مقالات وآراء

هل هذا ما قصده الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطابه

وبدأت الشكوك تلقي بظلالها القاتمة على نهج وسياسة وتوجهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديدة. وسيرتكب الرئيس أوباما خطأً فادحاً إن هو تراجع عما وعد به ناخبيه وشعوب العالم إبان حملته الانتخابية.
لأنه بذلك يرسخ القناعة بأن الحنث بالوعود والعهود التي يقطعها المرشح الأمريكي لشعبه في الانتخابات الأمريكية طبع وعادة أمريكية متأصلة نتيجة تعرضهم لضغوط من مراكز قوى خفية صهيونية واستعمارية وامبريالية.
1. ففي إسرائيل ضغط المحافظين والليبراليين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية كي يضمنوا وصول اليمين المتطرف بزعامة الثنائي نتنياهوا وليبرمان إلى الحكم كرد على فوز أوباما بمنصب الرئاسة. ونتيجة لفوز نتنياهيوا انطلقت في المجتمع الإسرائيلي المخاوف من تصاعد حدة الخلافات بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الأمريكية الجديدة والتي قد تطيح بتحالفهما الاستراتيجي.
2. وفي الولايات المتحدة الأمريكية حشد الليبراليين الجدد والمحافظين الجدد صفوفهم في تصديهم للرئيس أوباما وإدارته واتهام أوباما على أنه فاشي وأنه من أصول إسلامية وأنه طلق زوجته ومن ثم أعادها إلى عصمته. مع تصعيدهم العداء للمسلمين والعرب لإحباط ما وعد به إبان حملته الانتخابية.
3. وفي الشارعين العربي والإسلامي خيم جو من عدم الثقة بالرئيس أوباما وإدارته نتيجة اختياره فضائية العربية المتصهيٌنة لإطلالته الأولى ,ومن ثم لقاءاته مع بعض الزعماء من المسلمين والعرب الذين لا يرتاح لسياساتهم ونهجهم الغالبية من المسلمين والعرب . واتبعهما بجولته الأولى للمنطقة العربية والتي أقتصر فيها على زيارة الرياض والقاهرة .والتي أثارت خلالها تصريحاته وخطابه شعورا بعدم الارتياح في الأوساط العربية والإسلامية والذي انطلق يسري كالهشيم بأن الرئيس باراك أوباما لم يكن صادقا في وعوده.
ما من احد يجهل بأن الرئيس أوباما يجابه تحديات ومصاعب جمة ومعارضات متنوعة ومتعددة, وان هناك من يضع العراقيل أمامه,ويستخف به وينتقده بنقد جارح كالمجرم ديك تشيني وصهاينة مجلسي النواب والشيوخ بعد أن نصبوا من أنفسهم محامون للدفاع عن سياسات الصقور والمحافظين الجدد.وهذا واضح وجلي من خلال المعطيات التالية:
• فإصرار الرئيس أوباما على إغلاق معتقل غونتاناموا يجابه بتصدي كبير من قبل الجمهوريين وكثير من الديمقراطيين في الكونغرس والبنتاغون وأجهزة الأمن الأميركية المتورطين بتمرير وممارسة أساليب و طرق التعذيب البشعة واللإنسانية, بعد أن غدوا خائفون ومرعبون من أن يطالهم التحقيق. والمؤسف أن معظم المنظمات الحقوقية والشعبية والأنظمة في دول العالم لا تبذل جهود تذكر لدعم موقف الرئيس أوباما, وذلك من خلال إطلاق حملة منظمة لملاحقة كل أمريكي وإسرائيلي شارك وتواطؤ بهذه الأعمال اللإنسانية في العراق وفلسطين ولبنان.وعدم تحرك منظمات المجتمع المدني بشكل جدي لتعرية الصقور والمحافظين الجدد بدل من مراقبتهم لمن ستكون الغلبة ,ومن سيكون المنتصر في معركة إغلاق غوانتانامو الكونغرس والبنتاغون أم الرئيس؟
• ومطالبة أوباما إسرائيل بوقف الاستيطان والإقرار بخارطة الطريق والقبول بدولتين لا يقابلون بتحرك فعال من قبل معظم الأنظمة العربية والاسلامية للضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه, باتخاذ هم خطوات جادة لمحاصرة إسرائيل والتضييق عليها حتى تنصاع.بل أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية شرعت أبوابها لنتنياهوا ووزرائه وراحت تستقبلهم بالرياحين والورود. ومسارعة البعض لعداء إيران وفصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق وتوجيه التهم الباطلة لحزب الله, وإثارة النعرات الطائفية, ودعم الخونة والعملاء وسلطة محمود عباس الفاسدة. أو لجوء بعضهم إلى الصمت كي لايغضبوا إسرائيل فتهز عروشهم وكروشهم. ومثل هذه التصرفات تضعف موقف أوباما وتجعل إمكانيته في الضغط على إسرائيل للقبول بحل عادل ودائم من المستحيل.
• ونتنياهوا الذي وقع عليه الاختيار ليكون رئيس حكومة إسرائيل يعرف أن موقفه ضعيف وأن حكومته هزيلة, ولذلك راح يراهن على ما دار خلال زيارة أوباما لإسرائيل وقيامه بجولة فوق المناطق المتنازع عليها بطائرة مروحية رافقه فيها أيهود باراك. حيث وضح حينها وزير الدفاع إيهود باراك لأوباما من فوق مستعمرة نتانيا المخاطر التي ستنشأ عن قيام دولتين ,لأن المسافة بين نتانيا وحدود الضفة الغربية لاتزيد عن 9أميال, ولذلك فإن عليه في حال فوزه ان لايضغط على إسرائيل ويجبرها على تقديم تنازلات تهدد أمنها ووجودها إرضاء للعرب والمسلمين والفلسطينيين. فخصر إسرائيل في بعض المواقع نحيل ولا يتجاوز عرض شارع في لوس أنجلوس.و لهذا السبب ضم نتنياهوا حزب العمل لحكومته ليذكر باراك أوباما بما دار بينهما أثناء تلك الجولة.
• وخلال اللقاء الأول للرئيس أوباما مع نتنياهيوا الذي دام 90 دقيقة ساد جو من التوتر الصامت والتناقض السافر بين موقفين متعارضين.حيث طلب أوباما من نتنياهوا ضرورة وقف الاستيطان قبل حلول منتصف شهر تموز القادم ,والالتزام بالاتفاقيات السابقة والاقرار بقيام دولتين على أن يضمن اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل ونطبيع العلاقات معها. فسارع نتنياهيوا لإعادة خلط الأوراق ليعيد ترتيب الأوليات.فراح يشترط على أوباما إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة لليهود فقط كمدخل للمفاوضات وقبل التوقيع على أي اتفاق,ومعالجة الإدارة الأمريكية لمخاطر المشروع النووي الايراني الذي بات يهدد ويقض مضاجع بعض الدول العربية والاسلامية وإسرائيل.وانبرى لينتقد سياسة أوباما التي تمنح إيران مهلة إلى الخريف المقبل لحسم موقفها على أنها سياسة خرقاء حيث سيكون الموعد مطاط وسيضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من المسلمين والعرب وإسرائيل.وأن حصول إيران على القنبلة النووية سيسمح لها بالسيطرة على 70%من مصادر الطاقة العالمية, وسيدفع بالدول العربية لتطوير برامج نووية.وأن الانسحاب من الجولان في ظل التحالف السوري الايراني سيدفع بإيران لاقامة قاعدة إيرانية متقدمة في سوريا.وأن أنظمة الاعتدال العربية والاسلامية باتت تخشى تعاظم الخطر الايراني بتدخله في شؤون السياسة العربية والاسلامية. وأن الاعتراف من قبل 57 دولة عربية وإسلامية يجب أن يسبق كل أمر لأنه سيبدد مخاوف الاسرائيليين. وحينها يمكن النقاش والتفاوض في باقي الطلبات الأخرى كوقف الاستيطان وقيام الدولتين.ولم ينسى أن يثير موضوع الانتخابات النيابية في لبنان وتخوف الإسرائيليين من فوز قوى المعارضة. وأكد أوباما لنتنياهيوا ان معالجة الملف النووي الايراني لن ينجح مالم يتم سحب القضية الفلسطينية من إيران. والسحب يكون بحل قضية الصراع العربي الفلسطيني والذي يؤمن لاسرائيل اعتراف بها من قبل 57 دولة عربية وإسلامية, ويمنح الإدارة الأمريكية فرصة كبيرة في توسيع تحالفها مع معظم الدول العربية والإسلامية وحشدهم في أية مواجهة محتملة مع إيران,وأنه سوف يسهل لها حتى في فرض عقوبات قاسية بحق إيران. فالولايات المتحدة الأمريكية بأمس الحاجة لكي تستعيد سلطتها ومصداقيتها وتأثيرها في العالمين العربي والاسلامي ولاسيما أن الأمن القومي الامريكي يتطلب ذلك.وأن تعامل إسرائيل بهذه القسوة مع الفلسطينيين لما يزيد عن ثلاثة عقود لم يحقق لاسرائيل شيئاسوى تعرضها لمزيد من الأخطار.وأن العرب وإن باتوا لايريدون الحرب فأنهم على قناعة بأن إسرائيل لاتريد السلام. ولذلك ساد شعور عارم في المجتمعين العربي والإسلامي بأن إجبار إسرائيل على الإقرار بالحقوق إنما يكون بدعم قوى المقاومة الوطنية ودعم معسكر الصمود والممانعة. ومثل هذه المعادلة لابد لها من ان تكسر, وكسرها يكون بقبول إسرائيل بالسلام بدل ان تكسر لغير مصلحتها ومصلحة بلاده. وأنفض الاجتماع دون التفاهم سوى دعم إسرائيل في المجالات العسكرية والاقتصادية والمالية,وبيان صحفي واهن يؤكد على تحقيق تقدم.
• ونتنياهوا الذي اجتمع مع نائب الرئيس الأميركي بايدن وجد نفسه محاصرا حيث رفض بايدن مزايدات نتنياهيوا, وافهمه بصريح العبارة انه صهيوني وإسرائيلي أكثر من نتنياهوا وربعه, وانه يسعى لضمان مصالح وأمن إسرائيل أكثر من تلك التي يسعى إليها نتنياهوا وحكومته وأحزاب إسرائيل مجتمعة . وأن على نتنياهوا وحكومته التحرك السريع للإساءة لحزب الله من خلال إطلاق تصريحات تنفر الناخبين اللبنانيين منه وجعلهم يحجمون عن التصويت لمرشحي المعارضة.وان إدارته لا تحتاج توجيهات وإرشادات من احد,فهي من تملك هذا الحق فقط.وأنه سيزور لبنان للضغط في هذا الاتجاه لدعم قوى الموالاة كي لا تحقق قوى المعارضة الفوز في الانتخابات النيابية وتستأثر بالأكثرية في الحكومة والمجلس النيابي وتكون صاحبة القرار في كل شأن.
• وتردد أوباما بسحب قوات بلاده من العراق كما وعد ولجوئه لتبرير عدم سحبها كما وعد والمماطلة في تحديد وقت بقائها في العراق كشف عن صراع خفي ومرير داخل دوائر ووزارات إدارته.
• وأوباما على قناعة تامة بأن توسيع رقعة حريق الحرب في باكستان وأفغانستان خطأ فادح سيضر كثيرا بمصالح بلاده وسيبدد الأمن والاستقرار في أكثر من مكان.ولكن جنون القوة وغطرسة البعض يزيد الأمر تعقيدا.
• وصمت أوباما عن حصار إسرائيل وبعض الأنظمة العربية والدولية لقطاع غزة سيزيد من تشويه صورة بلاده.
أعتقد الرئيس باراك أوباما أن زيارته للرياض والقاهرة ستوفر له فرصة نادرة لتجاوز مصاعب إدارته. وأنه سيكون قادر على معالجة أمور كثيرة .وأنه سيصطاد من خلالها سرب عصافير بحجر واحد. حيث أطلق عدة أشارات هامة من أهمها :
1. غازل المسلمين والعرب حين أثنى على الإسلام والحضارة الإسلامية , وأكد على أن الدين الإسلامي ليس دين إرهابي كما يصوره الليبراليين والمحافظين الجدد والصقور,و سرد بعض الآيات القرآنية ليستشهد بها على أنه دين يقر بالسلام والتسامح وقبول الآخر والحوار والمحبة والتعاون ونبذ الكراهية والتعصب.
2. داعب ودغدغ العواطف والمشاعر للمسلمين والعرب والمصريين بكلامه, ولعب على وتر المشاعر ليروج لسياسة إدارته وقيم بلاده. ويتلاعب ببنية المجتمعات الشرقية وأثينياتها المتعددة.
3. قال للمضيف قولا طمأن فيه الحليف,و أنتقد الجارة كي تسمع الكنة, وهدأ من روع حلفائه ما أمكن.
4. خطب ود الإسرائيليين من القاهرة بتأكيده على ضمان امن إسرائيل ودعمها لتبقى دولة قوية.
5. راح يحترم ويقدر حكمة وسداد رأي بعض الزعماء المسلمين والعرب بكلام فضفاض ليس له من معنى وغير مجدي ولن يكون له من فائدة تذكر, ليفاخروا به شعوبهم لعل وعسى أن تخدع .
6. طمأن البعض على أن المبادرة العربية لن تهمل ولكنها ستقدم كصحن مقبلات على طاولة أية مفاوضات قادمة ليختار منها الجالسين على الطاولة ما يروق لهم منها حسب أذواقهم ومزاجهم.
7. أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر تحالف البعض معها وأن بلاده ستقف معهم وتدعمهم وستبقى على عهدها في حمايتهم والدفاع عن أنظمتهم .ولكن عليهم أن يعلموا أن إسرائيل حليف إستراتيجي فوق العادة لبلاده , وأمنها من أمن بلاده القومي ووجودها وبقائها قوية هدف لن تحيد عنه إدارته.
8. ونبههم أن تجميل وتحسين صورة بلاده يحتاج لوقت طويل. ولذلك على هذه الأنظمة التعامل مع بلاده بوجهها الحالي البشع والمشوه. ولا مانع لديه من تشويه وجوه بلادهم على شاكلة وجه بلاده المشوه.
9. وأن التغيير المنشود الذي يسعى إليه لا يمكن إنجازه بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج لعقود طويلة.
10. وأن قيم الحرية والديمقراطية من مقتنيات وأملاك إدارته. فهي من تسبغها على حلفائها بغض النظر عن حجم الجور والطغيان والفساد المستشري في أنظمتهم. وهي من تحجبها عن كل نظام وشعب يعاديان بلاده حتى لو كان الديمقراطية والحرية هي العملة الرائجة التي يتم التعامل بها في هذه الأنظمة ومجتمعاتها.
11. وأن التحقيق بأسباب أحداث 11/9/ 2001م وكذلك غزو العراق بذرائع كاذبة أمران مستحيلان. فهناك قوى ضاغطة لا تريد كشف الحقيقة حتى لا يفتضح دورها القذر أمام الشعب الأميركي. ولذلك فهو سيجهض أية مطالبة للتحقيق فيهما لأنها ستعرض الأمن القومي لبلاده للخطر.
12. وأن تدمير العراق وأفغانستان من قبل قوات بلاده ,وكذلك تدمير لبنان والضفة والقطاع من خلال العدوان الإسرائيلي ليس بمشكلة أو ذات شأن يذكر,وإنما المشكلة هي مقتل 3000 أمريكي في نيويورك ومقتل أي إسرائيلي في أي مكان من العالم. فالإرهاب هو كل ما يطال بلاده وإسرائيل ومواطنيهما فقط.أما ما يطال غيرهم من جور وظلم وتعذيب وإعمال قتل وإجرام وتشريد وتهجير وإعمال اعتقال وخطف واغتصاب فهو ضريبة مفروضة لابد منها لقاء نشر بلاده لقيم الحرية والديمقراطية.
13. وأن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده تفرض على دول النفط العربي الإسهام بأموالهم التي حصلوا عليها من بيعهم النفط بسعر زهيد ومتدني, وتقديمها بطيبة خاطر وبسرعة لدعم اقتصاد بلاده.
14. وأن أي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم مآله الفشل لا محالة.
15. وأن خطاب واحد منه لا يكفي لتجاوز عقود من عدم الثقة وخلق الاحترام المتبادل وبناء الأرضية المشتركة لضمان المصالح المتبادلة والمصالح المشتركة بين بلاده وشعبه وباقي الشعوب والدول.
16. وأنه بلاده ليست في حالة حرب مع الإسلام .ولكنه يعتذر عن الإجابة عن بعض المسائل المعقدة.
17. ولم ينسى أن ينتقد تصرفات وسلوك الليبراليين الجدد وفهمهم الخاطئ لليبرالية رغم كونه ليبرالي.
18. وأثنى على جهود بلاده وتضحياتها,ولكنه أهمل عمدا الثناء على عملائها لإجرامهم وسوء فسادهم.
19. وترافقت زيارته مع زيارات موفدون من بلاده إلى سوريا لفتح صفحة جديدة معها, حيث راحوا يؤكدون على دور سوريا المحوري وسلامة موقفها, وعلى أقرار واعتراف منهم بخطأ سياسات إدارة بوش.
فهم نتنياهوا أن إسرائيل مقبلة على سنين عجاف فرد على الرئيس أوباما بخطاب تنصل فيه من كل الاتفاقيات الموقعة مع سلطة عباس. وتنصل من كل الوعود التي قطعتها الحكومات الإسرائيلية السابقة, وحدد بصريح العبارة أنه يريد دولة يهودية لا مكان فيها لكل من هو غير يهودي,وانه لا يمانع بدولة فلسطينية تنتشر فيها المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية كما ينتشر الفطر, وتكون منزوعة السلاح والمخالب والأظافر والأنياب, وتتسع فقط لمخافر الشرطة والسجون والمعتقلات وسلطة هزيلة تطارد من يصمم من الفلسطينيين على البقاء. وهو بهذا المعنى يريد الضغط على من تبقى من الفلسطينيين ليتم تهجيرهم خارج وطنهم وتوطينهم في شتى أصقاع الأرض. بينما مازال بعض الزعماء العرب والمسلمين سكارى بمديح باراك أوباما لهم وإطنابه عليهم, ومازال البعض ينتظر أوباما ليحل له القضايا بدون أن يقوم بأي جهد يذكر. وحتى أن بعضهم يلهث لإيجاد جو مريح لإسرائيل علها تتكرم عليه مع الإدارة الأميركية ببعض الفتات,أو أن يتسول رضا الإدارة الأمريكية وإسرائيل بمعاداته لإيران لفصائل المقاومة الوطنية. ولهذا السبب لا يلام الرئيس أوباما على تجاهله لكثير من القضايا الهامة والملحة ولا على إهماله لكثير من الممارسات اللإنسانية. كعدم إدانته لعمليات الاستيطان الصهيوني وبناء جدار الفصل العنصري وجريمة حصار قطاع غزة والعدوان اليومي على سكان الضفة والانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية لحقوق العرب والمسلمين. كما انه لا يوجد من تبرير لهذا التجاهل المتعمد منه .ولكن الذي يلام بالدرجة الأولى هي بعض الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية والزعماء العرب والمسلمين الذين زارهم أوباما أو زاروه في البيت الأبيض.أو الزعماء الذين تواطئوا مع العدو الصهيوني في حصار قطاع غزة وفي دعمهم للعدوان والغزو الأمريكي للعراق, والذين تواطئوا مع إسرائيل في عدوانها على لبنان صيف عام 2006م,أو من انهمكوا في دعم تيار المستقبل في لبنان وسلطة فاسدة يقودها محمود عباس. وراحوا يعادون سوريا وقيادتها بغباء وحمق ويعاقبونها على صمودها ومواقفها القومية والوطنية التي تعبر عن طموح وآمال ومطالب الشعبين العربي والإسلامي. أو من يؤرقهم المشروع النووي الإيراني وسلاح المقاومة الوطنية ولا يؤرقهم مفاعل ديمونا الإسرائيلي والإرهاب الإسرائيلي وسلاح جيشها التدميري.أو من يستشعر الخطر عليه من خلايا المقاومة الوطنية ولا يشعر بأي خطر من خلايا التجسس الإسرائيلي وطابور الخونة والعملاء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. ولو وقف هؤلاء الزعماء وهذه الأنظمة مع سوريا وقيادتها وقفة رجل واحد لضمنوا نجاح أوباما وحرروا يديه من كثير من القيود ليكون حازما في كثير من الأمور, ولأسهموا بتوحيد الكلمة وتعزيز وحدة الصفين العربي والإسلامي و لتحقق حل قضية فلسطين وقضايا أخرى عربية وإسلامية دفعة واحدة.

بواسطة
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى