سياسية

لبنان: سليمان يشدد على حياد الأجهزة والمر يعتبر “تهجم” عون “فقدان أعصاب”

شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خلال لقاءات أجراها مع القيادات الأمنية والعسكرية أمس، على وجوب عدم التدخل على الإطلاق في العملية الانتخابية ووجوب بقاء القوى العسكرية والأمنية بعيدة من التجاذبات والاصطفافات السياسية
القائمة راهناً"، في رد غير مباشر على اتهام زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون بعض الأجهزة بالتدخل لمصلحة مرشحين مستقلين، في وقت تواصل السجال بين مرشحي وقادة 14 آذار ومرشحي "التيار الوطني" حول الموقف من رئاسة الجمهورية. وبينما بقي موضوع اكتشاف شبكات التجسس الإسرائيلية يحظى باهتمام الوسط السياسي والأجهزة الأمنية، أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ان "عدداً من العملاء قد يكونوا غادروا لبنان بعد كشف الشبكات عبر المعابر الرسمية ومطار بيروت من دون علم السلطات، إضافة الى اللبنانيين الثلاثة الذين تسللوا قبل أيام الى اسرائيل".

وشن النائب ميشال المر، حليف العماد عون السابق في دائرة المتن الشمالي، هجوماً على مواقفه الأخيرة ومواقف مرشحيه، لا سيما تلك التي لمّح فيها الى تدخل الرئيس سليمان، منتقداً "زج رئيس الجمهورية في البازار الانتخابي" ووصف المر ما اعتبره "تهجم" العماد عون (على المرشحين الأخصام) بأنه "فقدان للأعصاب"، وسأل: "ألم يكتف العماد عون بتهميش موقع الرئاسة منذ عودته من باريس؟". وانتقد المر حملة عون على رؤساء البلديات والمخاتير، نافياً ان تكون الأجهزة الأمنية تتدخل في الانتخابات، ومؤكداً ان "لائحتنا ستفوز بالمقاعد السبعة في المتن"، متهماً خصومه بأنهم "لا يملكون سوى حرب الشائعات لأنهم خسروا حرب الأصواتط. كما اتهم هؤلاء الخصوم باستخدام المال، وقال انه يملك صورة لشيك من مرشح لشخص يملك 6 أصوات. ونفى ان تكون لائحته وقوى 14 آذار دفعت مالاً.

وبدوره حمل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على شعارات "التيار الوطني الحر" في المتن الشمالي، وقال: "نحن ضد 7 أيار ومع التفاهم وضد ورقة التفاهم (بين عون والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله) لأنها ورقة تين".

وفي المقابل دافع مرشحو عون في لقاءات انتخابية عن موقفهم وسأل سيمون أبي رميا: "منْ من المرشحين تجرأ ان يطرح تعديل بنود الدستور لإعادة صلاحيات الرئيس الذي يحتاج الى كتلة كبيرة وهي كتلة التغيير والإصلاح"، التي يتزعمها العماد عون.

وواصلت الأمانة العامة لقوى 14 آذار انتقادها كلام نصر الله عن ان 7 ايار يوم مجيد، واتهمته "بالسعي الى إبقاء الفتنة المذهبية سائدة".

وبعد ظهر امس رد العماد عون على انتقادات الأكثرية له ولنصر الله، فرأى "انهم عندما يتكلمون عن سلاح حزب الله، وهو السلاح الذي يحمي الوطن، ينسون السلاح الذي يمنع الناس من العودة الى قراهم التي تهجروا منها".

وقال عون لدى استقباله وفوداً من الشوف انه "ليس لديه شهوة تجاه الحكم".

وودعا عون الى "التنبه من تخويف الناس من امر غير موجود، مثل اختراعهم كذبة تقصير ولاية رئيس الجمهورية"، وسأل: "أين وجدوا هذه التهمة، علماً بأنني لم أفكر بها؟"،

وكان الرئيس سليمان التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي ثم اللواء ريفي والمدير العام لجهاز أمن الدولة العميد الياس كعيكاتي. وأوضحت الدائرة الإعلامية في الرئاسة ان سليمان شدد على عدم التدخل والابتعاد عن التجاذبات والاصطفافات السياسية، وتناول كذلك مسألة كشف شبكات التجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي مهنئاً مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الجهود المبذولة لاعتقال العملاء ومنع الاختراق الإسرائيلي للداخل اللبناني، وطلب "تكثيف الجهود في هذا الاتجاه خصوصاً في هذه الظروف وعشية إجراء اسرائيل مناورة عسكرية واسعة".

وبعد ظهر امس، أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة له في مؤتمر عن "المقاومة وعي وذاكرة" ان وظيفة الجواسيس من «جملة وظائفهم افتعال فتن واشتباكات مسلحة بين فصائل وقوى وأحزاب»، ملمحاً بذلك الى نشاط المتهم بالتعامل مع إسرائيل زياد الحمصي الذي أوقفته مخابرات الجيش السبت الماضي.

وكان مصدر أمني قال ان العميل الحمصي «كلّف من الإسرائيليين بالسعي الى لقاء السيد نصر الله، وإبلاغ موساد بالموعد من دون تحديد الهدف من ذلك. لكن الحمصي لم يفلح في تأمين الموعد».

من جهة ثانية، هاجم النائب في "حزب الله" حسن فضل الله قوى الأكثرية وحملتها في ذكرى 7 ايار. ورأى أن "هذه الحملات تساهم في تهيئة مناخات وبيئة سياسية وإعلامية لاستهداف آخر هو الاستهداف الجسدي من خلال مخطط اسرائيلي تتكشف خيوطه يوماً بعد يوم». وقال: "نحن نرى في هذا التحريض والتشويه والتهجّم، عن قصد وربما عن غير قصد، مساعدة للعدو على تنفيذ حلمه باغتيال" نصرالله.

وفي نيويورك، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام آلان لوروا، انه ليس لدى الأمم المتحدة معلومات عن تسلل أفراد شبكات التجسس الاسرائيلية عبر مواقع "يونيفل"، انما إذا قام أفراد من شبكات التجسس حقاً بالتسلل عبر هذه المناطق فإن ذلك «بوضوح، يشكل خرقاً للقرار 170». وأكد في الوقت ذاته ان قوات «يونفيل» ليس لديها الصلاحية أو التخويل لاعتراض المتسللين أو إيقافهم لأن ذلك ليس ضمن ولايتها.

واعتبر لوروا في مؤتمر صحافي أقامه في مقر الأمم المتحدة انه "مستبعد تماماً» ان يقوم "حزب الله" بتكديس وزيادة ترسانته العسكرية (جنوب الليطاني) لأن ذلك "صعب جداً" بسبب مراقبة "يونيفل"لتلك المنطقة.

ورحب لوروا بتقديم السلطات الاسرائيلية خرائط حول الألغام التي تركتها وراءها في لبنان واصفاً التطور بأنه "مهم جداً". أما في ما يخص قرية الغجر فتمنى ان تعطي اسرائيل الى الامم المتحدة إجابة أكثر إيجابية وان تكف عن ربط مسألة الغجر بعلاقاتها الأوسع مع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى