سياسية

العرب والاميركيون الجنوبيون يوجهون نداء لنظام مالي جديد من دون مضاربات

اطلقت الدول العربية ودول اميركا الجنوبية الثلاثاء في نهاية قمتها الثانية التي تعقد في خضم تداعيات الازمة المالية العالمية، نداء الى نظام مالي عالميجديد من دون مضاربات، وذلك قبل يومين من قمة مجموعة العشرين في لندن.
كما لم تقدم القمة التي استمرت يوما واحدا اي دعم للرئيس السوداني عمر البشير الملاحق بموجب مذكرة توقيف اصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية، على الرغم من حضوره القمة.
واعربت الدول العربية ال22 والاميركية الجنوبية ال12 في ختام القمة عن "القلق المشترك حول الازمة المالية العالمية وتاثيراتها على اقتصاديات الدول العربية ودول اميركا الجنوبية وكيفية الحفاظ على مصالحنا في اطار الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي".
واكد القادة المشاركون، وبينهم المشاركون الثلاثة في قمة مجموعة العشرين، اي ملك السعودية ورئيس البرازيل ونظيرته الارجنتينية، على "الحاجة الى انشاء نظام مالي دولي يمنع المضاربات المالية ويضع في الاعتبار القواعد الملائمة".
واكد "اعلان الدوحة" على ضرورة "استحداث نظام مالي دولي والحاجة لقيام المؤسسات المالية الدولية والدول المتقدمة بدور تجاه تداعيات الازمة المالية العالمية لدعم الدول النامية". كما طالبت القمة، وهي الثانية من نوعها بعد قمة في برازيليا العام 2005، ب"عقد مؤتمر دولي في اقرب فرصة في اطار الامم المتحدة" لمعالجة الازمة المالية.
وستعقد مجموعة العشرين للدول المتطورة والنامية الخميس في لندن قمة محورية للبحث في جهود مكافحة الازمة المالية العالمية التي تضاعف البطالة والفقر في الدول النامية.
وعلى المستوى السياسي، نص الاعلان على "الترحيب بمبادرة جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي لحل ازمة دارفور والاعراب عن التاييد للجنة دارفور" التي تراسها قطر مع الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي. ولم يتضمن "اعلان الدوحة" الصادر عن القمة التي استمرت يوما واحدا، اي اشارة الى البشير او الى اجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضده على خلفية النزاع في دارفور.
الا ان اعلان قمة الدوحة دعا الى "حل عاجل للازمة في دارفور والتشديد على اولوية بناء السلام" والى "احترام حقوق الانسان في دارفور ودعوة جميع الاطراف للتعاون مع المجتمع الدولي من اجل التاكيد على احترام القانون الانساني الدولي".
وكانت القمة العربية التي عقدت في الدوحة عشية انعقاد القمة مع دول اميركا الجنوبية، اختتمت بموقف قوي الى جانب البشير، حيث اكد القادة العرب على رفض الاجراءات القضائية الدولية بحق البشير.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من اذار/مارس مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور الاقليم الواقع غرب السودان ويشهد حربا اهلية منذ ست سنوات.
والرئيس السوداني الذي حضر القمة العربية، بقي في الدوحة وحضر قمة العرب مع دول اميركا الجنوبية. لكنه وان فشل في الحصول على دعم المجموعة الاميركية الجنوبية، فهو يمكنه الاعتماد على اصدقاء في المجموعة.
فقد دان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في وقت سابق الثلاثاء مذكرة التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني، معتبرا انها "ترهيب قضائي وقلة احترام لشعوب العالم الثالث".
الى ذلك، وفي موقف جماعي قوي ضد الدولة العبرية، دانت الدول الاميركية الجنوبية ال12 المشاركة في القمة الحرب الاسرائيلية في غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009، ودعت الى "سلام عادل وشامل" والى قيام الدولة الفلسطينية.
ونص البيان الختامي للقمة على "شجب العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة والتي نتج عنها الاف الضحايا المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية وكذلك المؤسسات الخاصة والعامة". كما دعا "اعلان الدوحة" الصادر عن القمة الى "الفتح الفوري لكافة المعابر بين غزة واسرائيل ورفع الحصار".
ودعا البيان الى "ازالة المستوطنات ومن ضمنها مستوطنات القدس الشرقية". واكد القادة ايضا على "الحاجة الى احترام وحدة وحرية وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدحل في شؤونه الداخلية" والى "اخلاء المنطقة برمتها من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الاخرى".
ومنذ قمة برازيليا، تضاعف التبادل التجاري بين المجموعتين ثلاث مرات تقريبا، ووصل الى 18 مليار دولار في 2007، بينها صادرات اميركية جنوبية الى الدول العربية ب10،6 مليارات دولار. واتفقت المجموعتان على ان تعقد قمتهما كل ثلاث سنوات، على ان تكون القمة المقبلة في ليما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى