المنوعات

أنفلونزا الخنازير يثير خوف الجزائريين .. والشافي هو الله !!

كان وباء أنفلونزا الخنازير خارج اهتمامات الجزائريين خلال ظهوره في المكسيك وانتشاره في عدة دول وحتى عند ظهور أول حالة اشتباه في الجزائر شهر جوان الماضي و بقيت الأمور على حالها وحافظ الجزائريون على نمط حياتهم ..

خاصة أنهم كانوا منشغلين بتتبع مشوار المنتخب الجزائري في تصفيات المونديال .إلى أن تم الإعلان عن أول حالة وفاة أواخر شهر نوفمبر الماضي فتغيرت الأمور رأسا على عقب وصار الذعر والخوف من حمل الفيروس القاتل من همومهم اليومية مما جعلهم يعيشون على الأعصاب بعدما تأكدوا أن العدوى انتشرت في المدارس و حتى المستشفيات التي كان يفترض أنها المكان الآمن لهؤلاء.. وأصبح مستشفى القطّار بأعالي الجزائر العاصمة يستقبل يوميا العشرات منذ الساعات الأول من كل يوم خاصة انه أول مؤسسة صحية شرعت في استقبال الحالات المشتبه بها ..و يأتون من كل أنحاء العاصمة البعض منهم محمل بأمل الرجوع إلى عائلاتهم بخبر عدم الإصابة وآخرين فضلوا الاستسلام والقبول بقضاء الله وقدره ..

الجزائريون ما بين متخوف ومقاطع للقاح ..

و انقسم الشارع الجزائري ما بين متخوف ومقاطع للقاح أنفلونزا الخنازير الذي كثر بشأنه الجدل في العديد من الدول ، ويأتي هذا الترقب بسبب تخوفهم من مضاعفات اللقاح الذي يبقى مجهول العواقب ، مما زرع نوعا من الحيرة والتردد عند الجزائريين الذين اعتبر الكثير منهم اللقاح "شر لا بد منه". وكان وزير الصحة الجزائري سعيد بركات قد هوّن خلال إحدى تصريحاته الصحفية من التهويل الإعلامي الحاصل بشأن مضاعفات محتملة للقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير الذي شرعت مصالحه في استيراده في إطار الخطة المسطرة لمحاصرة الوباء والقضاء عليه…وقال أن اللقاح قد حصل على تأشيرة وموافقة المنظمة العالمية للصحة وأكد أن مصالحه قامت بتكليف 3 مخابر وطنية مستقلة بإجراء التحاليل اللازمة على عينات من اللقاح المستورد ، مؤكدا حرص وزارته على إعطاء الوقت الكافي لخبراء هذه المخابر حتى يتأكدوا من مطابقة وسلامة اللقاح في خطوة وصفها بالتأكيدية والاحترازية قبل الشروع في عملية التلقيح الواسعة التي ذكر بأنها ستمس أكثر من 20 مليون جزائري.و كتأكيد منه على سلامة اللقاح وخلوّه من الأعراض الجانبية قال الوزير بأنه سيكون أول جزائري يلقح باللقاح المضاد لفيروس "اش1 ان 1 " ووعد بأن ذلك سيكون أمام عدسات الكاميرات ..

. و رغم هذا أبدى عدد كبير من المواطنين تخوفهم من المضاعفات المجهولة لهذا اللقاح، معتمدين في آرائهم على تصريحات عدد كبير من المختصين عبر القنوات الفضائية الذين أكدوا أن هذا اللقاح مستوحى من سلطنات حيوانية بالإضافة إلى تضمنه على مادتي الزئبق والسكوالين ..

وفي المقابل أبدى عدد من المواطنين ارتياحهم لهذا اللقاح، خاصة وأنه معتمد في العديد من الدول المتقدمة على غرار أمريكا وفرنسا التي لا يمكنها المخاطرة بمواطنيها وفي هذا الشأن يقول محمد وهو ، موظف إن اللقاح يبقى الوسيلة الوحيدة لتجنب الفيروس في ظل الضعف الكبير لوسائل الوقاية في جميع المرافق العمومية والخاصة، وبالنسبة لتأثيراته فإن الكثير من المختصين والأطباء الجزائريين أبدوا ارتياحا كبيرا له.

وزارة الصحة تنفي..

وحول اللقاح أكد مدير الاتصال بوزارة الصحة سليم بلقاسم أمس الأربعاء في ندوة صحفية ، أن العملية ستستغرق الوقت اللازم لإعطاء أكبر قدر ممكن من الطمأنينة، منتقدا ما أثير من ضجة إعلامية حول الموضوع وأكد مرة أخرى أن اللقاح الذي استوردته الجزائر يتلاءم مع الفيروس الحالي، لكن إذا تطور هذا الأخير، فإنه من الطبيعي أن ينتج لقاح آخر مناسب له.وحول مضاعفات اللقاح ، أكد البروفيسور إسماعيل مصباحي، رئيس مصلحة على مستوى مستشفى القطّار أنه على مستوى التقييم العالمي الذي صدر في 27 نوفمبر الماضي لم يتم تسجيل آثار خطيرة على العموم، وتبقى نسبة المضاعفات السلبية مقبولة نسبيا، بينما أجريت مقارنة بين الحالات المؤكدة وعدد الوفيات المسجلة، فإن المعدل المتحصل عليه يتراوح ما بين 15٪ و 25٪، وهي نسبة مقبولة عالميا. و صرّح مدير الإعلام في وزارة الصحة أن ترتيب الشرائح المستهدفة والمعنية بالتلقيح لم يتغير، أي عمال الصحة، ثم الحوامل وكل القطاعات الحساسة وقد أدرج فيها عمال قطاع الإعلام وأكد في نفس الإطار على أن وزير الصحة سيكون أول من يتلقى التلقيح لتبديد المخاوف من الآثار الجانبية لهذا اللقاح.

ارتفاع عدد الوفيات إلى 38 وتسجيل 607 حالة مؤكدة ..

وأعلنت وزارة الصحة أمس الأربعاء عن ارتفاع عدد حالات الوفيات بفيروس أنفلونزا الخنازير إلى 38 حالة وتسجيل إصابة 607شخص يعالج حاليا على مستوى المستشفيات وآلاف أخرى من الحالات لم يتم إحصاؤها، تعالج خارج المستشفيات، مثلما صرّح سليم بلقاسم، مدير الاتصال على مستوى الوزارة من خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر الوزارة. أما عن الحالتين الجديدتين من الوفيات، فيتعلق الأمر بامرأة تبلغ من العمر 34 سنة، كانت تعاني من مرض على مستوى القلب، ورجل آخر في الستينيات من العمر عانى من مضاعفات صحية تنفسية.ومن حيث ارتفاع عدد الحالات، حسب الولايات، تبقى العاصمة في مقدمة الترتيب، وهذا أمر طبيعي -حسب مدير الاتصال بالوزارة- نظرا لكثافة الاحتكاك وارتفاع السكان بها، إلى جانب التحركات الواسعة للمواطنين، وكثرة التجمعات السكانية، ثم تأتي كل من قسنطينة ووهران في المراتب الموالية، تليها ولاية عين تيموشنت التي تعد أول بؤرة وبائية في الجزائر.ومن بين الـ 38 حالة وفاة المسجلة إلى غاية الثامنة صباحا من يوم أمس، ثمانية نساء حوامل كن من بين الضحايا، وهو ما يؤكد أن هذه الشريحة تعد من بين الشرائح الأكثر عرضة، إن لم تكن الأولى بنسبة تتعدى 20٪من إجمالي عدد الوفيات بهذا الفيروس الفتاك ..

بواسطة
مهدي إيدار
المصدر
زهرة سورية / الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى