سياسية

الرئيس النمساوي: زيارة الرئيس الأسد إلى فيينا مهمة في مضمونها وتوقيتها

قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر إن الزيارة الرسمية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى النمسا تأتي في ظروف مريحة وتوقيت مهم وتم التحضير لها بشكل جيد جداً مؤكداً اهتمام بلاده بالحوار مع سورية.
ورأى الرئيس فيشر في مقابلة مع وكالة الأنباء السورية سانا في قصر الرئاسة في فيينا أن هذه الزيارة ستكون خطوة كبيرة من شأنها تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق نتائج إيجابية على جميع الأصعدة وخاصة السياسية والاقتصادية معبراً عن ترحيبه وسروره البالغين بهذه الزيارة.

وأشار الرئيس فيشر إلى أن الرئيس الأسد سيلتقي شخصيات نمساوية سياسية واقتصادية رفيعة المستوى مثل المستشار النمساوي ورئيسة البرلمان ونائب المستشار ووزراء في الحكومة وذلك في لقاءات متعددة كما يلتقي بحاكم مقاطعة فيينا وستكون هذه المباحثات صريحة ومفيدة للغاية لأنها نتاج علاقاتنا الطيبة والقيمة عبر عقود من الزمن.

ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي والدور الذي يمكن للنمسا أن تلعبه على صعيد حل مشكلات المنطقة أجاب الرئيس فيشر.. إن تطوير العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي أمر مهم جداً ويأتي في مصلحة الطرفين.. فالاتحاد الأوروبي يقطنه نحو نصف مليار نسمة وناتجه القومي يفوق الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية وجميع دول الاتحاد الاوروبي كثفت علاقاتها وتعاونها مع سورية في السنوات الاخيرة معبرا عن ثقته بالدور المهم والإيجابي الذي تلعبه سورية إزاء قضايا المنطقة.

ومضى الرئيس فيشر بالقول.. سنسعى جاهدين بدعمنا للتوصل الى توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية وسأعلن ذلك أمام الرأي العام لدى قيام الرئيس الأسد بزيارة النمسا ونحن قبل كل شيء بحاجة إلى تبادل الثقة ومزيد من التفاهم وعلينا أن نفكر بما يفكر فيه الطرف الآخر أيضاً وأننا نرغب أن يتم التوقيع على تلك الاتفاقية والبدء بحيز تنفيذها.

وبشأن انعكاسات العدوان الأسرائيلي الأخير على قطاع غزة على فرص إحلال السلام في المنطقة حيث توقفت محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية قال الرئيس فيشر: يمكنني أن أجيب دون إبطاء بأن ما حدث في غزة كان مؤلماً وحزيناً وتابعت شخصياً الأحداث هناك لقد كان وقتاً عصيباً وخاصة على الطرف الفلسطيني لوقوع ضحايا بشرية كبيرة.

وأضاف.. أما فيما يتعلق بمفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل فموقفنا معلن وثابت وهو يرتكز على قرارات مجلس الأمن التي تطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل مشدداً على أن الجولان يشكل عنصراً أساسياً ومهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأشار الرئيس فيشر إلى ضرورة استمرار جميع المساعي السلمية من قبل كل الأطراف من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي رده على سؤال حول واقع عملية السلام بعد تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية جديدة اوضح الرئيس فيشر أن الحكومة الإسرائيلية عبرت عن مجموعة من المواقف شكلت نوعاً من التشاؤم في أوروبا ولكن الإدارة الأمريكية الحالية يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً عكس الإدارة الأميركية السابقة بهذا الخصوص.

وتابع الرئيس فيشر.. إن تاريخ النزاع في الشرق الأوسط وتجاربه بينت أنه من الممكن أن تقوم حكومات يمينية إسرائيلية بإيجاد حلول للأزمات إن رغبت بتحمل مسؤولياتها كما يجب عليها الآن الانتظار عدة أسابيع كي تتمكن الإدارة الأمريكية من جهة والإسرائيلية من جهة أخرى العمل على أرض الواقع إضافة إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى وقت كاف لتهيئة ظروفهم الداخلية.

وحول دعوات بعض السياسيين الأوروبيين الدول الأوروبية لاتباع سياسة خارجية موحدة تجاه قضايا الشرق الأوسط وإمكانية ذلك في المرحلة المقبلة قال الرئيس فيشر إنه سؤال وجيه حيث من الطبيعي أن يكون هدف الاتحاد الأوروبي كمشروع متكامل وأن تتحدث أوروبا بلغة واحدة أو صوت واحد وأن تعرب أوروبا دائماً عن اهتمامها بذلك داخلياً كي يكون لها وزنها في حوارها مع القارات الأخرى أو دول أخرى.

وأضاف.. من المعروف أن الاتحاد الأوروبي ليس دولة اتحادية أو نموذجاً مثل الولايات المتحدة الامريكية ولكننا دول ذات طابع فردي لكل بلد تاريخه وثقافته وقيمه ومصالحه الاقتصادية ولكننا متفقون في مواقف مهمة فيما يتعلق مثلا بقضية الشرق الأوسط ونسعى أن نقدم ما هو ممكن وأن نظرة السويد مثلاً إلى قضية معينة تختلف عنها في إسبانيا بينما تختلف مثلاً نظرتنا عن بريطانيا في قضية أخرى ولكننا في جميع الاتحاد الأوروبي متفقون على القضايا الكبرى لافتاً إلى أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ضرورة مهمة ويجب أن يكون هناك حل سلمي وسليم للصراع القائم على مبدأ حل الدولتين الفلسطينية إلى جانب الإسرائيلية حيث تنعم إسرائيل بالسلم والأمن إلى جانب دولة تضم الشعب الفلسطيني الذي ينعم أيضاً بدولته في أمن وسلام.. هذا هو الموقف الاوروبي الواحد.

وكان الرئيس النمساوي زار سورية في كانون الأول عام 2007 وبحث مع الرئيس الأسد العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات إضافة للوضع في المنطقة وجهود تحقيق الامن والاستقرار في العراق وعملية السلام.

يشار إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين قطعت خطوات مهمة في شتى المجالات حيث وصل حجم الصادرات السورية إلى النمسا خلال عام 2008 نحو 55 مليون يورو بينما بلغ حجم الصادرات النمساوية إلى سورية خلال نفس العام 45 مليون يورو وتوجد حاليا 107 شركات سورية لها علاقات تجارية مع مثيلاتها في النمسا كما وقع البلدان على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي.

وهناك اتفاقيات بين البلدين في النقل الجوي والتعاون الاقتصادي والصناعي والتطوير والتعاون الفني والتكنولوجي ومكافحة الجريمة المنظمة والإتجار الدولي غير المشروع بالمخدرات إضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون الصحي تهدف إلى تبادل الوفود والخبرات والدورات التدريبية للأطباء والممرضين وإدارة المشافي.

كما اختارت الخطوط الجوية النمساوية مطار دمشق الدولي العام الماضي ليكون أول محطة لتشغيل طائراتها المحدثة علماً أن الخطوط النمساوية ومؤسسة الطيران العربية السورية تشغلان تسع رحلات أسبوعياً بين مطاري دمشق وفيينا في اطار ما يعرف بالتشغيل المشترك.

المستشار النمساوي: زيارة الرئيس الأسد ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته ..ودور سورية مركزي في قضايا المنطقة

من جانبه أعرب المستشار النمساوي فيرنر فايمان عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع سورية وخاصة على الصعيد الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري معها بما يتناسب ومستوى العلاقات العميقة والمتينة التي تربط البلدين.

وقال المستشار النمساوي في تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء سانا: إن عمق علاقات الصداقة السورية النمساوية هو نتاج عمل لسنوات طويلة مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته للنمسا ستساهم في دعم وتعزيز التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته.

وقال المستشار فايمان إن سورية تنفرد بدور مركزي في قضايا المنطقة برمتها كما أن دورها أساسي في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.

كما اعتبر المستشار النمساوي أن لسورية تأثيرا على مجموعة من القوى السياسية في المنطقة التي يجب دعمها للمساهمة في عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط لافتا إلى أن النمسا ترتبط بعلاقات مميزة مع العالم العربي ويمكنها أن تساهم في لعب دور مهم لإيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط.

وقال المستشار فايمان إن النمسا ستعمل من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى السلام في المنطقة.

وأشار المستشار النمساوي إلى أن سورية والاتحاد الاوروبي في طريق تقارب مهم موءكدا رغبة الاتحاد الاوروبي في تعزيز علاقته مع سورية ومجددا دعم حكومة النمسا للتوقيع على اتفاق الشراكة الأوروبية مع سورية.

وفي معرض حديثه عن دور سورية الإيجابي في المنطقة قال المستشار النمساوي إن سورية اتخذت خطوات وقامت بجهود ومساع مهمة ساهمت في دعم استقرار لبنان وسيادته ومؤسساته ودستوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى