مقالات وآراء

لليل في ” النوادي الليلية ” شآن آخر

هل زرت يوماً نادياً ليلياً في دمشق أو ريفها؟ ألم يدفعك الفضول لمعرفة طبيعة الأجواء في تلك النوادي والمطاعم التي أخذت تنتشر بكثرة في ضواحي دمشق ومناطقها النائية،وباتت تبثّ مباشرة على التلفاز، لتنقل لك ماهو المثير داخلها؟!
ربما لم يكن الموضوع مجال بحث أو حتى حديث، لولا أنَّ تلك النوادي لم تتعدَّد بطريقة شكلت معها ظاهرة حضرت بقوة اليوم.
وسينتابك شعورٌ غريب عندما يكتظّ الملهى الليلي -سواء الموجود وسط دمشق أم خارجها- بالشباب اليافع، وتبدأ الأسئلة تدور: ما الذي يبحث عنه الرجال أو الشباب هناك؟ ماذا يريدون من وراء قضاء ساعات طويلة وسط صخب متكرّر يأبى التجديد ويفتقد الحيوية؟

¶ ليست رخيصة

إذا كانت الزيارة إلى أي ملهى هناك تكلف مايقارب (1000ل.س إلى 5000ل.س) يعني أنّ زوار المكان ليسوا من طبقة أخرى غير الغنية. هذا وضع قديم، لأنّ وجود السيارات الفارهة أمام المكان لايعني أبداً أنّ الأغنياء فقط يرتادون النادي.

تقول إدارة ملهى "الكروان" في معرض حديثها عن أجواء الملهى وطبيعة زواره: "ليس لدينا أسعار كباقي المطاعم، نحن نأخذ دخولية على الشخص الواحد 2000 ل.س دون الطاولة وحجز توابعها ومكانها. ومع ذلك، نستقبل الكثير من الشباب، أحياناً نعرفهم ونعرف عملهم ماهو وأحياناً.. بمعنى آخر قد يأتي إلى هنا عامل في معمل سيراميك".
ويضيف: "الملهى الليلي ينتشر في كافة أنحاء العالم بخصوصية معينة؛ فالملاهي تعتبر أحياناً أماكن تسلية وسهر ولعب شدة، كما تعتبر أماكن هروب وتنفيس لشرائح معينة تقضي أوقاتاً عصيبة خارج نادينا".

يعتبرُ رافي مكان الملهى بالنسبة له مكان تغيير للمزاج، والكثير من الشباب لا يذهبون إلى مطعم عادي أو إلى كافتيريا لأنّها لا تقدم شيئاً مختلفاً، في حين يقدِّم النادي الليلي اختلافاً واضحاً.. بمعنى آخر تفريغ شحنات من نوع ما.

على باب كل مطعم ليلي تجد لائحة بالأسعار، وبالتعليمات، الأمر الذي يدلُّ على أنَّ الظاهرة مرخصة، ومسموح بها، حتى تلك المطاعم الواقعة على أطراف دمشق. وتعمل تلك الأماكن وفق قواعد محددة وقوانيين ناظمة، "فليست الإدارة مثلاً مسؤولة عن سرقة الجوالات أو الحقائب في الداخل".
لدى دخولك باب الاستقبال ستلقى الكثير من الترحيب والتهليل، وهذا ما يشرح قلب الشاب الذي أتى لينسى كل همومه خارجاً.

يقول ماجد (رجل أعمال): "إذا كنت شخصاً منتجاً وتعمل على مدار الساعة، لماذا لا يسمح لك بالذهاب إلى مكان ترفيهي.. كلُّ شخص له وجهة نظر معينة بالترفيه. أنا واحد من الناس الذين يذهبون بمفردهم إلى نادٍ ليلي، لأنّ جميع أصدقائي ببساطة يرون في المقهى والنرجيلة والسهرة البسيطة وسيلة كافية للترويح عن النفس"، ويتابع: "كلّ شخص له مزاجه الخاص، وليس كلّ من يرتاد الملهى شخصاً غير أخلاقي".

¶ نواد شعبية

نوادي ليلية عديدة تشاهد إعلاناتها في الطرقات والشوارع الرئيسية.
تؤكِّد بعض العاملات في هذا الوسط وبعض الرجال الذين يديرون هذا النشاط، أنَّ الأسعار ارتفعت في الآونة الأخيرة بالمقارنة مع الأسعار قبل حوالي عام أو عام ونصف.

ويرى الشاب علي (28سنة) أنَّ هذه مسألة ترتفع وتهبط أسعارها، مثلها مثل المهن الأخرى، تبعاً لحجم الطلب والعرض: "ففي بعض الأندية الليلية في دمشق مثلاً، ارتفعت تكلفة طاولة لأربعة أشخاص من 100 دولار إلى حوالي 750 أو ألف دولار.
وفي سؤال عن أسباب زيارته الملهى، يقول: "مكان للهو والتنفيس والبحث عن أشخاص لا يتطلَّب الأمر معهم مزيداً من عناء الشرح، وهذا حقٌّ مشروع لكل الشباب".

لا ..

بعد أن تحوَّل أحد النوادي الكائنة على طريق قريب من دمشق، إلى مكان آخر مختلف شكلاً ومضموناً، هذا التحوُّل دفعنا إلى سؤال أصحابه عن رؤيتهم في النادي، يقول أصحابه:
"الملاهي الليلية لها مشاكلها فقد تتعرَّض للسرقة والنشل والنصب، وقد تتوصَّل إلى نتيجة أنَّ كلَّ شيء رخيص هنا !!
وعن زوَّارها يقول صاحب نادٍ: "الزوار من كلِّ الفئات ومعهم القليل من المال، يأتون بحثاً عن أماكن للتخفيف المؤقت من ضغوط الحياة.
الكثير من أماكن اللهو في دمشق القديمة توقَّفت عن العمل في هذا الميدان وكانت قديماً معروفة بتقديم العروض المختلفة.

تقليد بتقليد ..

يرى وائل وأصحابه، الذين اعتادوا زيارة الملهى كلَّ يوم خميس كونه نهاية الأسبوع، أنَّ كلَّ شيء هناك تقليد: "الضحك والزينة والنساء، الملهى الليلي لم يصل إلى سورية بشكله الطبيعي بسبب جشع أصحاب المكان ورغبتهم في تحصيل أكبر قدر من المال مقابل رأس مال بسيط".
ترى علا (25سنة) أنَّ: "الأحاديث التي قد تطول لنهار كامل هي مجرد اصطناع، وكلّ بسمة ترتسم على الوجوه مصطنعة وأكذوبة، وهذا يعود إلى التنشئة الاجتماعية والتربية " .
وإن كان الأمر لا يتطلَّب إلا الحديث بعربية مكسرة وإنكليزية أو روسية متهشِّمة، فأنت بهذا تخلق نوعاً من انعدام التوازن تعيشه فيما بعد الخروج من هذا المكان.
وآراء كثيرة تسمعها تعارض الملهى؛ وقد تسمع من ينظر إليه على أنه مخالف للتقاليد والعادات الشعبية، وترى مَن يذهب إليه خلسة، أو من ينكر أنه قام بزيارته ولو لدقائق أو لمجرد الاطلاع.
رانيا عبد الحق باحثة اجتماعية تعزو أسباب ارتياد الشباب إلى النادي الليلي إلى ضغوطات كثيرة يعيشها الفرد، أو لعوامل اقتصادية أخرى قد تؤثر في هذا الموضوع، فيجدون فيه ملاذاً آمناً.
تقول وزارة السياحة، إنها تزوِّد إدارات النوادي الليلية والمطاعم هذه، كلَّ فترة، بلائحة أسعار جديدة وبقوانين ناظمة أخرى، كما أنَّ كلَّ تلك الأمور مضبوطة، وأيضاً تحت إشراف المحافظة، أما المخالفة فإنَّ الوزارة لا تتوانى عن إغلاقها بالشمع الأحمر كما فعلت بأحد الأندية الليلية.
وذكر تقرير محافظة ريف دمشق أنه تمَّ إغلاق عدد من النوادي الليلية دون أن يغفل أنَّ رواد النوادي هم شباب من فئة العشرين سنة.

ربما تصادِف واحداً أو اثنين أو أكثر ممن يذهبون إلى هناك للحصول على ساعات من الضحك المتواصل، ينسيهم أعباء اليوم التي باتت أثقل من قبل، الأمر الذي يجعلك تتساءل: لماذا كان الملهى قديماً يتناسب طرداً مع أشخاص يأبون طرد كآبتهم إلا بهذه الوسيلة؟ اليوم تبدو وظيفة الملهى مختلفة تماماً عما كان في السابق، فهل هي اليوم كما يقول (وسام وغيره) والابتعاد قليلاً عن المزاج المعكَّر، والهروب من شيء ما هو عموماً غير مريح؟.

بواسطة
شذا المداد
المصدر
بلدنا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. انا واحد من هؤلاء الشباب الذين كانو يرتادون هذه المحلات بشكل يومي ولاكن للاسف هذه المحلات بشكل عام عملية نصب واضحة ولاكن الشب ينغر بالمضاهر الكذابه وهذه المحلات لاتأتي للذي يرتادها غير السمعة السيئه والكلام العاطل

    الله يتوب علينا وعلى كل الشباب

  2. وانا كمان وحدة من هل البنات الي بحب اسهر بشكل يومي وصرت مدمنة ع هيك اماكن بسسسس هلئ تركتن لانو ماضل حدا بحلب الا ما حكا علي بس بحب قلكن انو ما بتعرفو شوفي بقلب التاني لتعاشروه مع الاسف

زر الذهاب إلى الأعلى