اقتصاديات

سورية الرابعة عالميا بإنتاج الفستق الحلبي بكمية تقارب 60 ألف طن سنوياً وبمساحة تتجاوز 550 ألف دونم تضم نحو 10 ملايين شجرة

تعتبر سورية من أقدم البلدان في زراعة الفستق الحلبي حيث اشتهرت حلب بزراعته عبر قرون طويلة ومنها انتشر إلى كافة البلدان وعرف عالمياً بالفستق الحلبي أو الشجرة الذهبية ويسمى في إيران بـ البيستا وقد اشتهرت إلى جانب حلب وريفها حماة وإدلب بزراعته بشكل كبير.
ووصل مجموع مساحات الأراضي المزروعة بالفستق إلى 967ر556 دونماً تضم حوالي 10 ملايين شجرة منها 470ر6 ملايين شجرة مثمرة وتنتج سورية ما يقارب من 60 ألف طن سنوياً ما جعلها رابع دول في العالم من حيث الإنتاج بعد إيران والولايات المتحدة وتركيا.

وتعد حماة أولى المحافظات إنتاجاً للفستق كماً ونوعاً والثانية بعد حلب التي يبلغ عدد الأشجار فيها 4 ملايين شجرة مقابل 3 ملايين شجرة في حماة منها 8ر2 مليون شجرة مثمرة حيث انتشرت هذه الشجرة في معظم مناطق المحافظة اذ تتركز زراعتها في مورك التي تنتج وحدها حوالي 40 بالمئة من إجمالي إنتاج المحافظة بالإضافة إلى مناطق وقرى معردس ومعان وعطشان وصوران وطيبة الامام وقمحانة.

وقال مدير مكتب الفستق الحلبي المهندس حسن ابراهيم إن سورية تنتج أكثر من 20 صنفاً من أصناف الفستق منها العاشوري الذي يحتل المركز الأول بنسبة85 بالمئة من المساحة المزروعة يليه العليمي الأحمر بنسبة 5 بالمئة ثم الباتوري الأبيض بنسبة 5 بالمئة وباقي الأصناف 5 بالمئة وتشمل العجمي وناب الجمل والجلب الأحمر والبندقي والعليمي الأبيض وعين التينة والمراوحي واللاذوردي والبياض وأبو ريحه وغيرها.

وأوضح ابراهيم أن ازدهار وتفوق حماة بزراعة وإنتاج الفستق ناجم عن توافر الخبرات الجيدة من مهندسين وزراعيين وفنيين ومتخصصين والتطبيق الجيد للطرق الحديثة في التعامل مع الشجرة من خلال استخدام الطرق الملائمة في حراثة الأرض وري الأشجار مع التوسع في أسلوب الري الحديث بالتنقيط.

بالإضافة إلى عمليات التسميد المستندة إلى أسس علمية وعمليات التقليم وتنظيم البساتين بشكل جيد وترشيد استخدام المبيدات وإجراء عمليات المكافحة في مواعيدها المناسبة.

وبين ابراهيم أن إنتاج سورية من الفستق الحلبي للعام الماضي ازداد حوالي 19 ألف طن عن العام 2008 كما زاد إنتاج محافظة حماة نحو 8 آلاف طن وذلك لدخول مساحات جديدة في الإنتاج فضلاً عن الظروف الجوية المناسبة مشيراً إلى أن شجرة الفستق الحلبي هي الأقرب إلى قلوب مزارعي حماة حتى باتوا يصفونها بالشجرة الذهبية لكونها ذات قيمة اقتصادية ومردودية عالية حيث يقدر إنتاج الدونم الواحد منها سنوياً حوالي 400 كغ وبقيمة حوالي 50 ألف ليرة سورية.

لفت ابراهيم إلى أن أشجار الفستق الحلبي تمتاز بسهولة التعامل معها وتبدأ الشجرة بالإنتاج عن عمر 8 سنوات أما الإنتاج الفعلي لها فيبدأ من عمر 12 سنة ويستمر قرابة الخمسين عاماً حيث لاتحتاج إلى سقاية ورعاية كبيرة فضلاً عن كونها تزرع بعلاً ورياً وتقدر المساحة المزروعة بعلاً في حماة بحوالي14519هكتاراً في حين تبلغ المساحة المزروعة رياً 5044 هكتاراً حيث لا تحتاج إلى تربة خصبة فضلاً عن حاجتها المحدودة للمياه ويكفي هطول مطري بمعدل 300مم في العام لنمو وإثمار الشجرة وفي حال الرغبة في زيادة الإنتاج يمكن إرواؤها مرتين في نيسان قبل الازهار وفي حزيران في بدايات اللب الثمري.

وأشار الخبير في زراعة وإنتاج الفستق الحلبي فواز الدالي إلى أن شجيرة الفستق الحلبي هي من الأشجار المعروفة منذ القدم حيث تشير المراجع إلى أنه عرفت منذ حوالي 3500 سنة قبل الميلاد وتعد منطقة آسيا الصغرى وغرب آسيا وبالتحديد مدينة حلب الموطن الأصلي لها.

ونوه الدالي إلى أن الفستق الحلبي السوري يأتي في الدرجة الأولى من حيث النوعية والقيمة الغذائية وحتى التجارية والتسوقية على المستوى العالمي وتكمن الأهمية الاقتصادية لشجرة الفستق في سورية في عدة جوانب قلما تشمل عليها ثمرة أخرى من حيث ارتفاع مردودها في وحدة المساحة مقارنة مع العديد من الزراعات الأخرى وهي فاكهة ذات استهلاك واسع النطاق وهي طازجة وعلى موسم طويل نسبياً يمتد حتى أربعة أشهر علاوة على تعدد استخدامات ثمارها طازجة ومجففة وإمكانية تخزين الثمار المجففة جيداً لعدة أعوام في ظروف تخزينية سليمة ومناسبة دون أن تفقد شيئاً من مواصفاتها العالية حيث تتحمل ثمار الفستق الطازجة عمليات التعبئة والشحن لمسافات طويلة وتوجد أصناف ذات قابلية عالية للتصدير خارجاً لا سيما العاشوري منها.

واعتبر الدالي أنه رغم أهمية هذه الزراعة الاقتصادية والاستراتيجية والغذائية في سورية إلا انها ما زالت بعيدة عن طموحات وتطلعات مزارعيها وسائر القائمين عليها من حيث تحقيق معدلات الإنتاج المطلوبة ورغم التطور الكبير الذي بدأت تشهده في السنوات الخمس الأخيرة نتيجة ازدياد الوعي والخبرة لدى المزارعين والمهندسين والفنيين بضرورة رفع الإنتاج في وحدة المساحة وتحسين النوعية لكن هذا التطور يبقى بطيئاً نسبياً مقارنة مع اهمية هذه الثمرة اقتصادياً واستراتيجياً.

ورأى الدالي ..أن هذه الشجرة ما تزال حتى الآن بعيدة عن البحث العلمي لا سيما من جانب الجامعات وكليات الهندسة الزراعية ومراكز البحث حيث لم يتم حتى الآن تحديد احتياجات هذه الشجرة بشكل دقيق وكذلك توصيف وتشخيص للأمراض والآفات التي تصيبها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها حيث يعتمد حتى الآن في عملية تحديد احتياجات الشجرة الغذائية وعمليات المكافحة على مقارنتها بأقرب الأشجار لها او التجربة والممارسة الشخصية.

بدوره قال المزارع محمد مستت إن الخطر الذي يصيب هذه الشجرة من الدود الأبيض حيث تتم مكافحته بالمبيدات وان بعض أنواع الفستق الحلبي لا ينتج سنوياً.

وتشير الدراسات والإحصائيات الاقتصادية إلى تفوق الفستق الحلبي في جميع مناطق الاستقرار الزراعية البعلية على جميع المحاصيل الزراعية المماثلة من حيث الإنتاج الإجمالي والناتج الصافي وذلك لانخفاض تكاليف إنتاجه.

وأن القيمة الغذائية لثماره عالية جداً وله مذاق طيب عند الكثيرين بالإضافة إلى أنه يشكل العماد الأساسي في صناعة الحلويات والشوكولا والبوظة والعديد من المأكولات الشرقية إضافة إلى القيمة الطبية والغذائية لثمرة الفستق الحلبية حيث تدخل في صناعة العديد من الأدوية ومسكنات الآلام العصبية.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى