سياسية

بيونجيانج: سندافع عن انفسنا ضد “استفزازات” مجلس الامن

قالت كوريا الشمالية يوم الجمعة إنها ستتخذ اجراءات للدفاع عن النفس في حال اصدر مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا بمعاقبتها لتنفيذها تجربة نووية في وقت سابق من الاسبوع الجاري.
وكانتكوريا الشمالية قد اجرت ثاني تجاربها النووية يوم الاثنين الماضي، مما اثار استنكارا دوليا واسعا وحدا بمجلس الامن الى الانعقاد من اجل اصدار قرار جديد ضدها.
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية في بيونجيانج قوله: "اذا قام مجلس الامن باستفزازات جديدة، لن يكون امامنا من خيار غير اتخاذ خطوات اضافية للدفاع عن انفسنا."
واضاف الناطق: "سيؤدي اي تصرف عدائي من جانب مجلس الامن الى الغاء اتفاقية الهدنة"، في اشارة الى الاتفاق الذي انهى الحرب الكورية عام 1953 – وهو الاتفاق الذي سبق لبيونجيانج ان وصفته بأنه "ميت."
واكد الناطق على حق بلاده، باعتباها دولة مستقلة ذات سيادة، في اجراء التجارب النووية والصاروخية ما دامت هذه التجارب لا تنتهك اية اتفاقات دولية.
على صعيد آخر، اوردت تقارير اخبارية ان سفن الصيد الصينية التي اعتادت ممارسة نشاطاتها في البحر الاصفر بمحاذاة الحدود الفاصلة بين الكوريتين قد بدأت بمغادرة المنطقة، وذلك بعد تهديد كوريا الشمالية باستخدام القوة العسكرية.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء عن مصادر دفاعية قولها إن الجيش الكوري الجنوبي يحاول التوصل الى ما اذا كانت هذه السفن قد امرت بمغادرة المنطقة المذكورة.
وكانت اكثر من 280 سفينة صيد صينية تمارس نشاطاتها في المنطقة في وقت سابق من الاسبوع الحالي، ولكن هذا العدد انخفض الى 140، حسب نفس المصادر.
يذكر ان المنطقة المعنية تشمل "خط الحدود الشمالي" الذي يمثل الحدود البحرية الغربية بين الكوريتين، وهي نفس المنطقة التي شهدت مواجهات بحرية بين الجانبين في عامي 1999 و2002. وترفض كوريا الشمالية الاعتراف بهذا الخط.
الا ان وكالة يونهاب نقلت ايضا عن مسؤول في القصر الرئاسي في سول قوله إن الانسحاب الصيني لا يعني بالضرورة ان خطر الحرب اصبح ماثلا.
وقال المسؤول الجنوبي: "لو كان هذا هو الحال، لسحبت الصين كل سفنها."
وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قد اخبر الصحفيين في غوام بأنه لم يطلع على ما يشير الى قيام كوريا الشمالية بتحريك قواتها.
واضاف جيتس انه لا يرى ضرورة لزيادة عدد القوات الامريكية في كوريا الجنوبية.
وكانت كوريا الشمالية قد هددت الجنوب عسكريا بعد ان قررت سول الانضمام الى مبادرة امريكية تهدف الى منع انتشار اسلحة الدمار الشامل، التي تتضمن بندا يخولها ايقاف وتفتيش السفن الكورية الشمالية.
وتقول بيونجيانج إن القرار الجنوبي يرقى الى اعلان للحرب، ولذا فإنها (اي بيونجيانج) لا تشعر بأنها ملزمة من الآن فصاعدا باتفاق هدنة 1953.
ويقول المحللون إن التوتر الذي رفعت حدته كوريا الشمالية قد يكون موجها اساسا للاستهلاك الداخلي، والغرض منه تبرير الانفاق العسكري وتعبئة الشعب بالتلويح بتهديد غربي.
وقال جيتس في تصريحات يبدو الغرض منها التقليل من شأن الازمة: "لا نية لنا في اتخاذ اي اجراء عسكري ضد كوريا الشمالية ما لم يقم الكوريون الشماليون بعمل يبرر اتخاذ هذا النوع من الاجراء."
وكان الوفدان الامريكي والياباني لدى الامم المتحدة في نيويورك قد طرحا مشروع قرار جديد على اعضاء المجلس يدين التجربة النووية الكورية الشمالية الاخيرة، ويدعو الى تنفيذ العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بيونجيانج عقب اجرائها اول تجربة نووية عام 2006 تنفيذا صارما.
يذكر ان آمال حصول انفراج في شبه الجزيرة الكورية قد انتعشت في فبراير/شباط من عام 2007، عندما وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن طموحاتها النووية مقابل الحصول على تنازلات دبلوماسية ومساعدات اقتصادية.
ولكن هذه الآمال سرعان ما تلاشت بعد ان اتهمت بيونجيانج شركائها في المفاوضات السداسية (التي تضم اضافة الى كوريا الشمالية كلا من الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية) بالتنصل من التزاماتها.

المصدر
bbc

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى