مقالات وآراء

جانب من زمننا الرديء

ما زالت صفحات زمننا الرديء مستمرة, صفحات الخزي والذلّة. لا نعرف إلى أية درجة من الذل تلك التي سنصل إليها, أو تلك التي أوصلنا إليها أعوان اليهود
على اختلاف مراتبهم, كل ذلك تحت ستار السلام والإنسانية ومواجهة الإرهاب… الخ.
لقد لفت نظري كلام الوزير الأردني, وزير المياه والري رائد أبو السعود, حول حاجة الأردن إلى الماء وعزمها على استدانته من (إسرائيل). ذكّرني كلام الوزير بالدعاية والمقولات, حيث يحاول بعض السياسيين وكذلك الأكاديميين أن يُبرهن أو يُفسّر معاهدات السلام مع العدو اليهودي بأنها إستراتيجية وبُعد نظر لكل من أنور السادات, وياسر عرفات, وحسين بن عبد الله, وهذا ما نلحظه في بعض الكتابات المتعلقة بهذا الموضوع.
لقد سرق اليهود كامل فلسطين ومعها سيناء التي يدّعي المصريين بأنهم استرجعوها, ولكن إذا أتينا للحقيقة فاليهود ما يزالون يسرحون ويمرحون بها كما يشاؤون وليس كما يشاء المصريين. ما زالوا إلى الآن يسرقون كنوزها وآثارها وينصبون فيها نُصب تذكارية عائدة لقواتهم العسكرية, وكل ذلك تحت ستار معاهدة السلام.
سُلبت مياهنا وسُرقت ثروات البحر الميت و بحيرة طبرية, أيضاً كل ذلك تحت اسم السلام. والآن يأتينا الوزير الأردني ليتحدث بهدوء تام ليقول " سيضطر الأردن إلى استدانة المياه من إسرائيل".
أليس هذا هو الذل والعار بعينه.أليس الواجب علينا أن نلعن ما وصلنا ومن أوصلنا إلى هذا الزمن.
نستدين الماء من أرضنا!!؟؟.
بربكم هذه إستراتيجية وبُعد نظر ؟؟.
أرضنا سُرقت, أهلنا شُرّدوا وقّتلوا, ثرواتنا استنفذت, كرامتنا أُهينت, عزتنا جُرحت. ثم نأتي ونقول سلام و قائم أيضاً على إستراتيجية وبُعد نظر ؟؟.
إنّ ما يجب أن ننتبه إليه, كأكاديميين ومثقفين, أنّ السلام الذي يُنادي به الكثيرون من حُكام العالم العربي وكذلك السياسيون وغيرهم, يختلف تماماً عن مفهوم السلام الحقيقي المعروف والواضح لكل إنسان.
إنّ هذا السلام هو سلام اتفاقية سايكس_ بيكو الاستعمارية. حيث أنّ سلام الإمارات والكيانات التي اخترعها اتفاق سايكس_ بيكو لا يمكن أن يُعيد لنا كرامتنا وعزتنا. لا يمكن أن يجعلنا تلك الأمة القوية التي ستواجه وتقابل غيرها من الأمم. لذلك كان علينا أن نغضب على ما أوصلنا إليه حُكامنا من الذل والإهانة وأن لا نتخلى عن المقاومة والسلاح وعن الكفاح الشعبي المسلح في مواجهة اليهود, وليست أية مواجهة بل المواجهة والصراع الوجودي الكامل حتى استرجاع كامل فلسطين وطردهم من كامل أراضينا.
وعلينا أن نثق تمام الثقة أنّ انتصارنا على اليهود ودحرهم هو انتصار لأنفسنا أولاً ومن ثم انتصار على بلفور و سايكس- بيكو وكل ما أتى بعدهما من نتائج مروراً بأوسلو وانتهاء باستدانة الماء المذلة من قبل القائمين على الكيان الأردني وأخوتهم الذين يتقاتلون على عرش السلطة الفلسطينية، هؤلاء المؤمنين بدولة فلسطينية بجانب الدولة اليهودية, المؤمنين بالسلام مع العدو اليهودي كحل نهائي لجميع مشاكلنا مع الكيان اليهودي الغاصب. ذلك أنهم يؤمنون كل الإيمان أنّ بقاؤهم السلطوي والملكي وإماراتهم وعروشهم مرهونة جميعاً ببقاء اليهود في فلسطين.
نعم هذا ما علينا أن ندركه وننتبه إليه.
وأيضاً..
القليل من الكرامة …الكرامة..الكرامة…….

بواسطة
حسن عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى