سياسية

القدس: البعض لا يرحب بزيارة البابا والمتشائمون يرون “فألا سيئا”

بينما تشهد اسرائيل والاراضي الفلسطينية ترحيبا شعبيا ورسميا بزيارة البابا، لا يرحب بعض المسلمين والمسيحين واليهود بهذه الزيارة، لأسباب تخص كل فئة منهم.
وإذا كان ذلك مفهوما في منطقة عرفت بالصراعالمستمر لعقود، لكن هناك من يربط بين زيارات بابا الفاتيكان والأحداث التي وقعت في المنطقة.
فقد تجولت في طرقات البلدة القديمة وسمعت بعض المسيحين بغض النظر عن طوائفهم يتحدثون عن التشاؤم من الزيارة. ويرى هؤلاء الذين يؤمنون بـ "الفأل" ان الحرب ستندلع بعد مغادرته كما "حدث في السابق".
يعرف البعض هنا أن المصور كيفورك كافدجيان صور البابا بولص السادس في عام 1964 أي قبل نحو ثلاثة أعوام من اندلاع حرب 67. كما أنه صوّر البابا يوحنا بولص الثاني الذي اندلعت بعد زيارته بخمسة أشهر الانتفاضة الثانية عام ألفين.
زرت محل كيفورك الذي سمع عن هذا التشاؤوم، لكنه لا يرى أن له علاقة بالواقع خاصة وأن السياسة هي التي "تحدد مجريات الامور" كما يقول. ويوضح: " يتحدث البعض ان البابا سيأتي بسوء الحظ ، فعندما أتى في عام 1964 حدثت الحرب… لكن ذلك كان بعد ثلاث سنوات".
هذا التشاؤم يراه بعض أتباع الكنيسة الغربية رجما في الغيب ليس أكثر فمنهم من قال لي: " هناك من يحاول التقليل من أهمية هذا الرجل الذي يمثل أهم شخص بالنسبة لنا فلا تكترث بما يقال عن التشاؤوم".
على الجانب الاخر فإن الطوائف المسيحية الشرقية لا تبدو مكترثة بالزيارة، كونها تتبع الكنيسة الشرقية وأتباع هذه الكنيسة لا تربطهم ببابا الفاتيكان علاقة روحية.
إلا أن لبعض حاخامات اليهود المتشددين أسبابهم في عدم الترحيب بالبابا. وتلك الأسباب لا تتعلق بالخلاف التاريخي الديني، لكن لأنهم يتهمون الفاتيكان بمعاداتهم ويشيرون إلى الحقبة النازية.
فمثلا ميخائيل بن أري، وهو عضو كنسيت يميني، يرفض استقبال البابا بسبب ما يصفه بـ "محاباة البابا للحكم النازي".
ويقول بن أري إن " الشعب اليهودي لا يعرف إعطاء الخد الاخر. من يحارب الشعب اليهودي ومن لا يزال يعّبر عن أراء لاسامية يستحق استقبالا يليق به ولا يستحق ترحيبا كالذي تنوي فعله لجنة المراسم التابعة لدولة اسرائيل".
زيارة المسجد الاقصى ضمن برنامج البابا، لكن هذا لا يعني أن كل المسلمين يرحبون به فالبعض يتهمه بإهانة الرسول والربط بين الاسلام و العنف.
قبالة باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة سألت أحد المارة عن رأيه بزيارة البابا فبدى مغتاظا وقال: " البابا يتحدث عن حوار الديانات، ولكنه يريد أن يمحو كل الديانات إلا الدين المسيحي" وأبدى غضبه على الاوقاف الاسلامية التي حضرت لزيارة البابا.
وبعيد صلاة الجمعة في المسجد الاقصى وزع بيان وقع بإسم "الحركة الاسلامية" جاء فيه " لا حللت أهلا ولا وطئت سهلا" واعتبر البابا معاديا للإسلام.
الجدير بالذكر أن عددا من الحركات و الاحزاب الاسلامية أعلنت رفضها علنا لزيارة البابا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى