سياسية

نتيجة مسبقة لانتخابات لبنان: فوز بفارق ضئيل

يتوقع ان تشهد الانتخابات النيابية الاحد مُنافسة حادة بين حزب الله وحلفائه الذين يسعون للحصول على الأغلبية للحلول محل التحالف المُعارض لسوريا والمدعوم من السعودية وأميركا صاحب الأغلبية الحالية.
وحتى ولونجح فان هذا لا يعني ان حزب الله يمكن ان يضع لبنان كُليا على مسار الدول التي تساند الحزب الشيعي المُسلح المدعوم من سوريا وإيران بسبب المعارضة المحلية والدولية القوية لذلك.

ولا يعني ذلك بالضرورة ان الغرب سيوقف مساندته للدولة الضعيفة التي منع نظام التقاسم الطائفي فيها الإصلاحات على الرغم من إفلاتها من قبضة سوريا بعد مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

كيف تتشكل تحالفات الفصائل؟

لا يوجد استطلاع للرأي يمكن الاعتماد عليه في لبنان ولكن أنماط التصويت الطائفي أو الصفقات بين السياسيين حددت تقريبا بشكل مسبق نتائج أغلبية المقاعد في البرلمان المؤلف من 128 عضوا.

وأشرس المعارك الانتخابية ستكون بين المسيحيين المتوزعين ما بين التحالفين الاساسيين المتنافسين في البلد.

وتحالف معارضون لسوريا بقيادة السياسي المسلم السني سعد الحريري الذين فازوا بالاغلبية في انتخابات 2005. ويشمل هذا التحالف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وخصميه المسيحيين السابقين سمير جعجع وأمين الجميّل.

أما المعارضة فهي تتشكل من حزب الله بقيادة حسن نصر الله وحركة امل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري بالاضافة الى الزعيم المسيحي ميشال عون.

وفيما يلي النتائج المحتملة للتصويت:

فوز بفارق ضئيل لحزب الله وحلفائه

قال نصر الله انه اذا فاز فريقه فان المعارضة ستدعو منافسيها الى الانضمام لحكومة وحدة وطنية. وقال الحريري انه يفضل في هذه الحالة ان يصبح في المعارضة لكنه قد يغير رأيه بضغط من حلفائه الذين يتطلعون الى الحصول على حصة في السلطة أو من الولايات المتحدة والسعودية الحريصتين على إضعاف نفوذ حزب الله.

في أي حال فان الحزب السياسي العسكري القوي والذي يرشح 11 شخصا في الانتخابات سيكون له حضور ضئيل نسبيا في البرلمان ومجلس الوزراء.

وينبغي ان يكون رئيس الوزراء من الطائفة السنية وفقا للقوانين اللبنانية وسيجد حزب الله وحلفاؤه من الصعب تسمية رئيس وزراء لا يتمتع بموافقة الحريري. ويقول محللون لبنانيون انه من المُرجح اختيار نجيب ميقاتي وهو رجل أعمال ثري من مدينة طرابلس الشمالية تربطه علاقات جيدة مع كل من سوريا والمملكة العربية السعودية كحل وسط.

اما رئيس الوزراء الحالي فؤاد السنيورة الذي ينظر اليه في الغرب باعتباره حليفا يمكن الاعتماد عليه ويتمتع بالحنكة المالية فانه ليس أمامه أي فرصة للاحتفاظ بموقعه اذا ربح خصوم الحريري.

فوز بفارق طفيف لتحالف الحريري

اذا تمكن الحريري وحلفائه من الحفاظ على اليد العليا في البرلمان فمن المرجح انهم سيقبلون بضروة انضمام خصومهم الى حكومة وحدة وطنية على غرار الحكومة الحالية مع عدد كاف من المناصب الوزارية يعطيهم حق الاعتراض على القضايا الاساسية.

أي محاولة حكم انفرادي ستضع لبنان امام خطر تكرار المأزق السياسي الذي طال أمده واستمر من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 وحتى معارك الشوارع في مايو/آيار 2008 عندما أوقع حزب الله وحلفاؤه هزيمة ضد التحالف المدعوم من الولايات المتحدة.

ويقول الحريري انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشغل منصب رئيس الوزراء بنفسه في حال فوز كتلته. وعلى أي حال فهو قد لا يختار السنيورة الذي ينظر اليه على انه شخصية خلافية ويمكن لميقاتي الذي شغل منصب رئيس الوزراء لفترة قصيرة في عام 2005 ان يكون حلا وسطا مرة أخرى.

برلمان يتساوى فيه عدد المقاعد

اذا لم تفز أي جهة بشكل حاسم فان عددا من النواب المستقلين الذين يعتبرون مقربين من الرئيس ميشال سليمان قد يملكون مفتاح الحل.

ويمكن للبرلمان في هذه الحالة ان يؤدي مرحلة حلول وسط اكثر استقرارا بعد الانتخابات حيث سيقوم الرئيس المسيحي الماروني بلعب دور الموازنة بين الفصائل المتنافسة على دعمه.

أثر عملية انتخاب

الفرقاء المتنافسون لديهم خصومات سياسية وشخصية عميقة ولكنهم يجمعون بشكل عام على سياسة لبنان الاقتصادية الحرة حتى ولو فشلوا في الماضي في الاتفاق على إصلاحات واسعة سياسية واجتماعية وادارية، لكن الفريقين لديهما مصلحة في الإبقاء على الوضع القائم.

وقد أوضحت الولايات المتحدة تفضيلها للحريري عندما زارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضريح والده رفيق الحريري خلال زيارة قصيرة قامت بها الى لبنان في ابريل/نيسان الماضي لكنها لم تهدد بمقاطعة الحكومة الجديدة التي قد يسيطر عليها حزب الله وحلفاؤه.

غير ان مسؤولين أميركيين قالوا ان واشنطن تنظر الى حزب الله باعتباره "منظمة ارهابية" وستعيد النظر في مساعدتها الاقتصادية والعسكرية بعد الانتخابات في لبنان.

وذكرت تقارير على نطاق واسع ان السعودية وايران ساعدتا في تمويل الحملات الانتخابية لحلفائهما في لبنان في اطار صراع اوسع.

اسرائيل ستكون متيقظة لاي نتائج تعزز نفوذ حزب الله في لبنان ولكن لن ترى بالضرورة في ذلك سببا في تعكير صفو الهدوء السائد على حدودها الشمالية منذ حرب العام 2006 التي استمرت 34 يوما مع الجماعة الشيعية.

ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى