اقتصاديات

تنضم قريبا إلى قائمة المفلسين.. تسونامي الأزمة المالية يضرب عملاق السيارات

جنرال موتورز.. الشركة التي لطالما تفاخر الأثرياء حول العالم بركوب سياراتها، حتى وصلت لدرجة شبهت فيها ببريطانيا الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس، حيث انتشرت سيارات جنرال موتورز في أرجاء المعمورة واصبحت تسمى بالشركة التي لا تغيب عنها الشمس
إلا أنها اليوم وفي ظل الأزمة المالية العالمية لن تتمكن من رؤية الشمس قريباً.

ويرى المراقبون أن تداعيات الأزمة ستطوي تاريخ هذه الشركة الحافل بالإنجازات في قطاع صناعة السيارات بإعلان إفلاسها الذي يبدو حتميا وبيع كرايسلر إلى كونسورسيوم تقوده فيات، في وقت وضعت فيه اللمسات الأخيرة على بيع أوبل إلى الشركة الكندية الدولية ماغنا، حيث توصلت جنرال موتورز وماغنا إلى التفاهم مؤخراً.

فبعد أيام من محادثات متشنجة مع وزارة الخزانة الأميركية وجنرال موتورز التي اتهمت بالمزايدة، أعلنت برلين عن اتفاق مع شركة ماغنا الكندية الدولية لصناعة قطع السيارات لشراء الفرع الألماني من المجموعة الأميركية، ووعدت برلين بتقديم 5،1 مليار يورو من الأموال العامة العاجلة لضمان بقاء أوبل.

وكانت مسألة بيع أوبل والبريطانية فوكسهول تشكل ملفا بالغ الحساسية للأوروبيين الذين يخشون زلزالا في الوظائف في قطاع إنتاج السيارات، حيث يعمل في جنرال موتورز في أوروبا 55 ألف شخص حوالى نصفهم في ألمانيا، والباقون في بريطانيا وبلجيكا واسبانيا وبولندا، إلى جانب فرعها السويدي ساب الذي أفلس وتسعى موتورز لبيعه.

وقد تحرك ملف موتورز بعدما قدمت وزارة الخزانة الأميركية بخطة جديدة رأى الدائنون أنها أفضل من سابقتها، إذ تعرض هذه الخطة على الجهات الممولة 25بالمئة من "جنرال موتورز الجديدة" إذا دعموا هذه الخطة أمام المحكمة. وكانت الخطة السابقة تقضي بسيطرة وزارة الخزانة على 72،5 بالمئة من المجموعة التي سيتم إصلاحها.

وسيكون هذا الفصل من تاريخ المجموعة صعبا إذ إن عليها بعد ذلك دعم شركات إنتاج قطع سياراتها التي لن يتمكن معظمها من الاستمرار في حل توقف الإنتاج الغزير للشركة، كما سيكون عليها اختيار الشركات التي ستتخلى عنها مثل هامر ساب وساترن، ولتحقيق ذلك يفترض أن تستخدم ستين مليار دولار ضختها الحكومة في المجموعة.

أما كرايسلر فمستقبلها، لم يعد مرهونا سوى بقرار محكمة قضايا الإفلاس في نيويورك التي كان يفترض أن تصدر قرارها في وقت سابق، لكنها أرجأته إلى وقت لاحق، وسيسمح هذا القرار لكرايسلر التي قدمت ملف إفلاسها نهاية الشهر الفائت الخروج من هذا الوضع، حيث سيعهد "بكرايسلر جديدة" تخلصت من الجزء الأكبر من ديونها لكونسورسيوم تملك فيات 20 بالمئة منه في مرحلة أولى ثم 35 بالمئة.

وفيما يعتبر رمزا لانتهاء حقبة، انخفض سعر سهم جنرال موتورز إلى اقل من دولار واحد الجمعة للمرة الأولى منذ 1933 يفترض أن تخرج من المؤشر داو جونز الذي كانت من أعمدته منذ 1925، والتي بقيت على رأس مجموعات صناعة السيارات في العالم لمدة 17 عاماً.

يذكر أن جنرال موتورز هي شركة متعددة الجنسيات، أميركية الأصل. تعتبر من أكبر منتجي السيارات في العالم، وتأسست عام 1908، مقرها الرئيسي في مدينة ديترويت الأميركية وهي توظف نحو 266 ألف موظف في مصانعها المنتشرة في 35 دولة، وقد حققت عام 2005 رقما قياسيا إذ باعت 9.17 مليون سيارة تحت أسماء كاديلاك، وبيويك، وشيفرليه، وجي أم سي وهمر وهولدن وجي أم دايو وأوبل وبونتياك وساب وساترن وفاكسهول. وفي 2007 جاءت الشركة بإيرادات بلغت 181 مليار دولار لكنها عانت من خسائر فادحة بلغت نحو 38.7 مليار دولار.

وتعد جنرال موترز واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في العالم، وهي تعمل إلى جانب صناعة السيارات في مجالات التأمين والتمويل التجاري والسكني، وتعد شركة أون ستار جي أم التابعة لجنرال موتورز رائدة صناعة سيارات السلامة وخدمات الأمن والمعلومات في العالم.

وتملك جنرال موتورز معظم أسهم شركة دايو للسيارات والتقنية في كوريا الجنوبية، كما أن لها تعاونا تجاريا وصناعيا مع شركتي إيسوزو وسوزوكي اليابانيتين، وتتعاون في مجال تقنية صناعة السيارات مع مجموعتي ديملر كرايسلر وبي أم دبليو الألمانيتين وتويوتا اليابانية، ولها عدة مشاريع في صناعة مركبات بالتعاون مع شركات عالمية بالإضافة إلى تويوتا وسوزوكي هناك شنغهاي لصناعة المركبات الصينية وهي منافسة قوية لشركة تشيري أوتو موبيل ، ورينو الفرنسية، وشركة أوتوفاز الروسية.

المصدر
sana

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى