المنوعات

الجنود المجهولين في العيد .. ريبورتاج نور الجحة

في كل عيد هناك أشخاص لا يتذوقون طعم العيد , لا يمارسون طقوسه التقليدية, إنهم الجنود المجهولين لهذا الوطن الذين يتركون أغلى ما عندهم ألا و هي أسرتهم في أيام العيد

ليقوموا بواجب عليهم ليس كونهم موظفين و حسب و لكن من كونهم مسوؤلين عن عملهم من جانبه الإنساني أو الأخلاقي, زهرة سوريا التقت بهؤلاء الجنود المجهولين الذين يقدمون خدماتهم للوطن دون مقابل و أنا أتكلم عن أيام العيد خاصة سواء كان هناك تعويض مادي أثناء عملهم بالعيد أم لا .
ففي المستشفيات يظل الأطباء و الممرضين يتناوبون ليل نهار من أجل راحة و سلامة المرضى الوافدين إليهم و قالت الممرضة ربا و هي تعمل في مستشفى الرازي ( أنا أرتاح كثيرا و أشعر بسعادة غامرة عندما أرى الناس ترتاح على يدي) و أضاف الدكتور عبد المعطي عثمان و هو معالج فيزيائي في قسم القلبية بمستشفى الرازي : المرض لا يعرف أن هناك عيد أم لا و إذا ذهبنا إلى أهلنا و تركنا المريض فإنه يهمل و يمكن أن تزداد حالته أما إذا تحسن فيكون هناك عيد عند أهله و تكفينا تلك الفرحة

أما شرطة المرور التي كانت طول فترة شهر رمضان مستنفرة و تقوم بواجبها على أكمل وجه ظلت كذلك في العيد على مدى أيامه الثلاث و عبّر الشرطي أحمد سويد و هو شرطي مناوب على خط شارع فيصل عن سعادته و فرحته بأن يقوم بواجبه في أيام العيد و إن سعادته كبيرة عندما يخدم وطنه و قال نحن قسمونا إلى قسمين القسم الأول العناصر التي تناوب أول و ثاني يوم من أيام العيد و القسم الثاني
ثالث و رابع أيام العيد ثم ترجع المناوبة على طبيعتها و أضاف إننا في العيد نغض النظر قليلا عن المخالفات العادية لأن أيام أعياد و تسامح و لم نسجل هنا سوا مخالفة واحدة طول فترة العيد

و هناك أيضا جنود مجهولين متى ما جئتهم تراهم مستنفرين أكثر من غيرهم سواء كان ذلك بالعيد أم لا إنهم الإطفائيين الذين التقينا بعضهم في مركز المحلق الزهراء في شارع النيل و تحدثنا مع الإطفائي حسام الدين ياسين الذي قال : أعمل منذ العاشرة صباحا حتى ثاني يوم للعاشرة صباحا و نحن هنا في المركز موجودين ثماني عناصر و ثلاث سائقين و إننا نشعر بسعادة عند تأدية هذا الواجب الوطني و الإنساني فلا نعرف متى سوف يغدر الحريق و يشعل ما حوله و الحمد لله لم تسجل أي حادثة في مركزنا طول فترة العيد

و في نهاية جولتي توجهت إلى وسائط النقل فرأيت أنها جميعا وسائط خاصة حتى الباصات إلا مجموعة من الباصات التي تسير في عدة خطوط هي للقطاع العام و رايت أنه يمكن أن ندمج تلك الفئة ألا و هي سائقي الباصات مع الجنود المجهولين فالتقيت بالسائق وليد مصطفى عجاج و هو سائق لخط القلعة الجامعة الذي أكد أنه في أيام العيد تظل الباصات الحكومية تعمل مدة أربع و عشرين ساعة و في العيد تم تشغيل 10 باصات من أصل 40 باص و إننا نخدم المواطن و الوطن و هذه هي فرحتي و سعادتي في العيد فإنني في اليوم الواحد أتلقى أكثر من مئة معايدة من راكبي الباص و هذا لم أكن أراه إن كنت في بيتي

هؤلاء هم جنود الوطن و يجب علينا بل واجبنا تجاههم كصحفيين أولا و كمواطنين ثانيا أن نسلط الضوء عليهم و نقدم لهم من موقعنا هذا بطاقة شكر و عربون امتنان لهم عن عملهم الذين يقومون به ليس لدافع مادي بل يقومون به لتلبية ما يتطلبه منهم هذا الوطن و أنا لم اذكر أيضا من هؤلاء موظفي المطار و موظفي السكك الحديدية و موظفي مقاسم الهاتف و موظفي شركتا الماء و الكهرباء و عمال النظافة و غيرهم من هؤلاء الجنود الذين إن كان مجهولين بالنسبة لنا لكن الوطن يعرفهم و يقدر وقفتهم تلك و بقي لي أن اذكر أن هناك جنود حقيقيين يقفون ليحموا هذا الوطن و ليمنعوا دخول المفسدين و المخربين عليه فتحية لكم جميعا و كل عام و انتم بخير ليظل وطننا سوريا بألف خير

يذكر أن هؤلاء الجنود المجهولين شعروا بسعادة كبيرة عند لقاءنا بهم و تقدير لعملنا تجاههم و قالوا الحمد الله هناك أحد قدّر وقفتنا تلك

بواسطة
نور الحجة
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى