سياسية

الرئيسان الأسد وأحمدي نجاد: تغيرات جذرية على الساحة الدولية لها انعكاسات

أجرى السيد الرئيس بشار الأسد والسيد الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مباحثات بعد ظهر اليوم عقدا في ختامها مؤتمراً صحفياً حيث رحب الرئيس الأسد في مستهله بالرئيس أحمدي نجاد والوفد المرافق له
وقال.. يسعدني أن نلتقي اليوم في دمشق في ظل متغيرات دولية كبيرة ومهمة حصلت في الفترة الفاصلة بين القمتين السابقة في طهران منذ حوالي تسعة أشهر والقمة الحالية في دمشق حيث كان هناك تغييرات جذرية على الساحة الدولية كان لها انعكاسات أيضا على الساحة الإقليمية في كل المجالات السياسية والاقتصادية وكان لها انعكاسات اجتماعية.

وأضاف الرئيس الأسد أن التغييرات الإقليمية كانت مرافقة لهذه التغييرات الدولية ولكن لها جانبان.. جانب مرتبط بالتغييرات الدولية نفسها وجانب له علاقة بسياق الأحداث الطبيعية في منطقتنا ونحن كأي دولة أخرى في المنطقة تأثرنا.. وتأثرت العلاقات السورية الإيرانية بكل هذه التغييرات ولكن بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي.

الرئيس الأسد: العلاقة السورية الإيرانية استراتيجية وزيارة أحمدي نجاد تؤكد ذلك

وقال الرئيس الأسد إنه كان هناك تغييرات ولكن كانت هناك أشياء لم تتغير كثيرا.. ما يعنينا منها في هذا اللقاء هو ثبات رؤيتنا أو تثبيت صحة الرؤية السورية الإيرانية المشتركة تجاه المواقف التي كنا نتخذها في السنوات السابقة حيث ثبتت صوابية الرؤية الإيرانية السورية المشتركة تجاه نقطتين النقطة الأولى هي ما يتعلق بهذه العلاقة بين سورية وإيران وهي علاقة إستراتيجية وزيارة الرئيس أحمدي نجاد تدل على أهمية هذه العلاقة الإستراتيجية وعلى ضرورة التشاور والتنسيق المستمر بين سورية وإيران أما النقطة الثانية المتعلقة برؤيتنا المشتركة فهي ترتبط بكل القضايا الأخرى التي نطرحها وتتعلق بالعمل المشترك المستمر والدؤوب من اجل الوصول إلى منطقة نعيش بها كدول وكشعوب كي تكون منطقة مستقرة ومستقلة بمعنى أن مصيرها مرتبط بقرارها وقرارها مرتبط أو ممسوك أو مصنوع بأيدي أصحابها وأهلها وقاطنيها وهذه النقطة مرتبطة بكل القضايا او النقاط الفرعية الأخرى التي كانت تطرح تحت عناوين قضايا معينة وما يجمع بينها هذه النقطة.

العلاقة بين سورية وإيران طبيعية وليست محورا كما يحلو للبعض أن يوحي

وأضاف الرئيس الأسد: إن العلاقة السورية الإيرانية هي علاقة طبيعية وليست حالة شاذة وليست محوراً كما يحلو للبعض أن يوحي بل هي علاقة طبيعية لا ترتبط فقط بعلاقة سورية وإيران وإنما بعلاقة أي مجموعة دول تتجاور مع بعضها البعض.. علاقة سورية مع كل الدول الأخرى الموجودة في المنطقة وعلاقة إيران مع كل الدول الموجودة في منطقتنا وهذه العلاقة وهذا النوع من العلاقات هو لمصلحة هذه الدول ولمصلحة الاستقرار الذي ننشده ولمصلحة قوة هذه المنطقة وبالتالي من واجبنا كدول أن نسعى لتعزيز هذا النوع من العلاقات.

المباحثات تركزت على فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني

وقال الرئيس الأسد: إنه عندما نتحدث عن الاستقرار لا يمكن ان نغفل الموضوع الفلسطيني ومعاناة الشعب الفلسطيني تجاه ما يتعرض له من تنكيل وقتل وإرهاب من قبل الإسرائيليين.. ولا يمكن أن نغفل المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني فمن البديهي أن يتركز الحوار حاليا اليوم حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته بكل ما تعني هذه المقاومة من معان وأوجه.

وأضاف الرئيس الأسد لقد تطرقنا إلى كيفية دعم الشعب الفلسطيني ودعم صموده من خلال توحيده لأنه لا يمكن ان يصمد أو ان يقاوم وهناك انقسام على الساحة الفلسطينية السياسية وكانت هذه إحدى النقاط الأساسية التي تركز الحوار بشأنها وهي كيف نعمل على فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وهذه النقاط كانت أساسية في حوارنا قبل هذا المؤتمر.

مرتاحون للتطورات الأخيرة في العراق ومتفقون على ضرورة دعم الحكومة العراقية الحالية

وقال الرئيس الأسد إنه عندما نتحدث عن الاستقرار لا يمكن أن نغفل الموضوع العراقي ونحن مرتاحون للتطورات الأخيرة في العراق وخاصة انتخابات الإدارة المحلية التي حصلت مؤخرا وأعطت مؤشرات قوية وواضحة على أن الشعب العراقي يريد وحدة العراق وأن العراق لا يذهب بالاتجاه الذي ربما أراده البعض وتوقعه من انقسام وتفتيت وصدام بين أبناء الوطن الواحد وكانت وجهة نظرنا متفقة حول ضرورة دعم الحكومة العراقية الحالية في مساعيها الدؤوبة من أجل تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب العراقي ومختلف الفصائل العراقية بهدف الوصول إلى انسحاب القوات الكامل وخروج آخر جندي أجنبي محتل من العراق.

امتلاك الطاقة النووية السلمية حق تضمنه الاتفاقيات الدولية

وأضاف الرئيس الأسد إنني أكدت للرئيس الإيراني موقف سورية الثابت من موضوع الملف النووي الإيراني وموقفنا معروف.. من حق أي دولة في هذا العالم أن تمتلك الطاقة النووية السلمية هذا الحق تضمنه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الموضوع أما الحديث أو طرح شكوك حول وجود برنامج عسكري فعلى الجهات التي تطرح هذا الطرح أن ترينا فقط من أجل المصداقية ما الذي ستفعله تجاه برنامج نووي عسكري مطبق منذ عقود طويلة في إسرائيل عندها يكون لهذا الكلام مصداقية ولهذه الشكوك بعض المصداقية والحقيقة كلنا يعرف أن الموضوع عبارة عن عملية سياسية نحن نرفضها.. الكثير من الدول في هذا العالم ترفضها.

الشعوب في منطقتنا أصبحت أكثر وعيا لتمسكها بحقوقها وعملها من أجل مصالحها

وقال الرئيس الأسد: إنه بكل تأكيد كان هناك جزء من الحديث متعلق بالعلاقات الثنائية وعبرنا عن رضانا عن هذه العلاقات وعن تطورها وهناك خطوات تتم بشكل مستمر بالنسبة لتطوير هذه العلاقات وسيكون هناك اجتماع متابعة بعد هذا المؤتمر الصحفي للوزراء لمتابعة تفاصيل ما طرح في الاجتماع من عناوين بالنسبة للعلاقة الثنائية بين سورية وإيران فهناك أشياء كثيرة تغيرت ولكن هناك أشياء كثيرة بقيت مناقضة لمصالح الدول والشعوب وعلى الرغم من كل ذلك فالشعوب في منطقتنا أصبحت أكثر وعيا لتمسكها بحقوقها وعملها من اجل مصالحها وهذا وحده يدفعنا جميعا للتفاؤل.

وحيا الرئيس الأسد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مواقفها الداعمة لحقوقنا العربية بشكل عام ولحقوقنا في سورية وفي مقدمتها استعادة الجولان المحتل بشكل خاص.

العلاقات السورية الإيرانية تستند إلى المبادئ والمصالح

وردا على سؤال حول الضغوط على سورية وإيران بسبب دعم المقاومة.. وما هي إمكانات تنمية العلاقات في المستقبل بين البلدين… قال الرئيس الأسد: استندنا في رؤيتنا لهذه العلاقة على مبادىء ومصالح.. المبادىء من الطبيعي أن تكون هناك علاقات جيدة نحن أبناء منطقة واحدة وأمة واحدة تجمعنا الكثير من الأشياء ولكن بنفس الوقت هذه المبادىء اجتمعت مع المصالح فكان من الطبيعي أن تقف سورية مع إيران عندما قامت الثورة الإيرانية وقدرت إيران موقف سورية خلال الحرب العراقية الإيرانية وفي المقابل وقفت إيران مع سورية في السنوات القليلة الماضية التي تعرضت فيها لضغوط شديدة جداً.. الكل يعرف عنها.. أيضا هناك تقدير سوري للموقف الإيراني لكن لو وضعنا هذين الجانبين ربما يبدو موقفا عاطفياً أو أخوياً فقط.. لو وضعنا الموضوع جانباً ونظرنا إلى القضايا التي مرت خلال العقود الماضية وخاصة في العقد الحالي لوجدنا أن مصلحة سورية وإيران كانت مصلحة واحدة وأعتقد أن دولا أخرى لديها مصلحة في نفس المواقف التي أخذناها ولو نظرت إلى الدول الأخرى التي تعيش في المنطقة فسترى أن المواقف لم تكن بعيدة عن المواقف السورية والإيرانية.. ربما هناك طريقة تعبير مختلفة ودرجة تعبير مختلفة.

الضغوطات لم تمنعنا من أن نسير باتجاه الهدف الذي وضعناه وكان هدفا واضحا

وأضاف الرئيس الأسد: كل هذه الأمور بنيت على رؤية بعيدة المدى بين سورية وإيران في المنطقة أما الجانب الآخر فهو يتعلق بالخصوم والأعداء.. هناك فرق بين الخصم والعدو وكلاهما لحسن الحظ كان جاهلاً بما يفعله وبما نفعله أو بالأحرى جاهلاً بمنطقتنا في كل تفاصيلها وهذا الجهل نراه إلى حد كبير موجودا.. الآن ربما نرى بداية اعتراف بان هناك مشكلة.. سنوات قليلة ماضية لم يكن أحد يعترف بأن هناك مشكلة والآن بداية اعتراف بأنهم لم يقدروا أو أن البعض لم يقدر وأن البعض لم يعرف حتى الآن كيف يتعامل مع المشاكل أو كيف يوجد مخرج للورطات التي وقع فيها.. بالمقابل كنا نعتمد على رؤيتنا الواضحة في السير نحو الأمام.. لم نتعامل كثيراً مع الضغوطات أخذناها على محمل الجد ولكن لم تمنعنا من أن نسير باتجاه الهدف الذي وضعناه وكان هدفاً واضحاً.. عرفنا حجم هذه الضغوطات الحقيقي وفرزناه عن الوهمي وعرفنا تماماً ما هي أهدافهم من هذه الضغوطات التي طبقت على سورية وإيران وبالتالي بالنسبة للقضايا الأساسية التي طرحت ما زال الموقف السوري هو نفسه والموقف الإيراني نفسه.. كل المتغيرات التي نتحدث عنها لم ترافقها متغيرات في أسس السياسة في سورية أو في إيران.

وقال الرئيس الأسد: أعتقد أن هذه العوامل الأساسية هي التي جعلتنا نصمد وننجح على الأقل بالحد الأدنى بوضع الرؤية الصحيحة التي ثبت بأنها كانت صحيحة كي لا نتحدث عن انتصارات بنوع من الغرور.. نحن نتحدث عن رؤية صحيحة وهذا أساس نجاح أي دولة واي سياسة عندما تمتلك الرؤية الصحيحة كل شيء آخر يصبح تفاصيل.. ما هي الخطة التنفيذية التي تبنى على هذه الرؤية وغيرها من التفاصيل الأخرى تصبح تفاصيل أقل أهمية لكن من يمتلك الرؤية هو القوي في السياسة ونحمد الله بأننا تمكنا من امتلاك هذه الرؤية وأثبتت الوقائع أن هذه الرؤية السورية الإيرانية المشتركة هي رؤية صحيحة.

وجوابا على سؤال حول التعاون السوري الإيراني واهتمام سورية بالاستفادة أكثر من طاقات وإمكانات إيران في هذا الاتجاه… قال الرئيس الأسد: بكل تأكيد.. لذلك خلال هذه الزيارة القصيرة للرئيس أحمدي نجاد سيكون هناك اجتماعان في هذا الإطار.. الاجتماع الموسع الذي ترأسناه مع الرئيس أحمدي نجاد تحدثنا فيه حول العناوين وطلبنا أن يتم مباشرة بعد هذا المؤتمر الصحفي اجتماع يرأسه من الجانب السوري السيد رئيس الوزراء ومن الجانب الإيراني رئيس اللجنة المشتركة ووزير الإسكان السيد سعيدي كيا من أجل مناقشة هذه التفاصيل وبكل الأحوال المشاريع التي تمت حتى الآن هي مشاريع مهمة جدا في مجال المياه والري والصوامع والاسمنت فهي مشاريع كبيرة بالاضافة الى مشاريع صناعة السيارات ومؤخرا أصدرنا مرسوما لدعم هذه الصناعة وخاصة ان صناعة السيارات سوف ينشأ عليها أو بناء عليها صناعات أخرى داعمة لها وصدر المرسوم لتخفيف الأعباء المالية عن هذا النوع من الصناعات في سورية.

وأضاف الرئيس الأسد: أما من الناحية السياسية فسورية لديها رغبة كبيرة لتوسيع هذه العلاقات وتبقى هناك التفاصيل وأي بيروقراطية موجودة في أي دولة نحاول دائما ان نجد حلولا للمشاكل التفصيلية ولكن هناك لقاءات متكررة وزيارات مستمرة بين المسؤولين في كل المستويات.

من جهته قال الرئيس أحمدي نجاد: أشكر الرئيس الأسد على حسن الاستقبال ودعوته وأوافق على ما طرحه فإيران وسورية بلدان مهمان جدا ومؤثران في المعادلات الإقليمية والعالمية.. هناك جبهة مقاومة منذ عقود عديدة تقف أمام التدخل الأجنبي وهجوم القوى الكبرى للهيمنة على المنطقة من خلال الوحدة والوعي والتخطيط الدقيق والمناسب على أساس المبادىء الإنسانية.. كانت مواقفنا والدفاع عن حقوق البلدين وعن حقوق شعوب المنطقة بشجاعة.

الرئيس نجاد: يجب ان نمنع التدخل الأجنبي في منطقتنا وأن تكون المنطقة مستقلة وحرة ومتقدمة

وأضاف أحمدي نجاد لحسن الحظ.. النصر حل علينا وظروف المنطقة والعالم اتجهت بسرعة وبوتيرة متسارعة لمصلحة مواقف إيران وسورية ونظرتهما.. والذين مارسوا الضغط على سورية وإيران يعلنون اليوم بوضوح انهم بحاجة الى دعم ومساعدة سورية وإيران لحل مشاكلهم وهذا حدث كبير جدا.

موقف إيران وسورية يزداد قوة على الساحتين الإقليمية والدولية

وقال أحمدي نجاد إن الوئام والصمود هما سر النصر ونحن في بداية الطريق نحو النصر وهناك انتصارات أكبر أمامنا ينبغي أن نصل إلى نقطة بحيث نمنع ونحول دون غطرسة وتدخل الأطراف الأجنبية وأن تكون منطقتنا منطقة مستقلة وحرة ومتقدمة ومليئة بالسلام والمودة بين الشعوب والحكومات بحيث تسيطر الشعوب والحكومات على مصيرها.. والقرارات تتخذ داخل المنطقة بالذات.. واليوم ظروف العالم تتغير بوتيرة متسارعة وأعداء الشعوب والمنطقة في يوم ما كانوا يتحدثون من موقع القوة والغطرسة والأنانية ولكن إيران وسورية بلدان ينشدان العدالة والاستقلال وهما ملتزمان بالحقوق والقوانين الدولية.. والذين كانوا يبثون عبارات مسيئة ضد هذين البلدين الان في موقف ضعف وموقف إيران وسورية يوما بعد يوم يزداد قوة على الساحة الاقليمية والدولية.

وأضاف الرئيس الإيراني: إن أصحاب النوايا السيئة بالنسبة للبلدين ولشعوبنا وفي كل المواقف وصلوا إلى طريق مسدود.. إنهم اليوم لا يستطيعون أن يقوموا بتسوية أي موضوع على المستوى العالمي والسياسي وانه لا توجد لديهم أي إستراتيجية أو مقاربة عقلانية وإنسانية لحل قضية فلسطين وأيضا قضية أفغانستان بل ليس لديهم أي حل لأي موضوع على مستوى العالم لأن أفكارهم قائمة على الأنانية والهيمنة وأسسهم الفكرية غير إنسانية وتعود إلى عقود ماضية.

وقال أحمدي نجاد: ذكرت للرئيس الأسد إنهم يريدون من خلال المفاتيح القديمة أن يفتحوا الأقفال الحديثة والحداد كان يصنع تلك المفاتيح ولكنها لا تصلح لعالم اليوم.. واليوم الأقفال رقمية وسر فتح هذه الأقفال هو النظرة الإنسانية القائمة على محبة واحترام الناس والاعتراف بحقوق الشعوب وموقعها وهم منذ عقود لا يزالون متخلفين وبعبارة واحدة يمكن أن نقول إنهم متخلفون سياسيا.. واليوم هم في موقف ضعف والعالم يتغير.. فنحن بالإضافة إلى مساعدة إدارة وتنظيم شؤون المنطقة يجب أن نقوم بجهود جديدة لإصلاح النظام العالمي.. وأثبتت الحرب العالمية الثانية أن الفكر قد وصل الى نهاية طريق وهم لا يستطيعون أن يحلوا قضايا العالم في يومنا هذا ولا يستطيعون ان يوفروا الأمن في العالم لأن موقفهم قائم على التمييز والفلتان الأمني وعلينا أن نبذل جهودنا حتى تكون منطقتنا خالية من تواجد الأجانب ودعاة الهيمنة.. ينبغي أن نبذل جهودا جديدة لاصلاح النظام العالمي.

وتابع الرئيس الإيراني: وكما قمنا في الماضي بالتنسيق والوئام الفكري والصمود ينبغي أن نتابع هذا التوجه ولقد حققنا في سورية وإيران انتصارات كبيرة.. والظروف في يومنا هذا تختلف عما هي في الماضي ولكن إلى جانب هذه الانتصارات هناك مسؤوليات جديدة ملقاة على عاتق الحكومات والشعوب.

وأكد أحمدي نجاد أن العلاقات الثنائية بين البلدين على مستويات عليا وفي مختلف القطاعات تتطور وتتعمق ولا توجد أي قيود او معوقات أمام تطويرها.. فالبلدان متفقان على أن العلاقات الأخوية بين إيران وسورية نموذج يحتذى به للعلاقات الأخوية والبناءة لجميع البلدان في الإقليم والعالم وان نقدم هذا النموذج للمنطقة والعالم وهي لصالح شعبي البلدين وشعوب المنطقة.

وقال الرئيس الإيراني: من أجل التنسيق بين الحكومات والشعوب في المنطقة وتنمية التعاون الإقليمي لدينا تفاهم كامل.. فالبلدان يرحبان باستتباب الأمن ودعم الحكومة الشرعية في العراق وأن العراق الموحد هو لصالح كل بلدان المنطقة وجلاء القوات الأجنبية من العراق لصالح كل المنطقة وينبغي أن نقول إنه لصالح المحتلين أيضا.

وأكد الرئيس الإيراني أن وجود المحتلين والأجانب في منطقتنا يؤدي إلى الفلتان الأمني ومشاكل عديدة لشعوب المنطقة.. وينبغي أن يغادروا بأسرع وقت وهذا لصالحنا ولصالحهم.. وإذا أرادوا أن يقوموا بعمل خير فينبغي ان يقوموا بذلك في بلادهم.

واعتبر أحمدي نجاد أن الصهيونية بالذات هي الاحتلال والعدوان والقتل والإبادة.. لقد خلقت الصهيونية للعدوان والتهديد والإبادة وهم بالذات يمارسون التمييز العنصري لخدمة القوى الكبرى ولذلك فدعم المقاومة الفلسطينية يعتبر واجبا إنسانيا وشعبياً وأن سورية وإيران تقفان إلى جانب المقاومة الفلسطينية.

وقال أحمدي نجاد إن المقاومة ستستمر حتى تحرير كل الأراضي المحتلة فالجولان المحتل منذ عشرات السنين يخضع لاحتلال الصهاينة وحماتهم وهم يهاجمون غزة ويقومون بقتل الناس في أوطانهم يقصفونهم من البر والبحر وينكلون ويبيدون الأطفال والنساء ويحاصرونهم ويمنعون عنهم الغذاء والدواء ومن خلال الدبابات والأسلحة الثقيلة ويشنون الهجمات عليهم.

وأكد أحمدي نجاد أن فترة الهيمنة والغطرسة انقضت ونحن عازمون من خلال الوعي وبالأساليب الإنسانية والمنطقية أن ندافع عن حقوق شعوبنا وحقوق شعوب المنطقة مشيراً إلى أن منحى الأعداء يتجه إلى النزول وأن الكيان الصهيوني يواجه طريقا مسدوداً وهذه العربدات ليست ناجمة عن القوة بل عن الضعف.

وأكد أن المؤشر بالنسبة إلى إيران وسورية يتجه نحو الصعود وهو ناجم عن الوحدة والصمود وعن وعي الحكومات والشعبين في سورية وإيران.

وقال أحمدي نجاد نحن على ثقة إننا في بداية طريق الانتصار.. والانتصارات الكبرى أمامنا وفي المستقبل القريب سنعيش في منطقة لا يوجد فيها أثر من المحتلين سواء الصهاينة أو غير الصهاينة وأن الشعوب في المنطقة ستعيش بكل حرية واستقلال ورفاهية وأخوة وستعيش مع بعضها البعض.

ورداً على سؤال حول أجواء الانفراج في المناخ الدولي ومرتسماته العملية على قضايا المنطقة وخاصة بالنسبة إلى سورية وإيران… قال الرئيس الإيراني.. هناك مؤشرات على صحة هذا التفاؤل وأذكر مثالا على ذلك الذين كانوا يمارسون الضغط على سورية وإيران منذ عشرات السنين لكي يتراجع البلدان عن مواقفهما فإنهم من أجل حل قضاياهم الان يحتاجون إلى سورية وإيران مضيفا ان فكر الهيمنة في المنطقة وصل الى طريق مسدود مشيرا الى ان الذين احتلوا العراق من اجل احتواء ايران وسورية ومن أجل احتواء الفكر الاستقلالي في المنطقة كانت حصيلتهم ان موقف سورية وإيران أصبح أقوى مما كان عليه قبل احتلال العراق.

التأكيد على دعم المقاومة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة

ورداً على سؤال حول دعم الشعب الفلسطيني وتحقيق وحدته وإعادة إعمار غزة قال الرئيس أحمدي نجاد إن السبيل الذي اتخذناه بدعم القضية الفلسطينية هو طريق صحيح وسوف نواصله لأنه وبعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة الظروف تغيرت.. ومساعداتنا ودعمنا سوف نقوم بتنظيمها حسب الظروف الراهنة ودمشق هي قاعدة لمساعدة الشعب الفلسطيني.

وأضاف أحمدي نجاد أنه بشأن إعادة اعمار غزة فاننا نرى أنه ينبغي أن يقوم الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة بإعادة الإعمار ونحن سنتخذ التدابير اللازمة لتحقيق هذا الهدف وسنمضي قدماً بهذا الاتجاه رغم وجود معوقات فغزة لا تزال تخضع للحصار والمعابر مغلقة ولكن نحن نؤمن بأنه كما ان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة هزمت العدوان العسكري الإسرائيلي والحصار ستنجح أيضا بإعادة الإعمار.

وحول تعزيز العلاقات السورية الإيرانية أكد الرئيس الإيراني أنه لا توجد أي قيود على تنمية العلاقات بين البلدين وقال هناك عمل مشترك جيد يتم حاليا لذلك فإنه من خلال توجيه الرئيس الأسد والإرادة السياسية القائمة فسوف يتطور التعاون بين سورية وإيران في المستقبل في كل المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية والاستثمار وحتى اننا نتجه نحو التعرفة التفضيلية والتبادل التجاري الحر وإنشاء مصرف مشترك ونحن ننطلق بهذا الاتجاه.

وأضاف أحمدي نجاد: أن جزءا من حوارنا شمل التعاون الثلاثي والإقليمي بين سورية والعراق وإيران وهناك مشاريع بنية تحتية مهمة جداً تم تحديدها وسنقوم بتنفيذها في مجال النفط والغاز والنقل بشكل ثلاثي بين البلدان الثلاثة.

وكان السيد الرئيس بشار الأسد في مقدمة مستقبلي الرئيس أحمدي نجاد لدى وصوله إلى قصر الشعب حيث أقيمت مراسم استقبال رسمي عزف خلالها النشيدان الوطنيان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية ثم جرى استعراض حرس الشرف بينما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة تحية لضيف سورية الكبير.

بعد ذلك صافح الرئيس أحمدي نجاد أعضاء الوفد السوري الرسمي المؤلف من السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والدكتور فؤاد جوني وزير الصناعة ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية لدى إيران.

ثم صافح السيد الرئيس بشار الأسد أعضاء الوفد الإيراني الرسمي المؤلف من السادة منوشهر متقي وزير الخارجية وسعيدي كيا وزير الإسكان وبناء المدن ورحيم مشائي نائب الرئيس ورئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة وشيخ الاسلام نائب وزير الخارجية والدكتور سيد أحمد موسوي سفير إيران لدى سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى