد تعاون للتوصل لتلك التقنية الحديثة خبراء في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي.

وأوضح الخبراء أن ‏الروبوت يلتقط إشارة كهربائية من مخ الفرد عن طريق قبعة إلكترونية يرتديها فوق رأسه وترسل تلك القبعة ‏إشارات إلى جهاز الحاسب الآلي الموصل به وهو الذي يرسلها بدوره إلى الروبوت الذي يقوم بتنفيذ الإشارة على ‏الفور.
اظهر باحثون لأول مرة انه قد يمكن "قراءة" ما يدور في عقل انسان بالنظر في نشاط المخ وبالاستعانة بماسح ضوئي حديث لقياس تدفق الدم، فقد قال باحثون انهم تمكنوا من تحديد اماكن متطوعين من خلال بيئة واقع افتراضي أحدثها جهاز كمبيوتر.

وقالت اليانور ماجوير الباحثة بمركز ويلكم تراست سنتر لتصوير الاعصاب بجامعة لندن "الامر المدهش انه بمجرد النظر لبيانات المخ امكننا معرفة اين كانوا بالضبط."ومضت قائلة "تمكنا من "قراءة" ذاكرتهم المكانية."

ويتيح الاكتشاف امكانية تطوير ماكينات لقراءة نطاق من الذكريات رغم ان ماجوير قالت ان مخاطر القراءة "التطفلية" للعقل لا تزال بعيدة.واضافت انها تعتقد ان الكشف الجديد الذي نشر بدورية بيولوجيا الخلية "Cell Biology" سيساعد في الابحاث عن اختلالات الذاكرة مثل مرض الزهايمر عن طريق القاء الضوء على كيفية قيام منطقة قرين امون في المخ بتسجيل الذكريات.

واستعانت ماجوير وزملاؤها بتكنولوجيا معروفة باسم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي او "اف.ام.ار.اي" الذي يسلط الضوء على مناطق بعينها في المخ عندما تكون نشطة.
ومن خلال مسح أدمغة أناس يلعبون لعبة واقع افتراضي على الكمبيوتر تمكن الباحثون من قياس نشاط خلايا عصبية معينة في قرن امون وهي منطقة ذات اهمية حاسمة للذاكرة والتنقل بين الاماكن.

ويمهد البحث الطريق لتحليل كيفية تخزين الخلايا العصبية لافكار اخرى تشمل الذكريات الاكبر عن الماضي او تكوين صورة ذهنية عن المستقبل.

ونجح العلماء، من جهة أخرى، من تطوير ماسحات حساسة قادرة على قراءة الموجات العصبية الدماغية وتحويلها من أفكار إلى أوامر على شاشات الأجهزة باستخدام وسائط لا سلكية.

وقد بين تادايوشي كونو، خبير أمن المعلومات لدى جامعة واشنطن أن هناك تطوراً كبيراً في مجال التكنولوجيا يعتمد على التحكم بالكمبيوتر والأجهزة الأخرى عبر الأفكار مباشرة دون اللجوء إلى لوحة المفاتيح، وذلك عبر تلك الماسحات القادرة على قراءة موجات أعصاب الدماغ لتحرك الكمبيوتر أو الكراسي المتحركة مثلاً كما أشار تادايوشي أن هذه التكنولوجيا تتطور بشكل سريع وتحمل الكثير من الفرص الإيجابية للمستقبل.

ولكن هذا لايمنع من أن يكون لها مخاطر أمنية في المستقبل بصورة قد تتيح الفرصة للقراصنة "هاكرز" الوصول إلى المعلومات في الدماغ فحسب، بل تحفيز أو تعطيل مراكز فيه، كتلك المسؤولة عن حالات أمراض مثل الاكتئاب أو الزهايمر أو التي تتحكم بالحركة حيث قال "من الصعب تصميم نظام ليس فيه ثغرات، ومع تطور هذه الأجهزة قد يصبح التسلل إلى الأدمغة أمراً صعباً..

أعرف أن ما أقوله يبدو وكأنه من قصص الخيال العلمي، لكن الناس قبل نصف قرن مثلاً لم تكن لتصدق أن البشر سيصلون إلى القمر".

واستدل تادايوشي على صحة رأيه بالتذكير بتاريخ الإنترنت نفسه، حيث إن فكرته تطورت من مشروع دراسي لم يأخذ الأمن في الحسبان، ما جعل من المستحيل اليوم ضمان أمن الشبكة بسبب صعوبات تفرضها بنيتها التحتية. ومن ناحية أخرى بينت الباحثة تمارا دينينغ، أن عالم الإنترنت شهد خلال السنوات الماضية حالات تنذر بإمكانية السيطرة على العقول، أو على الأقل التأثير عليها، وذلك عندما عمد بعض القراصنة إلى مهاجمة مواقع مخصصة لمساعدة مرضى الصرع، وبثوا عبرها إعلانات وامضة، ما تسبب بآلام حادة لمن يعانون حساسية تجاه هذا النوع من الصور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى