سياسية

كرزاي يسقط في الجولة الأولى بمليون صوت مزور

أعلنت اللجنة الانتخابية “المستقلة” في افغانستان الثلاثاء عن إجراء دورة ثانية لانتخاب رئيس للبلاد، بعدما كشفت لجنة الطعون الانتخابية عن فضيحة تزوير كبيرة تقدر بنحو مليون صوت كان يفترض أن تكون في رصيد رجل الولايات المتحدة حامد كرزاي مقابل وزير خارجيته
عبد الله عبدالله.

وأعلنت لجنة الطعون الانتخابية المدعومة من الأمم المتحدة ما توصلت إليه من نتائج بعد تحقيقات استمرت قرابة شهرين، وهو أن إجمالي الأصوات التي حصل عليها كرزاي يقل عن نسبة الخمسين في المئة اللازمة لإعلان فوزه في الانتخابات.

وقضت قرارات اللجنة ببطلان 210 مراكز انتخابية في شتى أنحاء البلاد، إذ وجدت اللجنة بالفعل "دليلاً واضحاً ومقنعاً على حدوث تزوير".

وأعلنت منظمة أمريكية لمراقبة الانتخابات أن إعلان عدم صلاحية قسم من الأصوات، سيخفض النسبة التي حصل عليها الرئيس الافغاني إلى 48 في المئة، الأمر الذي يجعل من الضروري إجراء جولة ثانية.

وبعد سحب المليون المزور من الأصوات استقرت النتيجة على 49،67 بالمئة لفائدة كرزاي مما يحتم إجراء دورة ثانية تقررت في السابع من نوفمبر- تشرين ثان المقبل، حسبما ينص الدستور الجديد الذي تم وضعه عقب الغزو الأمريكي وقاد كرزاي إلى الحكم في كابول.

وأعلن الطرفان كرزاي وعبدالله عن موافقتهما على إجراء الدورة الثانية، يتوقع أن تسفر عن أيهما سيكون الرئيس، على الرغم من أنه يعتقد على نطاق واسع أن يكون الفائز هو كرزاي حتى ولو بالتزوير.

وكانت الانتخابات قد جرت في العشرين من أغسطس- آب الماضي، وطوال شهرين ظل الجدل مستمرا حول النتائح، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيد غير مسبوق في الحرب بين قوات التحالف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تقاوم هذا الغزو.

وأثار الإعلان عن دورة ثانية للانتخابات ردود فعل دولية ومحلية بين مرحّبة بهذا الإلغاء ومندّدة بعمليات التزوير.
ورحبت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي بنتائج التحقيق، فيما أعلن السناتور الأمريكي جون كيري أن جولة الاعادة ستكون صعبة، وأثنى الرئيس حامد كرزاي.

وقال كيري في مؤتمر صحفي بكابول مع كرزاي بعد محادثات استمرت ساعات "المجتمع الدولي ملتزم باجراء هذه الانتخابات… وانجاح جولة الاعادة." وأضاف "نعلم أنها ستكون صعبة وستتطلب تضحية لكننا ملتزمون بهذا الجهد."

وذكر أن كرزاي أبدى "زعامة قوية بقراره هذا." ومن المقرر اجراء جولة الاعادة في السابع من نوفمبر تشرين الثاني.

غير أن تنظيم الدورة الثانية يبدو بالغا في التعقيد، وسط تمرد اسلامي كثف هجماته في الاشهر الفائتة، والشتاء الافغاني القاسي الذي يوشك على عزل مناطق نائية كثيرة في البلاد، وخطر مشاركة اقل من الدورة الاولى "38,7 بالمئة".

ويعتبر دبلوماسيون أنه حتى في حال الاعلان ضرورة اجراء دورة ثانية، فقد يتم الاحجام عنها ان تم اتفاق بين كرزاي وعبد الله، فقد يقرر الاخير مثلا الانسحاب من السباق مقابل تعويضات متنوعة، بحسب الدبلوماسيين.

المصدر
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى