أخبار البلد

شعبان في محاضرة بحمص: الرؤية السورية للمنطقة سيكون لها نتائج مستقبلية هامة لقضايانا العربية

أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أن النجاح السياسي الذي حققته سورية والتغير الإيجابي في المواقف الإقليمية والدولية نحوها يرجع إلى القرار
الذي اتخذه السيد الرئيس "بشار الأسد" عام 2005 بمواجهة الهجمة المعادية التي تعرضت لها سورية والدفاع عن المصالح الوطنية والقومية.

وقالت الدكتورة "شعبان" في محاضرة لها بعنوان "الرئيس بشار الأسد.. ثوابت الرؤية وآفاق المستقبل" في مهرجان حمص السنوي إن قرار الرئيس "الأسد" بني على أمرين أساسيين هما رؤيته السياسية العميقة ليس فقط لما يجري في العراق والمنطقة وإنما للصراع التاريخي بين القوى الاستعمارية والشعوب المناهضة لها من أجل حريتها وكرامتها والأمر الثاني ثقته بالشعب السوري والعربي وبأنه مهما بلغ مدى الظلم لا بد أن تنتصر الشعوب لأن التاريخ أثبت أن الشعوب التي لا تحني رأسها ستنتصر.

وأضافت الدكتورة "شعبان" إن الرئيس "الأسد" وضع هذه الرؤية ووفر لها عوامل النجاح فكان الفتح الذي اتخذه في العلاقة مع تركيا ونسجه للعلاقات السورية التركية بحكمة ودراية وبعد أفق منذ زيارته الأولى إلى تركيا عام 2004 إضافة إلى تفعيل وتعزيز العلاقات مع إيران لخدمة القضايا العربية والإسلامية.

وقالت.. إن الرئيس "الأسد" يعمل لاستعادة الحق العربي وإظهار حقيقة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وذلك من خلال التأكيد على الثوابت والتمسك بالمقاومة كخيار إستراتيجي مؤكدة أن التمسك بصوابية الرؤية السورية سيكون له نتائج مستقبلية هامة جدا لصالح قضايانا العربية.

وأشارت الدكتورة "شعبان" إلى أن مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت بوساطة تركيا برهنت للعالم أجمع أن سورية تريد السلام وأن إسرائيل هي العقبة الحقيقية في طريق السلام مدللة على ذلك بالتحول الذي شهده موقف الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل ورفض ممارساتها ضد الفلسطينيين والتظاهر ضد زيارات مسوءوليها إلى دول العالم ومقاطعة البضائع الإسرائيلية القادمة من المستوطنات.

وأوضحت أن الرئيس "الأسد" نقل الموقف من موقع الدفاع إلى المبادرة إقليميا ودوليا ما زاد من قوة الموقف العربي أمام العالم رغم صعوبة الأوضاع العربية والإقليمية التي ليست بالشكل الذي نتمناه ونرجوه.

وأكدت الدكتورة "شعبان" أن سورية تتبنى الخط المقاوم وتدعمه وفي الوقت نفسه تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى مرجعيات مجلس الأمن ومؤتمر مدريد لافتة إلى مقاربة الرئيس "الأسد" في الحصول على الحقوق عبر التفاوض مع التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لعودة الحقوق إذا لم يتحقق السلام عبر المفاوضات مستشهدة بقول الرئيس "الأسد" أمام القمة الاقتصادية لدول منظمة المؤتمر الإسلامي "كومسيك" في تركيا.. "إننا نفخر بالمقاومة وان دعمها واجب شرعي وأخلاقي" معتبرة أن هذا هو الطرح العربي القادم للأمة العربية كلها لأنه الخيار الحقيقي والأسلوب الذي يستجيب لحقوقنا.

وأضافت الدكتورة "شعبان" :"إن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي بالنسبة إلى سورية وان السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بحل هذه القضية بما فيها القدس وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفق المرجعيات الدولية".

ووصفت العلاقات العربية العربية بأنها أصبحت أفضل منوهة بنتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية وآثارها الإيجابية على البلدين والمصلحة العربية العليا موضحة أن سياسة سورية تقوم على التضامن العربي وتوحيد الجهود وأنها لم تأل جهدا لرأب الصدع العربي انطلاقا من رؤيتها بأن جميع العرب في قارب واحد.

وأكدت أن زيارة الرئيس "الأسد" الأخيرة إلى فرنسا كان لها صدى إيجابي في المجتمع والإعلام الفرنسي لافتة إلى أن المباحثات تطرقت إلى عملية السلام المتوقفة والمسار السوري والملف النووي الإيراني والعلاقات السورية التركية وتم التأكيد على تمسك سورية بالوسيط التركي في أي مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل نظرا لكونها دولة مهمة في المنطقة ولدورها النزيه في المفاوضات غير المباشرة السابقة.

وأشارت الدكتورة "شعبان" إلى أن الرئيس "الأسد" أكد موقف سورية بأن الدخول بالمفاوضات يأتي بعد إقرار إسرائيل وتقديمها الضمانات بإعادة الحقوق واسترجاع الأرض وأن سورية ليس لديها شروط بل حقوق لن تتنازل عنها.

ورأت الدكتورة "شعبان" أن الأسلوب الذي اعتمدت عليه الصهيونية وإسرائيل هو تخويف العرب وتضليلهم وإحباطهم مؤكدة أن المقاومة هزمت هذه الصورة الإسرائيلية وأن علينا جميعا أن نحارب الخوف واليأس وأن نتحمل المسؤولية ونثق بأن المستقبل لنا من خلال العمل وبذل المزيد من الجهد ومواكبة روءية الرئيس "الأسد" الذي يمثل ضمير شعبه وأمته.

حضر المحاضرة "محمد صالح الهرماسي" عضو القيادة القومية لحزب البعث والمهندس "محمد إياد غزال" محافظ حمص والدكتور "تمام العابد" أمين فرع الحزب بجامعة البعث وحشد كبير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والمهنية وطلبة الجامعة والجمهور العام في حمص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى