ثقافة وفن

بعد سنوات من الظلام .. «حمام القواص الأثري» يرى النور في حلب القديمة

عودة أهم المعالم الأثرية والسياحية في مدينة حلب إلى الحياة بعد سنوات من غبار الإرهاب وظلام التكفير .. هو ولادة جديدة للحياة .. الحياة التي انعدمت في فترة من الفترة وعادة مع تحرير الجيش السوري لمدينة حلب أواخر عام 2016 ..

من أهم الشواهد التاريخية والأبنية الأثرية في مدينة حلب القديمة «حمام القواص الأثري» والذي يقع بالقرب من باب النصر , فهو مثال حي على عودة الحياة للمدينة وشاهد على حضارتها وتطورها العمراني بين مختلف العهود , فقد نفض غبار الإرهاب وبدأ ينهض من تحت الرماد ليدعوا أهل حلب إلى العودة لممارسة طقوسهم الاجتماعية المميزة.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء بأن إصرار صاحب الحمام «أحمد رضوان» على إعادة ترميمه وتأهيله بعد اغتراب دام خمس سنوات يؤكد تمسك أبناء حلب بمدينتهم وإعادة الحياة إليها , حيث يقول إن الحمام تعرض عام 2012 للخراب والأذى على يد المجموعات الإرهابية المسلحة لكننا اليوم نعيد له الحياة بعد ترميم وصيانة وتجديد التجهيزات والديكور والجدران والخلوات والأرضيات وإعادة المقصورات والقمريات كما كانت في العهود الخوالي وإضفاء نوع من الحداثة التي تنسجم مع روح العصر ومتطلبات الزبائن وتوفير أنواع الخدمة والراحة.

ويتميز الحمام الذي يعود للعهد المملوكي بطراز معماري عريق يوفر للمستحم الانتقال التدريجي من الجو الحار في الداخل إلى الجو البارد في الخارج فيحافظ على سلامته وصحته ويتألف من أربعة أقسام البراني للاستقبال والوسطاني ويحتوي غرفا صغيرة تسمى الخلوات تعلوه القبب والقمريات الجصية بأشكالها النجمية وزخارفها المتداخلة والجواني أو بيت النار وهو أكثر أقسام الحمام حرارة والى جانبه ثماني خلوات صغيرة والقسم الرابع يحتوي على مسبح حار وجاكوزي وكافتيريا.
ويتابع صاحب الحمام القول, إن الحمام ليس للاستحمام فحسب وإنما يشهد الكثير من اللقاءات والمناسبات الاجتماعية مثل التعارف وحفلات الزواج وتخرج الطلبة ولقاء الأصدقاء تتخللها جلسات الطرب الحلبي التراثي الأصيل , موضحاً بأن التسمية تعود لفارس يدعى «القواص» وكان يحمل سيفاً ويستقبل المحاربين العائدين من المعارك ويصطحبهم إلى الحمام للاغتسال وأخذ قسط من الراحة.

ويقول المهندس «باسم خطيب» مدير سياحة حلب إن عودة الحياة لـ«حمام القواص الأثري» تأتي ضمن خطة مديرية السياحة لتشجيع أصحاب المنشآت السياحية لإعادة ترميم وتأهيل وصيانة ما دمره الإرهاب وتقديم التسهيلات , معرباً عن سعادته بعودة الحمام للخدمة , حيث أكد بأن عدد من مرتادي الحمام عبروا عن فرحتهم وسعادتهم بعودة الحياة لهذا الحمام الذي اعتادوا ارتياده قبل الأزمة كي يعيدوا طقوسهم الاجتماعية وعاداتهم وأفراحهم بارتياده متى شاؤوا.

بواسطة
آدم شاماتي
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى