علوم وتقنيات

الموساد يستخدم موقع فيسبوك لتجنيد العملاء في غزة

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC على موقعها الإلكتروني باللغة العربية تقريراً من غزة لمراسلها جون دونيسون ويتحدث عن الأساليب التي تتبعها الاستخبارات الاسرائيلية لتجنيد العملاء وجمع المعلومات.
يقول مراسل بي بي سي أن الكثير من الشباب في مقاهي الانترنت المزدحمة في وسط مدينة غزة يقضي معظم يومه على موقع الفيسبوك الاجتماعي كما يقول محمد صاحب مقهى الانترنت "أنا أدخل على موقع فيسبوك عشر ساعات يوميا ولدي أكثر من 200 صديق على الموقع".

وعلى الرغم من فوائد تصفح الانترنت إلى أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لها رأي آخر فهي تقول إن عشق المواطنين واندماجهم مع مواقع الشبكات الاجتماعية يسهل من مهمة إسرائيل في تجنيد الجواسيس.

فقد حافظت اسرائيل منذ فترة طويلة على شبكات من العملاء في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار جهودها لعرقلة أنشطة الجماعات المتشددة بحسب ماذكر جون دونيسون في تقريره.

ونقل المراسل عن إيهاب الحسين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس قوله إن "فيسبوك هو شيء خطير جدا يقوم الاسرائيليون باستخدامه لصالحهم "

وأَضاف الحسين "كثير من الناس ليس لديهم الحس الأمني ،يذهبون إلى مقاهي الانترنت ويتحدثون عبر المواقع عن كل مشاكلهم الشخصية حتى مايحدث مع زوجاتهم أو صديقاتهم ".

وأوضح الحسن إن أجهزة المخابرات الاسرائيلية من ثم تقوم بالاتصال بالشخص عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عن طريق عميل من عملائها في غزة وتستخدم المعلومات التي حصلت عليها للضغط على الأشخاص لتجنيدهم ويصبحون جواسيس.

وقال أيضا " إن الانترنت يتيح لإسرائيل أن توهم الأشخاص بأنها تعرف عنهم كل شيء".

أما رونين برجمان خبير الاستخبارات الاسرائيلي ومؤلف كتاب الحرب السرية بين اسرائيل وايران قال إن رصد مواقع الشبكات الاجتماعية على الانترنت هو أقل مايمكن أن تتوقعه من أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.

وأوضح برجمان قائلا "إن إسرائيل تستخدم المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الانترنت للتعرف على من يمكن أن يساعد اسرائيل".

وأضاف "اذا قاموا بعد 50 عاما بفتح الملفات السرية لجهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد والشين بيت وجهاز المخابرات العسكرية فستجد أن الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي تستخدمها إسرائيل الآن في قطاع غزة ستضع أفلام العميل السري جيمس بوند الأسطورية في وضح محرج".

لكن برجمان قال إن الطريقة التي تفكر في استغلالها أجهزة المخابرات في الوقت الحالي باستخدام المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الانترنت للضغط أو ابتزاز عملاء غير فعالة في تجنيد عملاء على المدى الطويل.

كما أن بعض هذه التهديدات التي ترسلها إسرائيل ليست كافية في كثير من الأحيان لحمل الأشخاص على ارتكاب مثل هذا الجرم الخطير بالتعاون معها ولكن يمكن استخدام التفاصيل الشخصية لمساعدة أجهزة الاستخبارات في تحديد الأشخاص الذي يمكن الاستفادة منهم وخصوصا هؤلاء الذين لديهم علاقات جيدة مع حماس أو التنظيمات المسلحة في غزة.

ويضيف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية قالت عندما طلب منها التعليق حول هذا الأمر إنه أمر غير عملي أن تتحدث الحكومة عن أوضاع أجهزتها الأمنية والطرق التي تستخدمها.

كما أن إيهاب الحسين نفسه اعترف بأن لديه صفحة خاصة على موقع فيسبوك ولكنه "حريص على المعلومات التي أضعها وأقول فقط أنني متحدث باسم حماس".

برجمان كان له رأي في هذا الموضوع حيث يقول إن السيد الحسين ربما لايكون هو فقط العضو الوحيد بحركة حماس الذي يتواصل عبر الانترنت وموقع فيسبوك ويرجع هذا إلى أن طرق الاتصالات الأخرى ولا سيما الهواتف المحمولة يمكن التنصت عليها بسهولة ويمكن استخدامها لرصد التحركات لذلك فإن الإنترنت أصبح الخيار الأفضل لديهم.

برجمان يرى أن هناك سببا واحدا للجوء المخابرات الاسرائيلية لمراقبة مواقع الشبكات الاجتماعية لمحاولة تجنيد أشخاص لصالحها وهو أن "المصدر التاريخي" للعملاء انتهي ولم يعد موجودا الآن.

فحتى قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 ، كان الآلاف من سكان قطاع غزة لديهم تصاريح لدخول اسرائيل كل يوم للعمل وهؤلاء الناس كانوا على اتصال مباشر مع الإسرائيليين وكان ضباط المخابرات الاسرائيلية يقتربون منهم ويطلبون تعاونهم لكن في هذه الايام تكاد تكون الحدود مغلقة.

فالآن يكاد يسمح بالكاد للفلسطينيين من المرضي الذين يجلسون على الكراسي المتحركة الدخول إلى إسرائيل طلبا للعلاج.

خالد من سكان مدينة غزة رفض الادلاء باسمه بالكامل وقال إنه كان أحد الذين طلبت إسرائيل منهم معلومات عن حركة حماس والجهاد الاسلامي " سألوني عما إذا كنت أعرف أي شخص في الحي الذي أسكنه من أعضاء الحركة".

ويتابع مراسل هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً أن خالد الذي ذهب إلى اسرائيل لتلقي العلاج الطبي بعد تعرضه لإصابة في العام الماضي في الصراع مع اسرائيل أوضح أنه لم يمرر معلومات للاسرائيليين لم يكونوا على علم بها فعليا لكنه أعطي فكرة عن كيفية تعامل ضباط المخابرات لتجنيد العملاء وقال "انهم يقولون انهم يعرفون كل شيء عنك ، ولكن في الواقع ليس لديهم سوى المعلومات التي سبق وتم نشرها على الانترنت".

وأضاف خالد "ان موقع فيسبوك غير آمن لنشر مثل هذه المعلومات وأعتقد أنها تسمح لإسرائيل لمتابعة تحركاتنا."

بواسطة
كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى