ندوة حوارية حول مشاركة الأطباء السوريين بتضميد جراح غزة
أكدت شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية للحزب رئيسة مكتب المنظمات الشعبية ضرورة التمسك بالأرض والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات وقالت إن المقاومة الفلسطينية انتصرت في غزة بصمودها ودفاعها البطولي عن الارض والحقوق.
وأضافت في الندوة الحوارية التي أقيمت مساء اليوم في المركز الثقافي بالعدوي مع الأطباء السوريين العائدين من غزة: ليس جديداً على الشعب السوري أن يكون مقاتلاً على أراض عربية مشيرة إلى أن الأطباء السوريين ساروا على هدى الأجداد الذين كانت لهم محطات بطولية في الدفاع عن القضايا العربية بدءاً من سليمان الحلبي إلى جول جمال وصولاً إلى عز الدين القسام. وأكد المشاركون ضرورة التمسك بالمقاومة وأهمية تعميقها بين الأجيال حتى تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة منوهين بالصمود البطولي للشعب الفلسطيني في غزة أمام آلة القتل والإرهاب الإسرائيلية.
وقال المشاركون: إن سورية كانت السباقة دائماً في احتضان القضايا العربية والدفاع عنها بجميع السبل وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لهذا لم يكن غريباً على الأطباء السوريين أن يتطوعوا لنجدة الأهل في قطاع غزة في ظل المحرقة التي كانت تنفذها قوات الاحتلال هناك لتقديم المساندة والدعم لهم في تحديهم لآلة الحرب الإسرائيلية.
من جهته قال خالد عبود عضو مجلس الشعب إن تطوع الأطباء السوريين لنجدة أهلنا في غزة ليس سابقة بل إن السوريين كانوا على مر التاريخ يشاركون في مثل هذه المحن ويقدمون كل ما يستطيعون للدفاع عن القضايا والحقوق العربية. ودعا عبود وسائل الاعلام الى التركيز على همجية ووحشية العدو الاسرائيلي خلال عدوانه الغاشم على الفلسطينيين في غزة والتحدث عن مساحات الإجرام التي مارسها هناك حتى تدخل الى الوعي الجمعي للأمة وتدرك ان هذا العدو هو عدوها الرئيسي والوحيد.
وتحدث الدكتور جمال قدور اختصاصي جراحة عظمية وأحد المشاركين في الوفد الطبي إلى غزة عن حجم الجرائم والدمار الذي أحدثته طائرات وصواريخ قوات الاحتلال على القطاع وقال ان ما نقلته وسائل الإعلام لم يكن إلا جزءاً بسيطاً من المجازر الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
وعبر الدكتور قدور عن اعتزازه بالمشاركة في تقديم العون للفلسطينيين وقال: نحن نعيش في بلد تعود أن يكون سباقاً في مساندة الأشقاء العرب ونصرة قضاياهم العادلة. فيما بين الدكتور علي كنعان اختصاصي جراحة عظام ومفاصل أن العدو الإسرائيلي استخدم ضد الشعب الفلسطيني جميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ورأينا آثارها على أجساد الجرحى والمصابين الذين عالجناهم في مشافي غزة مشيرا الى انه شاهد على أجساد الجرحى ثقوبا صغيرة أدت الى تهتك الأمعاء بشكل كامل مع نزيف شديد.
ورداً على سؤال عن نوعية السلاح الذي سبب هذه الثقوب أكد كنعان أن العدو الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض ضد المدنيين الفلسطينيين.
بدوره أكد الدكتور غسان مراد اختصاصي جراحة قلب فداحة ما خلفه الإرهاب الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة وقال: عندما وصلت إلى غزة شعرت بالزهو والفخر وعمق ونبل المشاركة التي أقوم بها مع زملائي. وأشار إلى أن العبور لم يكن سهلا ولمسنا صعوبات ومحاولات لمنعنا من مواصلة ما جئنا من أجله إلا أن تلك المحاولات جعلتنا أكثر تصميماً لتحقيق الغاية التي جئنا من اجلها.
بينما عبر الدكتور زهير فجر اختصاصي جراحة عامة وصدرية عن تأثره الشديد بما رآه من جرائم إسرائيلية بحق الإنسانية مبيناً أن أكثر الإصابات كانت من النوع المتعدد من الرأس والبطن والصدر الى جانب البتور وإصابات قنابل الفوسفور.
وقال الدكتور فجر: عندما كان يعرف الفلسطينيون في القطاع أننا أطباء سوريون كانوا يهرعون إلينا لتقبيلنا وأحسسنا أن هذه القبل لم تكن لنا كأشخاص بل كانت لمواقف سورية الوطنية والقومية.
من جانبه قال الدكتور أحمد يوسف زيتون اختصاصي جراحة عامة وجراحة صدر وأوعية دموية: إننا ذهبنا إلى أهلنا في القطاع لنمدهم بالعزيمة فوجدناهم يمدوننا بها مضيفا ان اطفال فلسطين كانوا صامدين يتواجدون في أماكن القصف ويساعدون في نقل المصابين دون خوف من ضربات العدو. من ناحيته قال المحلل السياسي غسان العبود إن الوفد الطبي السوري أثبت من خلال وقفته الوطنية والإنسانية أن للشعب السوري امتدادات وعمقاً على مستوى عال من المسؤولية ومن الحس الوطني مضيفا ان كل القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية بكل اطيافها اعتبرت هذه المبادرة جزءا من الاحساس الوطني والقومي من قبل الشعب السوري الذي يقف الى جانب اشقائه الفلسطينيين في مواقف الشدة والمحن.
من جانبه قال الدكتور علي أبو الحسن رئيس حركة عودة الشعب العربي الفلسطيني ان الأطباء السوريين أثبتوا من خلال مهمتهم أن فلسطين في قلب وعيون كل السوريين مؤكداً أن الشعب الفلسطيني متسمك بارضه ولن يتخلى عنها ولهذا استطاع الانتصار على إسرائيل ليس بالجيوش بل بصموده والتفافه حول مقاومته.