الطائرة الرئاسية تثير ذعراً بنيويورك، البيت الأبيض يعتذر، وأوباما غاضب
أثارت الطائرة الرئاسية أير فورس وون الاثنين ذعراً في نيويورك بتحليقها على علو منخفض في منهاتن ومعالم المدينة، ودفعت بسكان لإخلاء مبانيهم، وسط اعتذارات البيت الأبيض، وسخط الرئيس، باراك أوباما.
وقالشهود عيان إن الطائرة العملاقة، وبحراسة مقاتلتين من طراز F-16s، حلقت في شكل دائري بالقرب من تمثال "الحرية"، قبيل الطيران فوق نهر "هدسون."
وقالت إدارة الطيران الفيدرالي لـCNN، إن الطائرة العملاقة، كانت تشارك في مهمة سرية لالتقاط صور جديدة لتحديث ملفات البيت الأبيض.
وبادر رئيس المكتب العسكري بالبيت الأبيض، لويس كالديرا، بالاعتذار قائلاً: "أنا من صادق على مهمة الطائرة الرئاسية فوق مدينة نيويورك.. وأتحمل مسؤولية قراراي هذا.. رغم اتخاذ السلطات الفيدرالية لكافة الترتيبات اللازمة بإخطار الولاية والسلطات المحلية في نيويورك ونيوجيرسي، إلا أنه من الواضح أن المهمة سببت إرباكاً وانزعاجاً."
وأعلن كالديرا في بيان الاثنين: " أعتذر عن أي هلع تسببت به المهمة."
وقال مسؤولان رفيعان للشبكة، إن الرئيس أوباما غاضب للغاية لدى إعلامه بالمهمة التي خلقت حالة من الهلع والفزع في منطقة نيويورك-نيوجيرسي."
وأضاف أحد المصادر: "الرئيس حانق للغاية"، بشأن المهمة التي أثارت غضب عدد من سكان نيويورك، على رأسهم عمدتها، مايكل بلومبيرغ.
وأبدى بلومبيرغ سخطه البالغ بالقول: "في باديء الأمر.. أنا منزعج.. أو بالأصح.. أستشيط غضباً لعدم إخطاري مسبقاً.. وقرار إدارة الطيران الفيدرالي بالتكتم على الرحلة "سخيف" و"حكم خاطئ."
وندد السيناتور شاك شومر، ديمقراطي عن نيويورك، بالخطوة "أنه لأمر شائن ومروع أن تخطط إدارة الطيران الفيدرالي للمهمة دون إخطار الجمهور.. رغم علمها التام بأن ذكرى الهجمات مازالت ماثلة في أذهان أهل نيويورك."
وتابع: "هذا منتهى القسوة أو الغباء البالغ للغاية."
ووفقاً لدائرة الطيران الفيدرالي، حلقت الطائرة العسكرية، من طراز "بوينغ 747"، واحدة من طائرتين تستخدمان في تنقلات الرئيس الأمريكي، على علو نحو 1000 قدم، لالتقاط صور لها، لصالح البنتاغون.
وأسترجع مشهد طائرة الرئاسية الأمريكية وهي تحلق على علو منخفض، لأذهان الكثير من سكان نيويورك، أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.
وقال الصحفي توم كروك، الذي شهد تلك الهجمات، إن مشهد تحليق الطائرة العملاقة على علو منخفض كان "مقلقاً."
وعقبت غراسيا-روز، أخصائية نفسية تشرف على علاج عشرات المصابين باضطرابات نفسية، أن المكالمات الهاتفية انهالت عليها من مرضاها "كانوا في حالة صدمة ويتساءلون عن كيفية حدود ذلك مجدداً."
وأضافت: "أنا طبيبة ولكن أصيبت بنوبة هلع"، وأضافت بأنها تنظر في إمكانية إقامة دعوى مدنية ضد الحكومة لعدم الإعلان عن المهمة.