مصادر سورية تكشف عن شرطين للحوار السوري الأميركي
وضعت سوريا شرطين أساسيين للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، مشيرةً على ضرورة إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات السورية الأميركية وإلغاء قانون “محاسبة سوريا” وأن ترعى واشنطن عملية السلام في الشرق الأوسط
وفي تصريح لصحيفة الوطن القطرية نشر اليوم الأحد، أكد مصدر سوري "متابع" أن أي حوار مرتقب بين دمشق والإدارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما يجب ان يهدف الى تحقيق أمرين بارزين: الأول اصلاح الخلل والضرر الذي لحق بالعلاقات السورية – الاميركية في عهد ادارة بوش الراحلة أي «تطبيع» هذه العلاقات باتجاه إلغاء «العقوبات» المفروضة على سوريا خاصة ما يسمى بقانون «محاسبة سوريا» والثاني إحياء مبادرة السلام الأميركية التي كانت انطلقت في مؤتمر مدريد عام 1990 أي أن تعود الولايات المتحدة الى رعاية عملية السلام في الشرق الاوسط، مشددا على اهمية وضرورة ان تكون هناك رؤية أميركية جديدة لعملية السلام، وأشار المصدر الى ان "البوابات تبدو حتى الآن مشجعة"، مبينا ان مستشارين للرئيس أوباما زاروا دمشق مؤخرا تحدثوا عن «كوارث سياسية» خلفتها ادارة بوش بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة مع مختلف دول العالم وبالتالي فإن الأمر يحتاج الى وقت طويل بإزالة تلك الكوارث واعادة الروح والديمقراطية الى العلاقات الاميركية – العالمية.
أما حول تعيين الدبلوماسي جورج ميتشل كمبعوث اميركي خاص لمواكبة عملية السلام في المنطقة، فرأى المصدر أنه موضع ترحيب من قبل الجانب السوري، وتوقع المصدر ان يتصل ميتشل مع الجانب السوري في اطار تحركه المقبل في المنطقة من اجل التعرف على رؤية دمشق وتصوراتها لمستقبل عملية السلام، كما توقع المصدر نفسه وان تكون هناك جولة موسعة لوزيرة الخارجية الاميركية الجديدة هيلاري كلينتون لعدد من عواصم الشرق الاوسط وان تشمل جولتها دمشق بطبيعة الحال، وبشأن التصريحات التي صدرت عن الرئيس أوباما مؤخرا رأى المصدر السوري انه من السابق لأوانه الحكم على ادارة جديدة من خلال بعض التصريحات مؤكدا انه لابد من الانتظار والحكم على الافعال.
يذكر ان الرئيس السوري بشار الأسد، كان هنأ نظيره الأميركي، باراك أوباما، بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وعلى خطابه بعد أداء القسم ونجاحه في الإعلان عن سياسته، وعبر الأسد عن تطلع سوريا إلى حوار مثمر مع الولايات المتحدة مبني على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل يقود إلى سلام عادل وشامل في المنطقة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكان الرئيسان، الأسد وأوباما، تبادلا عدة رسائل إيجابية غير مباشرة في الآونة الأخيرة؛ حيث رد الأسد على تصريحات الرئيس الأميركي التي كشف فيها انه يعتزم إشراك سوريا وايران في تحركات سريعة ستتخذها إدارته لمعالجة الوضع في الشرق الأوسط، بأن سوريا مُستعدة للتعاون مع الرئيس الأمريكي المنتخب وأنها تريد منه ان يشارك بجدية في عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي حديث لمجلة ديل شبيغل الألمانية ، أكد الرئيس الأسد "نريد فعلا المساهمة في ضمان استقرار المنطقة (الشرق الأوسط). ولكن علينا ان نكون مشاركين (في هذه العملية) وليس معزولين (كما كنا) حتى الان"، وجاءت تصريحات الأسد بعد يومين من تصريحات الأخير أكدت فيها انه يعتزم إشراك سوريا وايران في تحركات سريعة ستتخذها إدارته لمعالجة الوضع في الشرق الأوسط في اليوم الأول لتوليه الرئاسة، وفي تصريح له أشار أوباما إلى مقاربة إقليمية تشترك فيها سوريا وإيران من أجل خلق حل الدولتين حيث يستطيع الناس العيش جنبا الى جنب في سلام، كما كانت تقارير صحفية فلسطينية أكدت أن كل من إيران وسوريا وبعض الدول العربية المسماة بدول "الاعتدال" إضافةً إلى القيادة السياسية في إسرائيل التي تعتبر في مرحلة انتقالية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، تسلموا بشكل مباشر رسائل تحذير ونصيحة من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما من أجل دفع الأطراف الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، ونقلت صحيفة المنار الفلسطينية عن مصادر مطلعة أن الرسائل سُلمت عبر أطراف أوروبية إلى قيادات عدد من الدول في المنطقة وأشارت المصادر الى أن ما يمكن كشفه عن فحوى هذه الرسائل الأمريكية هو رغبة إدارة الرئيس اوباما في رؤية الشرق الأوسط في حالة استقرار قبل وصولها الى الحكم بشكل رسمي وتولي مهامها لأنها ترى بان الاستقرار في هذه المنطقة ضروري لكل العالم ومصالحه، وكشفت المصادر عن وجود توجه لدى إدارة أوباما بالبدء وبشكل فوري باتصالات مع معظم الاطراف في الشرق الاوسط، بما في ذلك سوريا وايران من أجل ترتيب اوراق المنطقة.