سياسية

نتانياهو يسعى في واشنطن لاصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل

لا ينوي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على ما يبدو تليين موقفه في مسألة الاستيطان بينما يتوجه الاثنين الى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس باراك اوباما
في محاولة لتصحيح العلاقات التي تدهورت مع الحليف الاميركي.
ويأتي اللقاء بين نتانياهو واوباما — الثالث منذ وصول كل منهما الى السلطة في 2009 — بعدما وافق رئيس الحكومة الاسرائيلي على القيام "بمبادرات حسن نية" من اجل تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين.
كما يأتي بعد انعقاد المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) الاحد وقد اعرب المشاركون في اجتماعات اكبر مجموعة ضغط مؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة عن قلقهم من التوتر القائم حاليا بين الولايات المتحدة واسرائيل، كما عبروا عن مخاوفهم من تداعيات اي ضربة اسرائيلية على ايران.
وفي خطاب ستلقيه امام ايباك، ستدعو وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين مجددا اسرائيل الى القيام بخيارات "صعبة ولكن ضرورية" من اجل السلام، مكررة دعم واشنطن "القوي" لامن الدولة العبرية.
الا ان رئيس الوزراء اليميني لم يتخل عن نقطة اساسية هي تجميد الاستيطان في القدس الشرقية التي لا تعترف الاسرة الدولية بضمها في 1967. وقد اندلعت الازمة الدبلوماسية الخطيرة مع واشنطن بعد اعلان بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في الحي اليهودي في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل في منتصف آذار/مارس.
وسيشارك نتانياهو الاثنين في واشنطن في المؤتمر السنوي لايباك حيث سيلقي كلمة في المساء قبل زيارة البيت الابيض الثلاثاء.
الا ان مسؤولين اسرائيليين يقولون انه سيلتقي رئيسا اميركيا تعزز موقفه بانتصاره التشريعي في مجلس النواب الذي اقر خطته لاصلاح نظام التأمين الصحي. وقال وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحق هرتزوغ ان "نجاح اوباما الاستثنائي على الصعيد الداخلي سيعطيه دفعا اكبر لتحريك المفاوضات".
واضاف هذا الوزير العمالي في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي "حان الوقت لانهاء الخلاف مع واشنطن". واكد الاهمية الحاسمة للعلاقات مع الولايات المتحدة "نظرا للاولوية التي يشكلها التهديد النووي الايراني".
وستؤكد كلينتون في خطابها امام ايباك ان الولايات المتحدة "لن تتراجع عن التزامها" منع ايران من امتلاك قنبلة ذرية، لكنها اوضحت ان العقوبات ستتطلب وقتا.
وقال روبرت ستاتلوف المدير التنفيذي لمؤسسة واشنطن حول السياسة في الشرق الاوسط الاحد امام مؤتمر ايباك، ان الازمة بين الولايات المتحدة واسرائيل "خطيرة وحقيقية" رغم محاولات التهدئة من قبل الطرفين. واضاف "عندما تجد هذه الازمة حلا لها — واعتقد انه يجري تسويتها حاليا — فانها ستترك آثارا على العلاقة بين البلدين وعلى اعلى المستويات".
وحذر محللون من بينهم ستاتلوف من ان الخلاف حول مسألة الاستيطان يمكن ان يعطل الجهود التي تبذلها واشنطن لحشد التأييد لفرض عقوبات جديدة على ايران المتهمة بالسعي لحيازة قنبلة ذرية. وكانت اسرائيل هددت بتوجيه ضربات عسكرية وقائية الى ايران.
وقال ستاتلوف ان "نتيجة الازمة الحالية ستكون تسريع الجهود الايرانية لامتلاك اسلحة نووية". واضاف "وفي نهاية المطاف وبسبب اهتزاز العلاقة الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية الآن"، قد يكون من نتائج الازمة تسريع قيام اسرائيل بضربة وقائية ضد الطاقات النووية الايرانية المحتملة".
ومن جهته، حذر السناتور الديموقراطي ايفان باي طهران من انها "تخطىء في حساباتها" اذا رأت "في المشاحنات الكلامية (…) نقصا في تصميم واشنطن" على وقف سعيها لامتلاك سلاح ذري. وقال ان الامر يحتاج الى "عقوبات جريئة" تظهر لحلفاء الولايات المتحدة ان كل الخيارات السلمية لتغيير موقف ايران استنفدت. وتابع في موقف يغلب عليه التشاؤم "بات علينا من الان فصاعدا ان نبدأ بالتفكير جديا بالخيار النهائي اي استخدام القوة لمنعهم من الحصول على السلاح النووي". واثار تصريحه هذا تصفيق آلاف الحاضرين.
وفي اسرائيل، عبر نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم القريب من نتانياهو عن اسفه لكون اسرائيل "لينت موقفها من اجل لقاء مع اوباما فقط وبدء مفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين" وتوقع آسفا تمديد وقف البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عشرة اشهر، حتى اواخر ايلول/سبتمبر بسبب الضغوط الاميركية.
وقال "يجب الا يكون لدينا اوهام. لن نبدأ ببناء آلاف المساكن قبل 26 ايلول/سبتمبر" تاريخ انتهاء المهلة التي حددتها اسرائيل.
واستبعد نتانياهو الاحد اي تنازل حول الاستيطان في القدس الشرقية، وقال "بالنسبة الينا البناء في القدس هو تماما كالبناء في تل ابيب وقد اوضحنا ذلك للادارة الاميركية". الا انه وافق على تجنب ارباك الولايات المتحدة في المستقبل باعلانات متسرعة عن خطط استيطانية، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام.
وفي هذا الاطار، تنازل وزير الاسكان ارييل اتياس الاثنين عن المشاركة في اطلاق ورشة لبناء 600 وحدة سكنية في مستوطنة شمال القدس في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت الاذاعة العسكرية.
من جهة اخرى، ارجأت لجنة التخطيط العمراني التابعة لبلدية القدس اجتماعا مقررا الاثنين كان يفترض ان تعطي خلاله الضوء الاخضر لبناء 12 وحدة سكنية ومركز تجاري في حي هار حوما الاستيطاني قرب بيت لحم.
وقال دوف ويسغلاس المستشار الدبلوماسي السابق لارييل شارون الاحد "حتى اذا تمت تسوية الازمة الحالية مع واشنطن، فستعود للظهور عندما يتطرق الاسرائيليون والفلسطينيون الى المسائل الاساسية في المفاوضات، اذ ان واشنطن يمكن ان تتبنى موقفا اقرب الى الفلسطينيين".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى