سياسية

إسرائيل تطوِّر نظاما جديدا لاعتراض الصواريخ المضادة للدبابات

كشفت شركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية، رافائيل، أنها قد اقتربت من إتمام إنجاز نظام دفاعي جديد لدبابات الميركافا، وقالت إنه قادر على إسقاط الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها إلى هدفها.
وقالت الشركة
إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بحلول نهاية العام الحالي بتجهيز دباباته بالنظام الجديد المضاد للصواريخ، والذي أطلقت عليه اسم "الكأس".
وذكرت الشركة أن نظام "الكأس" (تروفي) موضوع في الخدمة منذ سنوات عدة، "لكن التجربة المرَّة التي تجرَّعتها إسرائيل خلال حربها ضد حزب الله اللبناني في صيف عام 2006 قد أعطى المشروع دفعا إضافيا."
وقال مطورو النظام الصاروخي إنه سوف يكون بمقدوره اعتراض أي صاروخ مضاد للدبابات من الترسانة الصاروخية الهائلة التي يمتلكها حزب الله الذي دمَّر عشرات الدبابات الإسرائيلية وقتلت على الأقل 19 من طواقمها خلال حرب شهر يوليو/تموز من عام 2006، والتي استمرت 33 يوما.
وقال مدير برنامج نظام "الكأس" في شركة رافائيل الإسرائيلية، واسمه الأول جيل: "نستطيع الآن أن نتعامل مع أي خطر أو تهديد في جوارنا، أو أبعد منه."
وقالت إسرائيل إن النظام الدفاعي الجديد سيكون عاملا رئيسيا في تغيير قواعد لعبة الدفاع الجوي في المنطقة، إذ أنه يستطيع كشف القذائف والصواريخ التي تنطلق باتجاهها وإسقاطها قبل وصولها إلى المدرعات المستهدفة.
ورأى خبراء إسرائيليون أيضا أنه في حال نجاح النظام الجديد، فقد يغيِّر بشكل جذري توازن القوة في حال دخلت بلادهم في مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله اللبناني، أو ضد حركة حماس في قطاع غزة.
كما رأى الخبراء الإسرائيليون أن أداء النظام الجديد قد يكون له انعكاسات كبيرة على مناطق أخرى، إذ قد تستفيد منه أيضا القوات الأمريكية وحلفاؤها الغربيون الآخرون في حربهم المريرة ضد المسلحين في كل من العراق وأفغانستان.
وتعليقا على النظام الجديد، قال جون بايك، مدير موقع "جلوبال سيكيوريتي دوت أورج" على الإنترنت، والمختص بالمعلومات العسكرية ومقره الرئيسي في أليكزاندريا بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة: "أعتقد أن الناس سيراقبون إسرائيل أثناء طرحها لهذا النظام، ومن ثم سيرون إن كان بإمكانهم الاستفادة منه أم لا."
وأضاف بايك قائلا: "إن مستقبل الجيش الأمريكي يتوقف على اقتراح أن شيئا من هذا القبيل يمكن أن ينجح."
هذا ويُعتقد أن نظام "الكأس" هو الأول في سلسلة تُدعى "أنظمة الدفاع الفعَّال" التي تخطط إسرائيل لوضعها قيد التشغيل في المستقبل، وتقول إنها تهدف إلى تحييد الأخطار (أي الصواريخ) وشل قدرتها قبل قيامها بقصف الدبابات.
وقد اعتمدت الدبابات والمدرعات خلال الفترة الماضية بشكل متزايد على الطبقات السميكة للعربة المدرعة، أو على "التكنولوجيا الارتكاسية" التي تعمل على مبدأ إضعاف قدرة الصاروخ القادم من خلال إحداث تفجير صغير لحظة ارتطامه بالهدف.
من جانبه، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، يفتاح شابير، إنه من السابق لأوانه ما إذا كان بإمكان نظام "الكأس" إحداث أي فرق جوهري على الأرض أم لا.
وأضاف شابير قائلا إنه يتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهة الكلفة العالية للنظام الدفاعي الجديد، وأن يقرر بالضبط كيف سيستخدمه.
وقال: "عندما يعلم كل شخص أن النظام الجديد يعمل بشكل مناسب، فعندئذ سيغير الوضع في ميدان المعركة."
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أن تشغيل النظام الجديد سوف يكلِّف حوالي 200 ألف دولار أمريكي لكل دبابة.
لكن شركة رفائيل رفضت الكشف عن كلفة النظام، قائلة "إنه يشكل مجرِّد جزء يسير فقط من كلفة الدبابة."
وكان جيل وفريقه من العلماء والخبراء قد أجروا تجارب على نظام الدفاع الصاروخي الجديد في موقع قريب من المقر المترامي الأطراف لشركة رافائيل الواقع شمالي إسرائيل.
فقد أطلقوا قنابل بوساطة قاذفات، وصواريخ من نوع "صقر" وتاو" و"كورنيت" على دبابة كانت رابضة أمام جدار عملاق محصَّن، ومن ثم قاموا بتحليل النتائج باستخدام أنظمة كمبيوتر متطورة.
وكشف جيل أن النظام الصغير هو عبارة عن جهاز يتم تثبيته خلف لويحات مستطيلة الشكل تكون موجودة على جانبي الدبابة.
كما يتم أيضا استخدام نظام رادار لرصد وكشف الصواريخ والمقذوفات القادمة، ليتم على الفور إطلاق شحنة صغيرة تقوم باعتراضها وإسقاطها.
من جهة أخرى، كشفت رافائيل أيضا أنها تقوم بتطوير نظام آخر أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية"، ويستطيع إسقاط صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلق حزب الله العديد منها على إسرائيل خلال حرب عام 2006.
ويُتوقع أن يتم نشر نظام "القبة الحديدية" خلال الصيف المقبل بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد أماطت اللثام مؤخرا عن سرب من الطائرات الجديدة بدون طيار، وقالت إنها قادرة على التحليق لساعت طويلة تمكِّنها من الوصول إلى إيران التي تُعتبر الداعم الأساسي لكل من حزب الله وحماس.
كما قامت رافائيل أيضا بتطوير زورق لا يحتاج إلى التزود بملاحين، وهو موجود الآن في البحر قبالة سواحل قطاع غزة.
وقد أكدت إسرائيل أنها قامت بالفعل بتجريب الزورق الحربي الجديد الذي أطلقت عليه اسم "الحامي"، لكنها لم تعطِ المزيد من التفاصيل عنه.
تأتي هذه التطورات في أنظمة الدفاع لدى إسرائيل في أعقاب إعلان رئيس أركان جيشها، جابي أشكينازي، مؤخرا أن حزب الله اللبناني يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، بما فيها تل ابيب، أكبر مدن الدولة العبرية، وحتى مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب.
وقال أشكينازي أمام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائيلي إن ترسانة حزب الله تضم حاليا عشرات الآلاف من الصواريخ، والبعض منها مداه يتجاوز 300 كم.
ورغم ان قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي أنهى عمليا الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ينص على منع دخول الأسلحة إلى لبنان غير تلك المخصصة للجيش اللبناني، إلا التقديرات تشير إلى أن حزب الله يعيد بناء ترسانته الصاروخية في جنوب لبنان.
وتشير التقديرات إلى أن حزب الله كان قد أطلق حوالي أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان خلال حرب عام 2006، ونجم عنها تدمير الكثير من الأهداف في مناطق مختلفة من الدولة العبرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى