سياسية

مصادر مصرية تكشف أسباب حرب مصر والسعودية والجامعة العربية لإفشال عقد القمة

لا يريدون توفير منبر قوي للأسد يهاجم فيه مبارك والملك
كشفت مصادر مصرية اليوم الخميس عن أسباب ما أسمتها "مهزلة دبلوماسية وسياسية" تمارسها كل من مصر والسعودية بالتعاون مع الجامعة العربية لعرقلة عقد قمة عربية طارئة يوم غد في الدوحة لبحث سبل إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة الذي راح ضحيته ما يزيد على 1030 شهيد فلسطيني وأكثر من 4900 جريح، ففي خطوة وصفها محللون بالمفاجئة دعت السعودية أمس الأربعاء الدول الست لمجلس التعاون الخليجي إلى قمّة طارئة تُعقَد في الرياض اليوم «للبحث في الأزمة في قطاع غزة»، واعتبر مراقبون أن التصرف السعودي يهدف إلى «سحب البساط من تحت أقدام القطريين»، ولتكريس الضغوط المصرية ـــــ السعودية على دول سبق أن وافقت على المشاركة في قمة الدوحة، بهدف سحب موافقتها، في ظل تضارب المعلومات حول اكتمال النصاب لعقد القمة العربية في الدوحة حيث أعلن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، أن حاجز الثلثين المطلوب لعقد الاجتماع لم يتأمّن بعد، بعدما وافقت 14 عاصمة عربية فقط كتابياً على الدعوة القطرية، في حين أكدت المصادر القطرية أنّ 16 دولة أعلنت «حتى الآن» نيتها المشاركة.

أما حول المساعي السعودية المصرية لإفشال عقد قمة الدوحة فوصفتها مصادر مصرية، في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية، بأنها حملة شرسة لإفشال القمة، للحؤول دون اتخاذها أي قرارات محرجة لهما، ولحرمان الرئيس السوري بشار الأسد «من منبر قوي قد يتخذه مجدداً لتوجيه انتقادات عنيفة بحق الرئيس حسني مبارك والملك السعودي عبد الله، على غرار ما حصل خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان» صيف عام 2006.

أما حول دور الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، فاتهمته مصادر دبلوماسية عربية بـ«عدم القيام بواجبه في حشد التأييد للقمة»، وبرّر دبلوماسي عربي رفيع المستوى، في حديث لصحيفة الأخبار سلوك موسى بأنّ الأخير «يتعرض هو الآخر لضغوط مصرية ـــــ سعودية لعدم إنجاح المساعي القطرية».

بالعودة إلى الجهود المصرية السعودية لإفشال قمة الدوحة، نوهت المصادر المصرية أنّ باكورة النجاح المصري ـــــ السعودي تمثّل بالنموذج المغربي؛ فبعدما بعثت الرباط موافقتها الرسمية مساء أول من أمس على عقد القمة الطارئة على لسان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، عادت لتتراجع صباح أمس عن هذه الموافقة وتسحبها.

أما الجبهة الثانية في الجهود المصرية ـــــ السعودية، فهي على خطّ العاصمة الليبية، طرابلس؛ مؤكدةً أن مبارك سعى لإقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عبر مكالمتين هاتفيتين، بسحب موافقة سبق له أن أعلنها، غير أنّ أنباء مصرية أفادت بأن طرابلس طلبت من الجامعة العربية تأجيل كل من قمة الدوحة، وتلك الاقتصادية المقرر عقدها في الكويت يوم الاثنين المقبل.

وعلى الطرف الآخر، قام أمير قطر بمساع مضادّة، وأجرى سلسة من الاتصالات مع عدد من الزعماء العرب، من بينهم القذافي نفسه، لحثّه على الاستجابة لدعوته.

في هذا الوقت، لا يزال العراق يرواح مكانه في عدم تحديد موقف نهائي من قمة الدوحة، بحسب مدير مكتب موسى، هشام يوسف، رغم أنه سبق لمصادر إعلامية مقربة من الدوحة أن نقلت عن حكّام بغداد موافقتهم على المشاركة. أما تونس، فقد جزمت بعدم حضورها.

بدوره استبعد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، انعقاد قمة الدوحة، مبرّراً شكوكه بتحفّظ 8 دول عربية «كبيرة ولها تأثيرها» من أصل 22 لعقدها وحصرها المشاركة في قمة الكويت. ورأى أنه «إذا ذهبنا إلى الدوحة، فسوف نقضي على قمة الكويت التي أُعدّ لها على مدى عام كامل، وهذا المنطق الذي استندت إليه الدول الثماني»، فيما أكد رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن قمة الدوحة إذا عقدت «ليست إنقاصاً من قمة الكويت الاقتصادية التي ستحضرها قطر على أعلى مستوى، ونقدرها ونوليها كل الأهمية والاحترام، ولكننا نرى أن حجم ما يقع في غزة يستدعي قمة عربية منفصلة». ورداً على سؤال عما إذا كان عقد القمة في الدوحة سيؤثر على علاقات قطر بكل من السعودية ومصر، أجاب «علاقتنا مع السعودية علاقة قوية ويسودها التفاهم»، مضيفاً أن «مصر لها تاريخ واضح في النضال العربي».

بحسب الرؤية التي يقدّمها المتحمّسون لعقد قمة الدوحة، تكون الدول الـ15 التي وافقت على القمة هي: موريتانيا والجزائر وليبيا والسودان ولبنان وسوريا والإمارات وقطر واليمن وجيبوتي وجزر القمر والصومال وسلطنة عمان وفلسطين والعراق. أما الممتنعون، بحسب فضائية «الجزيرة»، فهم السعودية ومصر والكويت وتونس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى