أخبار البلد

اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة تبحث الآليات الملائمة لتفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري والاجتماعي والثقافي

بدأت في مبنى مجلس الوزراء اليوم اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة برئاسة المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والمهندس نادر الذهبي رئيس الوزراء في المملكة الأردنية الهاشمية وحضور وفدي البلدين.

وأعرب المهندس عطري عن الارتياح العميق لهذا اللقاء الأخوي المتجدد في إطار اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة مؤكدا أن ما يربط بين سورية والأردن من أواصر القربى والانتماء والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة يشكل دافعا للارتقاء بعلاقات التعاون بما يلبي آمال وتطلعات الشعبين في البلدين الشقيقين ويجسد إرادة وتوجيهات قائدي البلدين.

عطري:التضامن هو المرتكز الصلب والمنطلق الأساسي لمواجهة التحديات

وقال ماتزال الأوضاع والمتغيرات الإقليمية والدولية تلقي بظلالها وتداعياتها وتأثيراتها السلبية على أمتنا العربية وتضع بلداننا أمام تحديات سياسية واقتصادية وثقافية لا مجال لمواجهة آثارها ومخاطرها إلا بتعزيز أشكال التضامن والتنسيق والتكامل العربي في جميع المجالات لكون هذا التضامن هو المرتكز الصلب والمنطلق الأساسي الذي يحمي الأمة من مخاطر التحديات الماثلة التي تستهدف نهب ثرواتها وتعطيل دورها الحضاري وتشويه قيمها الإنسانية وهويتها الثقافية.

وأضاف إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد أكدت أهمية التضامن العربي ودعت من خلال اللقاءات والقمم العربية المختلفة إلى تعزيز آليات العمل العربي المشترك وكرست جهودها من أجل تنقية الأجواء العربية من شوائب الخلافات وشددت على التمسك بالثوابت الوطنية والقومية حيال القضايا الأساسية والمصيرية للأمة العربية.

وأشار المهندس عطري إلى أن سورية أكدت أهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.. السلام الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها والمرتكز على مرجعية مؤتمر مدريد وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بما يكفل عودة الجولان السوري المحتل والأراضي العربية الأخرى حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 ويضمن حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وتابع رئيس مجلس الوزراء أن العالم بات على قناعة أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة غير جادة في تحقيق سلام عادل وشامل في هذه المنطقة وأنها بإصرارها على تكريس سياسة الاحتلال ومواصلة نزعة العدوان والمضي في خطط الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات قد عطلت كل الجهود والمبادرات العربية والإقليمية والدولية المطروحة في هذا المجال الأمر الذي يقتضي من العرب اتخاذ موقف موحد تجاه التعنت الإسرائيلي وحث المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإرغامها على الانصياع لمتطلبات عملية السلام وقبولها بالتزامات السلام واستحقاقاته الأساسية.

وأكد أن مواجهة مطامع إسرائيل وأحلامها التوسعية تقتضي علاوة على ما سبق تعزيز وشائج التلاحم بين أبناء شعبنا الفلسطيني وتأكيد وحدة الصف ونبذ الخلافات ورفض حالة الانقسامات التي تسمح لإسرائيل بالتمادي في اعتداءاتها ومواصلة حصارها الجائر المفروض على أبناء غزة.

وقال المهندس عطري إن سورية تجدد دعوة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الأوضاع المأساوية والمعاناة اللاإنسانية التي تعيشها المناطق الفلسطينية وعلى وجه التحديد غزة وتطالب بتحرك دولي لإنهاء الحصار المفروض عليها وفتح جميع المعابر دون قيد أو شروط والعمل على ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا الفلسطيني وخاصة العدوان الأخير على غزة والتي جاء تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون ليفضحها أمام المجتمع الدولي ومؤسساته وليكشف أمام أجهزة الأمم المتحدة أنها كانت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف أن سورية تعرب عن ارتياحها لتصويت مجلس حقوق الإنسان يوم الجمعة الماضي لصالح تقرير القاضي غولدستون وترى في هذه الموافقة انتصارا للحق والعدالة وإدانة دامغة لإسرائيل ودليلا قاطعا على وحشية جرائمها وانتهاكاتها أثناء عدوانها على غزة وتؤكد سورية بهذا الخصوص ضرورة متابعة الجهود العربية وجهود حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحقوقية والإنسانية لإحالة هذا التقرير إلى الهيئات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة وغيرها لتنفيذ توصياته الداعية إلى اتخاذ إجراءات عملية بحق إسرائيل التي ارتكب قادتها وجيشها جرائم حرب وجرائم ضد البشرية أشار إليها تقرير غولدستون بكل وضوح.

وأشار إلى أن سورية تأسف أن بعض الأطراف التي تدعي حرصها على احترام حقوق الإنسان اختارت أن تصوت ضد اعتماد التقرير حيث عزلت بذلك نفسها مرة أخرى عن إرادة المجتمع الدولي وقراره بمحاسبة قادة إسرائيل الذين اتخذوا من انتهاك القانون الإنساني الدولي نهجا لهم لافتا إلى أن محاباة إسرائيل واتباع سياسة المعايير المزدوجة لن تحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ناهيك عن تناقضها الأخلاقي مع مبادئ حقوق الإنسان.

وفيما يخص الأوضاع على الساحة العراقية قال رئيس مجلس الوزراء لا يخفى على دولتكم ما تحملته سورية من تبعات اقتصادية واجتماعية وسياسية بوقوفها إلى جانب الشعب العراقي الشقيق الذي يمر بظروف صعبة لا تطاق سببها الاحتلال الأجنبي لهذا البلد الشقيق وتدمير بناه وتشريد الملايين من أبنائه.

وأضاف أن سورية أكدت حرصها الدائم على وحدة أرض العراق وشعبه ودعم جهود المصالحة الوطنية بين أطياف المجتمع العراقي ومكوناته السياسية والاجتماعية وبذلت ما بوسعها من أجل تحقيق أمنه واستقراره وأدانت الأعمال والجرائم الإرهابية التي كانت تستهدف المواطنين الأبرياء والمرافق العامة واتخذت من جانبها سلسلة من الخطوات والإجراءات التي من شأنها تعزيز عملية ضبط الحدود ومنع المتسللين من التوجه إلى العراق حيث أعادت سورية المئات منهم لبلدانهم خلال السنوات الماضية.

وتابع المهندس عطري بالأمس كان لقاؤنا في عمان في إطار اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة واليوم يتجدد هذا اللقاء في دمشق يحدونا الأمل الكبير أن نخطو بعلاقات التعاون السوري الأردني خطوات واسعة تضاف إلى ما سبق تحقيقه بين بلدينا الشقيقين في الميادين الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية.

زيادة حجم المبادلات التجارية وتوسيع قاعدة الشراكات الصناعية والاستثمارية

وقال إن المباحثات التي نجريها اليوم في أجواء تسودها الروح الأخوية والثقة المتبادلة تتيح لنا تقويم ما تحقق وتشخيص المعوقات التي اعترضت مسارات تعاوننا الثنائي وإيجاد الآليات الملائمة لمعالجة العقبات الطارئة والصعوبات العابرة التي برزت في هذا الجانب أو ذاك واختيار ما هو أجدى وأنفع لتوسيع آفاقها في ميادين الاقتصاد وزيادة حجم المبادلات التجارية وتشجيع انسياب السلع ذات المنشأ الوطني إلى أسواق البلدين وتسهيل إجراءات عبورها ووصولها إلى الأسواق المجاورة وتوسيع قاعدة الشراكات الصناعية والاستثمارية وتطوير التعاون على الصعد المالية والجمركية والمصرفية وفي قطاعات الصناعة والنقل والصحة والسياحة والثقافة فضلا عن التعاون في مجال الطاقة والنفط والثروة المعدنية والاتصالات والاسكان والتعمير والشوءون الاجتماعية والعمل وتفعيل دور غرف الصناعة والتجارة ورجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين.

وفي ختام كلمته أكد المهندس عطري أن تعميق أوجه التعاون الثنائي بين سورية والأردن يقتضي منا وقفة مشتركة عند الاتفاقيات المبرمة وتقويم آثارها وسبل إغنائها وتفعيلها والعمل من أجل رفدها باتفاقيات جديدة نتطلع أن نتوج بها أعمال هذه الدورة من دورات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة تشمل المعارض والملكية الصناعية وتشجيع الصادرات والاعتراف المتبادل بالتعليم والتدريب البحري والشهادات البحرية والتعاون بين المرافئ السورية والأردنية والتعاون وتبادل الخبرات حول قضايا المشاريع الصغيرة والمتوسطة والإعلام والبيئة والرياضة والشباب.

من جانبه أشار المهندس الذهبي إلى أن اجتماعات هذه اللجنة تأتي تجسيدا لعمق وتميز علاقات الأخوة والتعاون المشترك وحسن الجوار التي تربط البلدين الشقيقين ولتحقيق المصلحة المشتركة وتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وقال نتطلع بكل جدية إلى تطوير هذه العلاقات المتميزة على جميع الأصعدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتجاريا بما يضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة في البلدين.

وأضاف رئيس الوزراء الأردني أن اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة ساهمت بدور كبير في تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري في ظل الحرص المشترك على انعقادها بشكل منتظم ونتطلع اليوم باهتمام بالغ إلى متابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات الدورة الثانية عشرة لهذه اللجنة والتي عقدت في عمان آواخر شهر كانون الأول 2007 والتي تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية للتعاون في عدد من المجالات.

وتابع المهندس الذهبي أننا سنعمل لزيادة المبادلات التجارية بين البلدين التي بلغت575مليون دولار خلال عام 2008 وتجاوزت 273 مليون دولار خلال النصف الأول من هذا العام لافتا إلى أن هذه الأرقام تضع أمامنا مسؤولية مشتركة في القطاعين العام والخاص لضمان المحافظة عليها والارتقاء بها ولاسيما أن الإمكانيات الكبيرة المتوافرة لدى القطاع الخاص في البلدين تحتم وضع آليات جديدة لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري وزيادة الاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى واتفاقية منطقة التجارة الحرة الثنائية الموقعة بين سورية والأردن في عام 2001.

وأعرب الذهبي عن أمله في أن تفضي أعمال هذه اللجنة إلى نتائج ايجابية وفعالة تسهم في تعزيز واستكشاف السبل الكفيلة بتطوير مشروعات الشراكة والاستثمار وتذليل العقبات التي تعوق دفع المبادلات التجارية وتوسيع مجالاتها بين القطاع الخاص السوري والأردني عبر تقديم التسهيلات والحوافز اللازمة من قبل مؤسسات القطاع العام في البلدين لتمكينه من القيام بالدور المأمول منه.

وأشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن بلاده تسعى دائما إلى بناء الجسور والتنسيق والتعاون والتشاور مع سورية الشقيقة من اجل القضايا العربية والمصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية لافتا إلى إن بلاده لن تتوانى عن مواصلة الجهد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بما يضمن للشعب الفلسطيني الحصول على حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ومن بينها الجولان السوري المحتل وما تبقى من ارض محتلة في جنوب لبنان.

بعد ذلك ناقش الجانبان السوري والأردني في جلسة مباحثات موسعة علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل واليات تطويرها وتنويع مجالاتها وتوسيع آفاقها.

وتركز البحث على اوجه التعاون المشترك على الصعد الاقتصادية والتجارية وميادين الاستثمار والقطاعات التنموية والخدمية وذلك بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين وتنمية مواردهما المادية والبشرية في إطار المصالح الوطنية والقومية.

وتم في جلسة المباحثات استعراض موضوعات التعاون التي بحثتها اللجنة الفنية والتحضيرية السورية الأردنية ومقترحاتها حول سبل تذليل الصعوبات التي تعترض بعض مجالات التعاون ونتائج أعمالها والوثائق التي أنجزتها تمهيدا لإبرامها والتوقيع عليها خلال أعمال هذه الدورة.

ثم بحث وفدا البلدين مجموعة من القضايا والموضوعات المتصلة بجوانب التعاون الثنائي بين سورية والأردن في كل القطاعات حيث تم الاتفاق على ضرورة اعتماد آلية للمتابعة لما تم الاتفاق عليه ضمن برامج ودورات زمنية محددة والتأكيد على تسهيل إجراءات انسياب السلع وزيادة حجم التبادل التجاري وإقامة الشراكات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة.

كما تقرر خلال جلسة المباحثات الاتفاق على استكمال ما تمت مناقشته من موضوعات مختلفة وإغنائها من خلال اللقاءات الثنائية بين وزراء البلدين ورفع ما يتعلق بها من اقتراحات وتوصيات والعمل على ترجمتها في مشاريع الاتفاقيات ومذكرات تفاهم من المزمع توقيعها في اختتام أعمال اللجنة.

وكان المهندس عطري ونظيره الأردني عقدا لقاء ثنائيا بحثا خلاله علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها في مجالات التعاون المختلفة واستعرضا قضايا وموضوعات التعاون المدرجة على جدول أعمال اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة في دورة أعمالها الحالية ومشروعات الاتفاقيات المزمع إبرامها بين الجانبين في اختتام أعمالها يوم غد الاثنين.

حضر المباحثات من الجانب السوري الدكتور محمد الحسين وزير المالية والدكتور عادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والمهندس نادر البني وزير الري والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والدكتور محسن بلال وزير الإعلام والدكتور يعرب بدر وزير النقل والدكتور فؤاد عيسى الجوني وزير الصناعة والمهندس عمر غلاونجي وزير الإسكان والتعمير والدكتور بهجت سليمان سفير سورية في الأردن وتيسير الزعبي مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ومدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية ورؤساء غرف التجارة والصناعة والملاحة البحرية السورية.

وحضرها عن الجانب الأردني الدكتور نبيل الشريف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والمهندس رائد ابو السعود وزير المياه والري وباسم السالم وزير المالية والمهندس عامر الحديدي وزير الصناعة والتجارة والمهندس سهل المجالي وزير النقل والمهندس سعيد المصري وزير الزراعة وعمر العمد سفير الأردن في دمشق ويحيى اسكندراني مدير مكتب رئيس الوزراء الأردني ومنتصر العقلة أمين عام وزارة الصناعة ورئيس اللجنة الفنية.

عطري يقيم مأدبة عشاء تكريما لرئيس الوزراء الأردني

أقام المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء مأدبة عشاء اليوم تكريما للمهندس نادر الذهبي رئيس الوزراء الأردني والوفد المرافق , حضر المأدبة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والوزراء وأعضاء الوفدين السوري والأردني والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء.

المصدر
وكالات أنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى