صحافة أجنبية

نيوزويك: الرئيس الأسد ملتزم بالسلام وحريص على تحقيق الانفتاح الاقتصادي

عبر الكاتب الأمريكي بارتون بيغز عن الانطباع الذي تولّد لديه بُعيدَ لقائه مع السيد الرئيس بشار الأسد بأن الرئيس الأسد ذو شخصية جذابة آسرة ويتمتع بعقلية نيّرة وقدرة واسعة على الشرح والإيضاح، ومعالجة الأمور بدقة. ويبرز الكاتب حرص الرئيس الأسد على رفع مستوى
دخل المواطن السوري وتوفير فرص العمل، كما يؤكد حرصه على تحقيق الانفتاح الاقتصادي والتزامه بالسلام وضرورة الابتعاد عن التطرف.

جاء ذلك في مقال على موقع مجلة (نيوزويك) الأميركية التي تنشره في عددها الصادر يوم 23 الشهر الحالي يلقي الضوء على واقع الانفتاح الذي تعيشه سورية اليوم على الصعد كافة مع التركيز على الجانب الاقتصادي. ‏

وقد زار كاتب المقال بارتون بيغز سورية حيث بنى مقاله على لقاءاته مع الرئيس بشار الأسد ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري ووزير المالية محمد الحسين كما التقى برجال أعمال سوريين وأكاديميين ومصرفيين وشخصيات قيادية في حزب البعث العربي الاشتراكي، واستند في مقاله على جملة المعطيات المتاحة من تقارير البنك الدولي والأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة في هذا المجال. ‏

وقد أشار بيغز إلى واقع الحياة في سورية وطبيعة التفاعل مع جملة المتغيرات الجارية على الساحتين الدولية والإقليمية، وارتباط سورية بعلاقات وثيقة مع محيطها في منطقة الشرق الأوسط، كما أشار إلى أن دمشق انتهت من حالة العزلة التي حاولت الإدارة الجمهورية السابقة فرضها عليها، وهو ما يعني بحسب المجلة مقداراً ليس بالقليل من الازدهار تحقق للشعب السوري ويعود الفضل في ذلك للرئيس بشار الأسد الذي يلعب الدور الأساسي في وصول بلاده إلى هذه المرحلة المتقدمة. ‏

ويورد كاتب المقال أن النقاشات التي دارت خلال اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين السوريين كانت صريحة وأن المجتمع السوري بصورة عامة يرى في الدعم الأمريكي لإسرائيل إساءة للعلاقات السورية ـ الأمريكية. ‏

ويوضح الكاتب بيغز مساعي الحكومة السورية لجذب الاستثمارات الخارجية لبناء مصادر الطاقة والسدود والمستشفيات والطرقات. ‏

وأوردت المجلة في مقالها أنّ سورية في وضع ممتاز يؤهلها لجذب مثل تلك الاستثمارات، فالعملة السورية مستقرة، تجاه الدولار الأميركي، وأن مقدار الدين الخارجي والداخلي منخفض للغاية، وقد بلغ حجم الاستثمارات الخارجية في الاقتصاد السورية ملياري دولار أميركي عام 2008 موضحة أن معظم تلك الاستثمارات قد أتت من الدول العربية. ‏

ويرى الكاتب بيغز أن الحكومة السورية تدرك ما يجب عليها عمله في هذه المرحلة ولاسيما أنها قامت بافتتاح سوق المال قبل أشهر قليلة. ‏

ويؤكد بيغز أن النظام السياسي في سورية يقوم على أسس ديمقراطية تماماً كتلك المعتمدة في العالم الغربي، مشيراً إلى تأكيد الرئيس الأسد على تحقيق الانفتاح في المجالات كافة مهما كانت العوائق، كما يبين الكاتب ذلك الانفتاح الحاصل في العلاقات السورية ـ الأميركية. ‏

وتعبّر مجلة نيوزويك في مقالتها هذه عن حقيقة أن الطريق نحو السلام يمر مباشرة عبر دمشق، وتستند المجلة في رؤيتها إلى المقولة الشهيرة لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر بأن السلام لا يمكن أن يتحقق من دون سورية، إذ يرى كاتب المقال بيغز أن هذه المقولة قد أثبتت صوابيتها اليوم كما كانت على الدوام. ‏

ويوضح المقال أن الأسواق تبدأ في الصعود عندما يتحقق النمو الاقتصادي، ولذلك فإن بيغز يرى أن سورية ستكون سوقاً اقتصادية واعدة بعد عام أو اثنين من الآن بالاعتماد على تطوير اقتصادها وبنيتها التحتية خاصة عندما تبدأ أسواق المال بالتفاعل وتتحقق المكتسبات المالية والاقتصادية التي يرى الكاتب أنها ستكون مذهلة، فسورية تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يتوسط بيئة تجارية نشطة ولديها مقومات اقتصادية أساسية للنهوض، من النفط واليد العاملة والكوادر المؤهلة والاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي، ومعدل منخفض من العجز في الميزانية. ‏

ويورد المقال في معرض شرحه لمقومات النمو التي تتمتع بها سورية أن الناتج الإجمالي المحلي غير المعتمد على النفط لا يزال يشهد صعوداً بمقدار ستة إلى سبعة بالمئة سنوياً، ويعتمد الكاتب في هذا المجال على تقرير للبنك الدولي صدر مؤخراً يصنف سورية على أنها الدولة الأولى في العالم من حيث قدرتها على تقليص معدلات العنف والجريمة ما خلق مناخاً من الاستقرار يساعد على استقبال الأموال التي يضخها المغتربون السوريون إلى بلدهم الأم ولاسيما أن أولئك المغتربين ناجحون تماماً في بيئاتهم الجديدة. ‏

ويضيف الكاتب بيغز: إن سورية تتمتع بمقومات أثرية تؤهلها كذلك للنهوض بصناعة السياحة، مشيراً إلى أن دمشق أقدم مدينة أثرية عربية مأهولة فيها أسواق ومساجد ومواقع أثرية تفوق التصور. ‏

بواسطة
ترجمة نهاد رومية
المصدر
تشرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى