تحقيقات

أكثر من 40 ألف مشيع في السويداء ودعوا جثمان الشهيد اللواء شرف زهر الدين

«حـماةَ الـديارِ عليكمْ سـلامْ .. أبَتْ أنْ تـذِلَّ النفـوسُ الكرامْ» … قادة الشهداء إلى النصر فكان شهيداً للنصر , وحمل بين يديه الجرحى وباليد الآخر كانت البندقية تطلق رصاصاتها على المعتديين , حتى أن نال شرف الشهادة على أرض دير الرجال ..
في الـ18 من تشرين الأول لعام 2017 , يوم أعلن عن ارتقاء اللواء شرف «عصام زهر الدين» شهيداً في حويجة صقر بدير الزور, بعد صراع مع الدواعش دام لخمس أعوام وحصار خانق على المدينة لمدة ثلاث سنوات , ليحمل الأمانة بشرف وعز وكرامة ويسلمها للشعب السوري بنصر وسلام وفخر .. بعد أن كان قاد الشهداء نحو الانتصار ليكون شهيداً بعد الانتصار .. 

ففي بلدي .. الشهيد يقود الشهيد , والشهيد يحمل الشهيد , والشهيد يصلي على الشهيد , والشهيد يدافع عن الشهداء , والشهيد ينصر أخاه الشهيد .. في بلدي تجتمع معادلات جميع أساطير الشهادة التي يمكن أن تكتب حول التضحيات في حب الوطن والدفاع عنه , فأحباب وجماهير وأسرة وأخوة ورفاق وأبناء الشهيد اللواء شرف «عصام زهر الدين» , اجتمعوا في الملعب البلدي اليوم ليشكلوا مهرجاناً وطنياً معبراً عن جل التضحيات في سبيل وحدة وكرامة سورية .. اجتمع الأبناء والأخوة والأشقاء ورفاق السلاح الذين تجاوز عددهم الـ 40 ألف مشيَّع ليودعوا فقيدهم الراحل من ديار الحياة إلى ديار الحق وروحه الطاهرة ما تزال تسكن في نفوس أكثر من 23 مليون سوري حول العالم.
لم يكن اللواء شرف زهر الدين عبارة عن ضابط بالجيش السوري فحسب , فهو الرفيق والصديق والأخ والأب للكثير ممن أدوا الواجب الوطني بالدفاع عن الوطن إلى جانبه , فهل رفيق السلاح قبل أن يكون القائد العسكري .. وعندما ارتقى «أبو يعرب» شهيداً في دير الزور .. صرخت حناجر أهالي حلب وحمص والحسكة والرقة ودير الزور قبل أن تسمع في السويداء .. فهو ابن سورية البار والذي جسد روح المقاومة في نفوس الشعب السوري أينما كان .. لتحمله أيادي السوريين بعد نيله شرف الشهادة من دير الزور إلى مثواه الأخير في قرية الصورة الكبيرة بريف السويداء مروراً بمطار دمشق العسكري.
في الملعب البلدي بالسويداء , اجتمع الأحبة والأشقاء بحضور ممثل السيد الرئيس بشار الأسد , السيد «عزام منصور» وزير شؤون رئاسة الجمهورية والدكتور «أحمد بدر الدين حسون» مفتي الجمهورية , بالإضافة لحضور رسمي وعسكري وجماهيري رفيع المستوى  من جميع المحافظات السورية , حيث كانت مراسم التشييع عبارة عن مهرجان وطني بامتياز تحدث فيه محبوه عن حياته النضالية وتضحياته البطولية , التي جعلت من زهر الدين علماً ورمزاً وطنياً لجميع السوريين.

بماذا علقت أم الشهيد «زهر الدين» وأبنائه عند وصول جثمانه إلى السويداء ؟؟
أم الشهيد «أبو يعرب» قالت : «أنا بعتز بسوريا وبعتز فيكن جميعاً .. بعتز بأبا يعرب اللي مات شهيد وبطل .. وانشالله بضل علم الوطن مرفوع فوق سورية وتراب سورية .. كسر ضهرنا أبو يعرب .. بس كلكن ولادي وكلكن عصام».
المقاتل «يعرب زهر الدين» نجل الشهيد تحدث بالقول : نحن لا نتقبل التعازي بل نتقبل المباركة باستشهاد والدي اللواء عصام زهر الدين  , ونقول للإرهابيين منذ بداية الأزمة وحتى نهاية الأزمة، وحتى تحقيق النصر وما بعد النصر، إننا سنواجههم بالسلاح، الذي هاجموا به أهل بلدنا وقاتلونا به، نحن منتصرون والطريق طويل وسنكمله بإذن الله، ومؤمنون بالنصر منذ الساعة الأولى للأزمة، ومستمرون بتنظيف البلد من هؤلاء المجرمين القتلة المختبئين خلف عباءة الدين .. نحن سنتابع المشوار، وسننظف الأرض السورية الحبيبة من هؤلاء الإرهابيين، وسنحقق النصر إنشاء الله، ورغم أن الطريق طويل ولكننا مستمرون حتى النصر .. وأنا الشهيد القادم بإذن الله.

العميد «سهيل الحسن» ينعو الشهيد «زهر الدين» رفيق السلاح ..
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً ما قاله العميد «سهيل الحسن» قائد الحملة العسكرية التي فكت الحصار عن مدينة دير الزور , وهو ينعو صديقه ورفيق سلاحه الشهيد اللواء شرف «عصام زهر الدين» قائلاً :
«كسرت ظهرنا يا أسد بني معروف يا "أبا يعرب" الصديق الصنديد .. وحق شرائط الصبح التي تشع على جباه شهدائنا الأبرار وحق صدقك وعزمك وشجاعتك وحق مشكاة النور في عيون الثكالى واليتامي وحق قبابنا البيضاء عالية بشهدائنا وحق وجهك المنير وصدر الصنديد و قلبك الكبير، لن نسكن عن ثأرك فنملئ الأرض جثثاً أو نموت دون ذلك».
لحظات توثيقية بكاميرا روسيا اليوم لآخر تعليق صحفي للشهيد القائد العسكري اللواء شرف «عصام زهر الدين»

شاهد بالصوت والصورة .. آخر وصايا الشهيد اللواء شرف «عصام زهر الدين» لأبنائه وجنوده في الجيش العربي السوري …

من هو الشهيد اللواء شرف «عصام زهر الدين» ؟؟
برز اسم الضابط السوري «عصام زهر الدين» منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية على سوريا، حيث قاد عمليات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية على كل الجغرافية السورية وطهر كثيراً من المناطق والمدن والبلدات من رجس الإرهابيين، وقد قاد عملية «بابا عمرو» في حمص و«التل» في محافظة ريف دمشق، وقاد عملية تحرير «دير الزور» بعد حرب دامت لأكثر من 5 سنوات مع عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي فأطلق عليه اسم «قاهر الدواعش»، كما قام بتشكيل فصيل عسكري باسم «نافذ أسد الله» الذي له الفضل بتحرير مناطق كثيرة على الأراضي السورية , قاد حملات عسكرية عدة من نصر إلى نصر , عمل قائداً للواء 104 حرس جمهوري وقائد قوات الحرس الجمهوري في المنطقة الشرقية وقائد لحامية مطار دير الزور العسكري.
الشهيد البطل اللواء «عصام زهر الدين» ضابط في الحرس الجمهوري في الجيش العربي السوري من محافظة السويداء تولد عام 1961 بلدة التربة قرية الصورة الكبيرة ، قارع قوى الظلام والتنظيمات الإرهابية , وبرز اسمه كثيراً في الآونة الأخيرة بعدما قام بتعليق رؤوس الدواعش على مدخل مطار دير الزور العسكري، وأرسل رسائل للإرهابيين وداعميهم بأنه «لا عودة عن القضاء على الإرهاب وتحرير آخر شبر من الأراضي السورية».
اللواء «عصام زهر الدين» ضابط المواقف الصعبة .. قال وفعل .. وعد وأوفى، واستطاع مع القوات الرديفة ورفاق السلاح في الجيش العربي السوري من فك الحصار عن مطار دير الزور وتحرير المدينة من تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث قال عبارته المشهورة : «إن مطار دير الزور ليس مطار الطبقة، وسيكون مقبرة لإرهابيي داعش»، وفعلاً هذا ما حصل .. ولكن لم يتوقف هذا الضابط السوري عن التقدم على الجبهات وملاحقة إرهابيي «داعش» في ريف دير الزور، وكان في مقدمة القوات التي يقودها في بلدة حويجة صكر التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم الإرهابي، واستشهد حين وقعت قدمه على لغم أرضي من مخلفات الإرهابيين، وهو يخطو ويستطلع ويتقدم في مناطق حررها من إرهاب «داعش».
الرحمة والسلام لروحه الطاهرة ولمن سبقه من رفاقه الشهداء الذين حاربوا الإرهاب الدولي، دفاعاً عن الأرض والوطن والسلام والإنسانية.

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى