تحقيقات

صرخة صناعيي حلب : أنقذوا النسيج الوطني !!!

تعود صناعة الغزل والنسيج في حلب إلى أوائل الألف الثالث قبل الميلاد ، وقد أخذت مدينة ليون الفرنسية الكثير عن صناعة النسيج الحلبية إليها ..
وأفادت الكتب القديمة بأن عدد أنوال النسيج في حلب عام ١٨٩٠م كان أكثر من ١٥ ألف نولاً يدوياً ولم يكن يخلوا بيتاً في حلب من نول أو نولين يعمل عليهم النساء ، أما الرجال فكانوا يعملون على الأنوال في القيسريات الموزعة في حلب ، فإذا اعتبرنا أن تشغيل النول الواحد وإعداد الخيوط له يحتاج إلى ثلاثة عمال لتبين لنا أن عدد العاملين في النسيج يبلغ قرابة ٤٥ ألف عامل أي قرابة ربع سكان مدينة حلب البالغ تعدادهم آنذاك مأتي ألف نسمة ( متضمنة الأطفال ) ، ولما كان الإنتاج الوسطي لنول النسيج يبلغ مائة متر أسبوعياً لتبين لنا بأن إنتاج حلب الأسبوعي يبلغ مليون ونصف متر ( شهرياً ٦ مليون متر وسنوياً ٧٥ مليون متر عام ١٨٩٠م) من الأقمشة , وهذا يحتاج إلى تجارة متطورة لتؤمن تصريف هذا الإنتاج ، وبالرجوع إلى نشرات غرفة تجارة حلب يتبين أنه عام ١٩١٣م كان في ولاية حلب ١٨٨٠٠ نول يعمل عليها ٦٥ ألف عامل ، تدنى عددها في عام ١٩٣٢ م إلى ٥٩٠٠ نول يعمل عليها ٢٩٦٧٠ عامل ( بسبب مضايقات الاستعمار الفرنسي ) وكان في حلب عام ١٩٢٢ م ما يزيد على ٢٧٠ مصبغة أقمشة.

واقع النسيج الحلبي اليوم !!

بعد كل هذا التاريخ المشرف لصناعة النسيج في حلب وتطورها عبر العصور, يأتي القرار الحكومي الأخير الذي أصدرته وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية باعتبار الأقمشة من المواد الأولية القابلة للاستيراد ، تهديداً حقيقياً للصناعة النسيجية في حلب ، مما استدعى تحركاً عاجلاً من صناعي وتجار المدينة لإنقاذ إحدى أعرق الصناعات التي اشتهرت بها مدينتهم على مر العصور.
وعلى الفور قامت غرفتي الصناعة والتجارة بحلب بتشكيل لجان متخصصة لدراسة قرار الوزارة الأخير وإعداد مذكرة إلى الحكومة لإنقاذ هذه الصناعة الهامة والمطالبة بالحافظ عليها وتطويرها وتشجيع الصناعيين على التوسع بآفاق عملها , وقد رصدت لكم «شهبانيوز» بعض الآراء حول هذا الموضوع حيث تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض للقرار.
السيد "أحمد" واحد من صناعيي النسيج في حلب ..
مطلب صناعيي حلب مطلب عادل وصحيح ومفيد اقتصادياً , لأن تفسير المرسوم كما حصل سيخفض الرسم الجمركي إلى النصف على الأقمشة وبالتالي سيشكل منافسة كبيرة وضرر على مصانع النسيج السورية، لأنه سيفتح استيراد الأقمشة وخاصة من الصين ذات التكاليف المنخفضة.
السيد "إسماعيل" من أحد المهتمين بصناعة النسيج الحلبي اختلف مع الصناعيين بالرأي ..
صناعيي حلب لا بيرحموا الناس ولا بخلوا رحمة الله تنزل … نافسوا بالأسعار والجودة والإنتاج بحيث المستهلك يختار الأفضل من جميع النواحي , مو شرط انو ترتعبوا إذا فتح الاستيراد لأن ببطل حدا يأخد بضاعتك لأنها غالية بالسعر وسيئة بالجودة .. مع احترامي للصناعيين .. بس لازم تحترموا المستهلك كذلك .. ولازم ينفتح باب المنافسة حتى يتحسن الأداء.
المهندس "فارس الشهابي" رئيس غرفة صناعة حلب بتصريح لقناة «شامنا» ..
إن بعض المتسللين ومن أجل أرباحهم الشخصية عملوا على استيراد الأقمشة الأجنبية بحجج غير مقبولة , وإن الحجج التي وضعوها هي أن الأقمشة الوطنية لا تكفي وأن الأقمشة بشكل عام تدخل عبر المنافذ الحدودية بطريقة غير شرعية .. إن المعامل التي تم تأهيلها قد تعود للإغلاق مجدداً إذا لم تتبنى وزارة الاقتصاد الطرح المنطقي الذي قدمه اتحاد غرف الصناعة في سوريا.
السيد "محمد محي الدين دباغ" رئيس غرفة التجارة في حلب بتصريح لقناة «شامنا» ..
الغرفة تعمل لتحقيق التوازن بين أطراف العملية الإنتاجية في سبيل نمو الاقتصاد السوري , واللجنة المشتركة بين غرفتي صناعة وتجارة حلب هدفها تصحيح بعض الأمور التي تضر بالاقتصاد السوري فيما يخص القرارات التنفيذية للمرسوم رقم ( 172 ) , حيث أن غرفة صناعة حلب تقوم بكافة الاستعدادات للمشاركة في الدورة الـ59 لمعرض دمشق الدولي والتي ستتيح الفرصة لتألق المنتج الحلبي محلياً ودولياً , وقامت غرفة صناعة حلب بالمساهمة بنسبة 40% من قيمة جناح صناعيي الألبسة في المعرض مقابل دعمهم لمصنعي النسيج في إعادة تشغيل منشآتهم لتعزيز مكانة النسيج المحلي.
والجدير بالذكر بأن لجنة النسيج والألبسة عقدت اجتماعاً في غرفة صناعة حلب للتأكيد على تأييدها لمقترح اتحاد غرف الصناعة السورية في حماية الصناعة الوطنية السورية فيما يخص الأسعار الاسترشادية للخيوط والأقمشة , وتضم هذه اللجنة صناعيين من كافة حلقات الإنتاج في الصناعات النسيجية , حيث تعتبر هذه الصناعات مكملة لبعضها البعض في العملية الإنتاجية , مما يؤدي إلى انخفاض تكاليف الإنتاج بكافة مراحله بالاعتماد على أقمشة ومستلزمات الإنتاج الوطنية
وقد أطلقت اللجنة مسبقاً معرض «خان الحرير» بثلاث دورات تخصصي في صناعة الألبسة ومستلزمات الإنتاج ، وقدمت منتجات بأسعار منخفضة وبتكاليف قليلة كي تكون قادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية ، ويشار إلى أن تحرير المناطق الصناعية من قبل الجيش العربي السوري وعودة الصناعيين إلى منشآتهم سارعت بدوران عجلة الإنتاج ومشاركة صناعيي حلب في «معرض دمشق الدولي» بأقوى المنتجات من الألبسة والنسيج الوطني وبأسعار منافسة .

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى