الرئيس السوري

رســالة السيد الرئيس إلى المهرجان العالمي للشبيبة والطلبة في الجزائر

أيها الشباب والطلبة في المهرجان العالمي الخامس عشر ..

الجزائر فـي مهرجانكم تتمثل حيوية الشباب وعلو الهمة التي يتحلى بها جيلكم ، ويتجلى فيه الأمل الواعد والطموح إلى كل ما هو أسمى وأرقى في مجالات الحياة كافة ، وعلى عاتقكم تقع مسؤولية صنع المستقبل الذي نريده مشرقاً زاهراً لشعوب العالم في جميع القارات .

ويسعدنا أن تكون الجزائر ، البلد الشقيق ، بلد الشهادة والشهداء ، ساحة هذا اللقاء الشبابي الطلابي ، ومضيفة هذا المهرجان الذي ينعقد لأول مرة على أرض عربية وفي أفريقيا

ويطيب لي أن أوجه إليكم رسالة محبة وتشجيع ، يحملها إليكم وفد شبيبة وطلبة سـورية لأؤكد لكم من خلالها أن سورية ، مهد الحضارات العريقة وبلد الصمود ، المناضلة من أجل أن يعم العالم العدل والسلام والازدهار ، تدعم أنشطتكم في هذا المهرجان العالمي ، ويتمنى شعبها لكم كل التوفيق في أعمالكم

ولا شك في أن مهرجانكم فرصة لتعارف الشباب والطلبة عن كثب ، وتبادل تجاربهم وخبراتهم وتفاعل الأفكار فيما بينهم .

وستجدون في شباب سورية وطلبتها خير الرفاق ، باستعدادهم للإسهام في العمل الجاد لتحقيق الغايات المرجوة من هذا اللقاء العالمي ، وبما يحملونه إلى المهرجان من أفكار إيجابية ، ولا أخالكم إلا مدركين أن للأفكار مفعولها من حيث أنها محركة الأفعال والمحرضة على الأعمال الإيجابية أو السلبية وعلينا أن نكافح الأفكار الداعية إلى الشر وأن نناصر الأفكار الداعية إلى الخير والعدل والسلام .

ويؤدي شباب سورية دورهم في العمل الوطني من خلال انتظامهم في منظمة شبيبة الثورة ، ويؤدي طلبة سورية أيضاً دورهم الوطني من خلال انتظامهم في الاتحاد الوطني لطلبة سورية ، وهاتان المنظمتان تمارسان أنشطتهما جنباً إلى جنب مع المنظمات الشعبية الأخرى ، منظمات العمال والفلاحين والنساء والحرفيين والنقابات المهنية ، وجميعها همها الأول هو الإسهام في بناء الوطن والارتقاء بمكانته إقليمياً وعالمياً والعمل لما فيه خير البشرية .

ويسرني أن أذكر لكم أن لدينا في سورية برنامجاً للتحديث والتطوير بهدف رفع سوية الحياة للمواطنين وتحسين الأداء الإداري ، ويسهم فيه الشباب والطلبة بدور هام ، بإقبالهم على المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز المعلوماتية المنتشرة في سائر أرجاء بلدنا .

أيها الشباب والطلبة ..

تعلمون أن في منطقتنا صراعاً ولده عدوان غاشم على الأرض العربية ، بدأته الصهيونية منذ بداية القرن الماضي بدعم من القوى الإمبريالية ، وتواصله إسرائيل بنظامها العنصري الذي يزداد مع مرور الزمن تمادياً في الغي والغطرسة والإجرام .

وتقود أعمال العدوان الإسرائيلية حكومة على رأسها رجل ارتكب وما زال المجازر بحق العرب ، وهو يفاخر بما يقوم به ويجمع من حوله كل عناصر التطرف الصهيونية التي وصل بها هذا التطرف إلى حد إباحة اغتيال الأبرياء ، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال ، بفتاوى من كبار رجال الدين في إسرائيل ، الذين يصفون العرب بالعقارب والأفاعي وأنه يجب قتلهم ، وهذه الفتاوى تتعارض مع كل الأديان السماوية إن أعمال القتل والاغتيال تقترن بتدمير المساكن على رؤوس أصحابها وتخريب المزارع العربية باقتلاع الأشجار وتجريف الأرض كما تقترن بحرمان شعب فلسطين العربي من مياه الشرب والري وبسرقة المياه من لبنان ، إضافة إلى استمرار احتجاز المعتقلين العرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية

نحن في سورية والوطن العربي عامة نريد السلام ، ندعو إليه ونناضل من أجل تحقيقه ، ونريده سلاماً عادلاً وشاملاً ، سلاماً ينهي العدوان والاحتلال ، يحرر الأرض العربية المحتلة ويعيد الحقوق إلى أصحابها

لقد كانت الأمم المتحدة أملاً مرتجى في الوصول إلى هذه الأهداف باعتبارها مسؤولة عن الأمن والسلم الدوليين ، والفيصل في النزاعات الإقليمية والدولية ، لكن الضغوط التي مورست عليها أفقدتها الكثير من قدرتها على حماية السلام وكبح العدوان والدفاع عن الحق ، ولابد من تضافر الجهود لدعم هذه المنظمة العالمية ومبادئ ميثاقها لكي يتعزز دورها في نشر السلام وحل الصراعات القائمة في أنحاء العالم .

لقد اغتنمت إسرائيل أضعاف دور الأمم المتحدة فتحدت قراراتها وتمردت عليها واستهانت بالرأي العام العالمي ، واستمرأت أسلوب الغطرسة ، فواصلت عدوانها علـى الأرض العربية وأهلها وثرواتها وواصلت التوسع في إقامة مستعمراتها ، والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية .

وإسرائيل التي امتنعت وما زالت تمتنع عن التوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ، تهدد دوماً باستخدام ما تجود به عليها الولايات المتحدة وما تنتجه هي أيضاً من أسلحة الدمار الشامل .

إننا مع تمسكنا بالسلام العادل والشامل ، نتمسك أيضاً بثوابتنا الوطنية والقومية ، ولن نتنازل عن أي جزء من الأرض العربية المحتلة أو حق من الحقوق العربية المغتصبة

أيها الشباب والطلبة ..

لقد وفقتم في اختيار شعار المهرجان الخامس عشر القائل : " بعولمة النضال من أجل السلام والتنمية والتضامن ضد الإمبريالية " .

وأثق أنكم ستسعون لتحويل هذا الشعار إلى عمل وواقع وستبذلون الجهد اللازم خلال مداولاتكم في جدول أعمال المهرجان لتصلوا إلى القرارات الصائبة

أكرر تحيتي لكم ، وأتمنى لكم مرة أخرى التوفيق في أعمالكم

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى